وأخيراً اعترف رجب طيب أردوغان أنه حفيد.. هولاكو؟ – محمد مندلاوي

 

“خاص لصوت كوردستان” – 

قبل عدة أيام قرأت في شريط العاجل في إحدى القنوات الفضائية الكوردية التي تبث برامجها من عاصمة جنوب كوردستان (أربيل) النص التالي: ئەردوغان: لە مەنگولیا تا کەرکووک خاوەنداری شوێنەواری میراتەکانی باپیرانمان دەکەین  = من منغوليا إلى كركوك نحمي آثار أجدادنا!!. يا ترى ماذا يعني هذا الكلام غير المسئول الصادر من رئيس جمهورية الأتراك المدعو رجب طيب أردوغان؟ أليس هذا اعتراف ضمني أنه حفيد القتلة هولاكو، وجنكيزخان، وتيمورلنگ، وعبد الحميد الأحمر، وأتاتورك؟ لأن الأراضي التي وجدت عليها هؤلاء الأوباش المذكورين أعلاه تقع بين منغوليا وكركوك التي حددها أردوغان بشكل غير مباشر كوطن للأتراك.

لكن الحقيقة والواقع ليست كما زعمها أردوغان لأن وطن هؤلاء الأتراك وملحقاتهم.. بعيد كل البعد عن كوردستان ومدنها كركوك، وأربيل، وسليمانية، وكرماشان وايلام وسنندج إلخ ويقع – وطن الأم للأتراك- في تركستان الشرقية (الصين)، وتركستان الغربية (روسيا) إما خارج هذين المنطقتين يكون الوجود التركي وجوداً غير شرعياً، ومنها ما تسمى بجمهورية تركيا ومخلفاتهم من التركمان في كل من كوردستان، والعراق، وسوريا، ما هم ألا من بقايا الاحتلال العثماني، أو بقايا جنود مرتزقة جاءت بهم سلاطين العرب من آسيا الوسطى للدفاع عن عروشهم.. التي أقيمت بحد السيف.

عزيزي القارئ اللبيب، أنا أتبع القول السائد: كُن جريئاً فيما تريد قوله. أو كما قال المتنبي: الرأي قبل شجاعة الشجعان. على أية حال. سبق لنا ونشرنا في إحدى مقالاتنا تلك الخارطة التي رسمها محمود الكاشغري، من منطقة كاشغر التي تقع على حدود الصين وفيها اسم أرض الأكراد بينما لا وجود لأرض ما في المنطقة التي تسمى اليوم جمهورية تركيا باسم الأتراك، لأن الخارطة المذكورة رسمت قبل 900 عام، أي قبل مجيء الأتراك من وطنهم الأم تركستان إلى هنا، إلى أرض كوردستان التي أسسوا عليها كيانهم الجمهوري.. بإيعاز من جماعة لوزان؟. نقول  للمرة الكذا لمن لا يحترم ذاته؟ أدناه خارطة الكاشغري التي عمرها حدود 1000 سنة وهي تبين بكل وضوح الشرعية التاريخية للشعب الكوردي على أرض وطنه كوردستان، وتفضح ادعاءات الأتراك ومخلفاتهم أولئك الغرباء عن المنطقة وشعوبها. أداه خارطة الكاشغري:

أدناه خارطة صادرة عام 1898م من قبل الدولة العثمانية وفيها ولاية كوردستان ومن ضمنها مدينتي كركوك وموصل:

عزيزي المتابع،هناك خرائط كثيرة تبين قدم وعراقة الشعب الكوردي في المنطقة وحداثة مجيء الأتراك إليها، لكني أكتفي بإبراز هذين الخريطتين أعلاه كإصبعي السبابة والوسطى أضعهما في عيني أي تركي مثل صاحب الفكر الماضوي أردوغان.. الذي لا يقول كلمة حق.

عزيزي القارئ الكريم،إن أجداد أردوغان الذين يفتخر بهم دون أن يخجل لأعمالهم غير الإنسانية التي قاموا بها كانوا مخلوقات.. بجلود بشرية أحرقوا الحرث والنسل ودمروا الأرض، حتى وصل الأمر بالشعوب الأوروبية المتحضرة حين شاهدت أرضاً خراباً يباباً قالت: من هنا مر الأتراك. نحن هنا في هذا المقال ننشر لأردوغان الذي لا يتعظ ولمن على شاكلته نبذة مقتضبة جداً عن التاريخ المخزي لأجداده “آل عثمان” الذي زعم عدة مرات هو ووزرائه أنهم عثمانيون جدد، لكي يعرف الجميع حقيقة هذا المخلوقات.. القادمة من عالم “يأجوج ومأجوج” الذين لا نجد لهم مثيلاً في طول التاريخ وعرضه وذلك بسبب الخلل الجيني الذي في تكوين شخصيتهم.. . على سبيل المثال وليس الحصر نضع أمامك بعضاً من الجرائم التي قام بها العثمانيون ويندى لها الجبين الإنسان. عزيزي القارئ الكريم، أنا أذكر عدة مرات في مقالاتي جانباً من تاريخ هؤلاء.. لكي يترسخ في المنظومة الفكرية للقارئ كعبرة لا يمحيها الزمن وزحمة الحياة، خاصة أن الكلام الذي يوضع في السطور ليس كذاك الذي في الصدور. لقد أصدر هؤلاء العثمانيون الأراذل عام (1413م) قانوناً لم يصدر مثله لا قبلهم ولا بعدهم وكان تحت عنوان: “قتل الإخوة والأبناء من أجل عدم التنافس على السلطة!!”. وبعد إصدار هذا القانون الدموي المخزي قام السلطان سليم الأول الذي عاش بين أعوام (1470- 1520م) والمعروف بسليم العابس أو سليم الرهيب الذي استلم السلطة على أثر انقلاب قام به على والده؟ وعلى أثر فكرة شيطانية داعبت مخيلته المريضة قبض على خمسة من أبناء أخوته عام (1518م) وقتلهم جميعا. وفي معركة (چالدران- Chaldran) التي جرت وقائعها عام (1514م) في شرقي كوردستان بين العثمانيين والصفويين، وبعد انتصار العثمانيون في تلك الحرب القذرة أمر سليم العابس بقتل جميع الأسرى وصنع من جماجمهم هرماً في ساحة المعركة. وبعد أن هلك سليم جاء ابنه سليمان الأول (1494 – 1566م) إلى سدة السلطة وسار هذا السفاح على خطى أبيه وقتل بدم بارد (7) من إخوته و(4) من أبنائه!!. أما مراد الثالث (1546 – 1595م) قتل عام (1574م) خمسة من أخوانه. وأصبح قتل الإخوان والوالد وأبناء العمومة في الكيان العثماني عادة سائدة بين الحكام الأتراك!! . وقتل أيضاً الصدر الأعظم – رئيس الوزراء- محمد باشا الصقلي الذي أدار شؤون البلاد باقتدار ألا أن القتل هو مكافئة الأتراك الكبرى لمن خدمهم وآزرهم؟. والسلطان محمد الثالث (1566 – 1603م) كان ابن جارية اشتراها والده واصطفاها لنفسه؟. قتل محمد الثالث (19) من أخوانه و(2) من أبنائه!!. والسلطان عثمان الثاني (1604 – 1622م) جرياً على العادة التركية المقيتة قام عام (1622م) بقتل اثنان من أخوانه!!. ثم عُزل هذا السلطان من سدة الحكم ووضع في غياهب السجون حتى قاموا بقتله خنقاً، وهي أيضاً عادة قديمة عند الأتراك. ومصطفى الأول (1591 – 1639م) قتل ثلاثة من أبناء أخيه!!. أما محمد الرابع (1642 – 1693م) لقد فعل ما لم يفعل مثله سلاطين آل عثمان لا قبله ولا بعده حيث قتل عام (1648م) والده!!. والسلطان عثمان الثالث (1699 – 1757م) هو ابن مصطفى الثاني ابن محمد الرابع قتل عثمان ابن عمه!. وقتل كذلك الصدر الأعظم علي باشا إلخ إلخ إلخ. هؤلاء هم أخلاف رجب طيب أردوغان الذي يتباهى بهم ويريد أن يحمي آثارهم. حقاً شبيه الشيء منجذب إليه، هؤلاء هم أجداده الذين يفتخر بهم لأنه هو أيضاً مثلهم وامتداد لهم. عزيزي المتابع، إن ما قرأته أعلاه، أليس يثبت لك أن هؤلاء يعالجون أمور الدولة بالعنف والقتل فقط؟، أليس هذا يدل على أن الكسل الذهني الذي لديهم أغلق محركات المعرفة عندهم منذ زمن ليس بقريب فلذا تجدهم يقتلون  الكورد في قراهم وفي مزارعهم بدم بارد.

عجبي، ألا يستحي هذا التركي المدعو رجب حين يزعم أن كركوك تركية دون أن تعرق جباهه، لقد شارف على االسبعين ولا زال يتكلم كالأطفال، لقد سبق لنا وكتبنا عشرات الصفحات عن كوردية وكوردستانية كركوك لماذا لم يرد علينا أحد ما حين طالبنا العرب والأتراك أن يناظرونا كتابة أو في إحدى القنوات وجهاً لوجه حتى نظهر للعالم ادعاءاتهم الكاذبة وحداثتهم ليست في كركوك فقط بل في عموم المنطقة باستثناء شبه جزيرة العرب وتركستان.

في نهاية هذه المقالة نقول لمن يريد أن يحمي آثار أجداده الدموية قليلاً من الحياء، أحترم ذاتك ولو للحظة، تارة تقول كوردستان موجودة، وبعد فترة تتناسى وتزعم لا وجود لكوردستان، مع إنك في المرة الأولى قلت أذهبوا إلى وثائق البرلمان التركي ستجدون فيها وفي الخرائط القديمة اسم كوردستان.هل إنك مصاب بـالـ”شيزوفرينيا”، هل لديك خلل جيني في الساعة الواحدة تتكلم عن مادة محددة بعدة صيغ متباينة لا رابط بينهم. هل أن الشلل الحضاري الذي عندكم هو سبب عدم وجود منظومة القيم والمبادئ الإنسانية لديكم؟. يا رجل احترم ذاتك واعرف كيف تتكلم، اثبت أولاً أن وجودكم كأتراك فيما تسمى اليوم بتركيا شرعي لم تأت إليها البارحة من حدود الصين واستوطنتموها بحد السيف ثم أطلق العنان للسانك.. أن يزعم كيفما يشاء ويجعل ليست كركوك تركية بل كرماشان وقامشلو وآمد كلها تركية.

“إن الزمان على الباغين دوار”

 

16 01 2023

2 Comments on “وأخيراً اعترف رجب طيب أردوغان أنه حفيد.. هولاكو؟ – محمد مندلاوي”

  1. يا أستاذ كلامك كله صح وبدون أي شك ، ولكن أحذر أردوغان ، بأن يضف أسمك من ضمن قائمة المطلوبين للمبادلة في السويد لأتمام عضوية الناتو …..هههههه

    1. عزيزي السويد دولة بمعنى الكلمة، لها دستور وقانون مقدستين لا يالاعب بهما قط، ليست كتلك الكيانات الكارتونية الشرق أوسطية ومنها جمهورية الأتراك.

Comments are closed.