مفارقة بين ابن تيمية الكوردي وأحمد خاتمي الإيراني؟  – محمد مندلاوي

 

إن الشعب الكوردي الجريح منذ أن قضي على دولته “ميديا” بخديعة خسيسة عرفت في التاريخ “بخديعة كورش” بالإضافة إلى الاضطهاد القومي الكوردي والوطني الكوردستاني على أيد الفرس ومن يسير في ركابهم من حثالات التاريخ بدؤوا منذ زمن ليس بقريب بتشويه اسم الشعب الكوردي المسالم في بواطن كتب التاريخ أو حتى اختلاق القصص والروايات من رؤوسهم.. مثال خطيب جمعة طهران المؤقت أحمد خاتمي الذي زعم في خطبته في يوم الجمعة الماضي: إن لغة أهل النار هي الكُردية.

لقد دفعني كلام أحمد خاتمي أن أعود بذاكرتي إلى سبعينات القرن الماضي عندما زار الرئيس المصري أنو السادات دولة إسرائيل، قال لي في حينه أحد الأصدقاء: محمد هسه (الآن) يقولوا أنور السادات كوردي. لم يأت كلام صديقي من فراغ، ولا من مزح بل هو ثقافة عنصرية أشاعتها الفرس ومن ثم تلقفها غيرهم؟ وهو، أن ينسبوا كل شيء غير مقبول في الشارع الإسلامي إلى الكورد، لسبب معروف، لأنهم أمة مضطهدة بفتح الهاء واقعة تحت نير الاحتلال العربي، الفارسي – الإيراني، التركي. بهذا الصدد أيضاً، في الجانب العراقي قبل عدة أعوام حدث خلاف بين قيادات الشيعة الحاكمة في بغداد وقيادات الشعب الكوردي في جنوب كوردستان، ارتقى أحدهم الصغير قدراً وقيمة وزعم: إن المهدي المنتظر حين يظهر سيقاتل الأكراد. ثم فصل في كلامه بين الكورد حيث أظهر في سياقه أن المهدي سيقاتل الحزب الديمقراطي الكوردستاني ويصالح حزب الاتحاد الوطني إلخ. أتلاحظ عزيزي القارئ اللبيب كيف أن التهمة موجودة وحاضرة متى أرادوا يستخرجوه من بواطن كتبهم.. ويلصقوها بالكورد حتى يعطوا الشرعية لأنفسهم كي يذبحوهم على طريقة.. ويشفون صدورهم؟ – أرجو أن يعلم كورد بغداد هذا جيداً ويأخذوا حذرهم؟-.

عودة إلى أحمد خاتمي، الذي عمامته السوداء يقول لك أنه عربي، ولسانه فارسي، وبشرته يظهر أنه قوقازي، شخص بهذا الصفات التي لا رابط بينها زعم بأن لغة أهل النار الكوردية ونسبه إلى الإمام (علي بن أبي طالب)، مع أن كلام الإمام علي كله موجود في نهج البلاغة لا يوجد فيه مثل هذا الكلام.. الذي نسبه أحمد خاتمي له. بالمقابل، أن الكثير من العلماء والمفسرون يقولون أن لغة أهل النار هي الفارسية. لكن كوردياً هو تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني الشهير بـ(ابن تيمية) فقيه ومحدث ومفسر وعالم مسلم مجتهد من علماء أهل السنة والجماعة. عاش بين أعوام 1263- 1328م وقف ضد هذا الكلام عندما سؤل: وهل صح أن لسان أهل النار الفارسية ولسان أهل الجنة العربية؟ قال نصاً: الحمد لله رب العالمين لا يُعلم بأي لغة يتكلم الناس يومئذ، ولا بأي لغة يسمعون خطاب الرب جل وعلا؛ لأن الله تعالى لم يخبرنا بشيء من ذلك ولا رسوله عليه الصلاة والسلام، ولم يصح أن الفارسية لغة الجهنميين، ولا العربية لغة أهل النعيم الأبدي، ولا نعلم نزاعاً في ذلك بين الصحابة رضي الله عنهم، بل كلهم يكفون عن ذلك لأن الكلام في مثل هذا من فضول القول… ولكن حدث في ذلك خلاف بين المتأخرين

فقال الناس: يتخاطبون بالعربية.

وقال آخرون: إلا أهل النار فإنهم يجيبون بالفارسية، وهي لغة أهل النار.

وقال آخرون: يتخاطبون بالسريانية لأنها لغة آدم وعنها تفرعت اللغات.

وقال آخرون: إلا أهل الجنة فإنهم يتكلمون بالعربية.

وكل هذه الأقوال لا حجة لأربابها لا من طريق عقل ولا نقل بل هي دعاوى عارية عن الأدلة والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم انتهى                                                     من مجموع الفتاوى (4/299).

هذا هو الكلام الصحيح والسليم الذي لا يُحاسب عليه صاحبه يوم يقف الجميع أمام من يحاسب الكل وكل حسب علمه ومعرفته إذا كان يعلم ويكذب فحسابه عسير ويحمل معه إلى قبره عار الدنيا والآخرة. فلذا أن الكوردي لا يلفق ولا يدلس حتى لا يلحقه العار الأبدي كما قال الإمام علي بن أبي طالب: الكذب في العاجلة عار، وفي الآجلة عذاب النار. يستطيع الكوردي مثل أحمد خاتمي أن يعطي إجازة لضميره ويقول باستثناء ابن تيمية وحسب تفسيرات علماء الدين الإسلامي الذين قالوا بأن لغة أهل جهنم هي الفارسية، وإذا سألوهم: من أين هذا الكلام. يقولون: من استنتاجاتنا واستدلالاتنا للقرآن الكريم الذي هو حمال أوجه كما قال الإمام علي يتضح لنا من خلاله أن لغة أهل النار هي الفارسية. أزيد من الشعر بيت، ممكن تقول أن لغة أهل النار العربية أيضاً، لأن هناك آيات قرآنية تنقل ما قاله أهل النار بالعربية كما في سورة ص آية 60: قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار. يقول ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: أي أنتم دعوتمونا إلى ما أفضى بنا إلى هذا المصير فبئس القرار أي: فبئس المنزل والمستقر والمصير.

نرجو أن يكفوا عن اتهاماتهم الكاذبة للأمة الكوردية الجريحة وإلا في جعبتنا الكثير في هذا المضمار نستطيع أن نرد به على كائن من كان إذا يمس القامة الكوردية بسوء.

19 01 2023

3 Comments on “مفارقة بين ابن تيمية الكوردي وأحمد خاتمي الإيراني؟  – محمد مندلاوي”

  1. کاک مەندەلاوی
    نوسراەکت نامە سەر فەیسبووک هیوادارم پێت قبول بێ.. داوای لێبوردن دەکەم ئەگەر پێت ناخۆسە

  2. عزيزي محمد!
    طالما ليس للكورد دولة فكل خبيث و ساقط و منحط سيتطاول على الكورد و اصل الكورد و كل ما يتعلق بالكورد و سيحاولو نزول الكورد الى مستواهم اللااخلاقي..
    اتمنى لك التوفيق و الى مزيد من فضح هؤلاء المتطفلين …

Comments are closed.