منح “مؤسسة البرزاني” موطئ قدم في أفرين محاولة لتقسيم غرب كردستان – بيار روباري

 

بداية الدول والمجتماعات التي تحترم نفسها، لديها إم هيئة صليب أو هلال أحمر أو الأثنين معآ، وهي مؤسسات رسمية ومعترفة بها وتتعامل مع متضرري وضحايا الكوارث الطبيعية والنزاعات والحروب دون تفرقة وتسيس. وفي الدول الغربية، بإمكان أي شخص أن يطلع على سجلات هذه الهيئات ومدخيلها وأوجه صرفها، وتملك هذه المؤسسات كوادر مدربة وتملك خبرة وتخضع لدورات تديبية، لكي تمارس عملها بحرفية. وعملها خاضع للرقابة والتفيش كأي هيئة تجمع الأموال من عامة الناس وتعمل في الشأن العام. وكثيرآ ما تتعرض هذه الهيئات للإنتقاد من قبل المتبرعين والصحافة والإعلاميين، لأنه لا يوجد مؤسسة من دون نواقص وأخطاء، لأن العاملين عليها بشر، ومن دون المراقبة والحساب، يمكن لأي شخص أن يتحول إلى فاسد، فالمال بطبيعته مفسد كبير، وأي إنسان يمكن أن يضعف أمامه حتى لو كان ملاكآ، وإن كنت لا أؤمن بوجود الملائكة.

هناك عدة أسئلة تتعلق بمؤسسة البرزاني السياسية (الخيرية) ومن هذه الأسئلة:

  • ما هي مصادر تمويل هذه الجمعية التي تملك الملايين من الدولارات؟
  • لماذا لا تملك حكومة الإقليم مؤسسة تحمل إسم الهلال الأحمر الكردي أو الكردستاني؟
  • أين كانت هذه الجمعية خلال الخمس السنوات الماضية من إحتلال أفرين؟
  • لماذا لم تقدم هذه الجمعية مساعدات لأهالي شاد-با (شهباء) الذين هجرهم حليف البرزاني ارودغان من منطقة أفرين ما دامت جمعية خيرية فعلآ؟
  • لماذا لم تقدم مساعدات أهالي گريه سپي وسريه كانية المهجرين من ديارهم منذ سنتين؟
  • لماذا لم تدخل هذه الجمعية مساعداتها عبر إقليم غرب كردستان إلى أفرين؟
  • أين هذه الجمعية الخيرية من شنگال المهدمة وسكانها؟
  • لماذا لا تكشف هذه الجمعية سجلاتها وحساباتها أمام العامة والمختصين والصحافة؟

الذي سمح لمؤسسة البرزاني السياسية (الخيرية) بدخول منطقة “چيايه كرمينج” أي أفرين لتقديم بعض المساعدات وفتح مكتب لها مرة واحدة، هو المحتل التتري (التركي) الذي يحتل المنطقة منذ خمسة أعوام، هو والجماعات الإرهابية السورية وتنظيم القاعدة. والبرزاني فتح للمحتل التركي، أكثر من (40) أربعين قاعدة عسكرية للجيش التركي في مناطقه، ومثلها للإستخبارات التركية ضمن مدن الإقليم وكل ذلك لتحقيق هدفين: الأول دعم سلطته، والثانية محاربة حزب العمال الكردستاني.

ونفس هذا المحتل المجرم سد الباب أمام مساعدات الإدارة الذاتية لغرب كردستان، رغم أنها كانت أوسع وأسرع وضمت العديد من المواد المختلفة مثل: أليات لرفع الأنقاض، الوقود، غذاء، أدوية، خيم، ألبسة، بطانيات، إسفنجات للنوم، وصهاريج المياه.

لماذا يا ترى المحتل سمح لطرف كردي إيصال المساعدات لكن بعد إسبوع من حدوث الزلزال، ورفض لطرف كردي أخر وهم من أبناء المنطقة من إيصال المساعدات والطرفيين كرديين؟؟ لا بد من سبب أو أسباب أليس كذلك، سأترك الإجابة على هذا التساؤل للقارئ الكريم.

من يسيطر على مداخيل النفط والغاز والجمارك وبيع الأراضي، ويتسبب في تقسيم الإقليم إلى أربعة مشيخات، ولا يدافع عن أهله عندما يتعرض للعدوان الخارجي كا الذي ضد منطقة “شنگال” وراح ضحيته الألاف من الكرد اليزدانيين بين طفل ورجل وإمرأة، والعدوان الذي حدث ضد مدينة “كركوك” و لم يطلق  طلقة واحدة ضد الغزاة في كلتا الحالتين وترك أهلهما لمصيرهما!!! لا يمكن له تجميل وجهه، من خلال جمعية كل هدفها الدعاية.

هدف المحتل التتري من هذه الخطوة، هو خلق شقاق في غرب كردستان على غرار ما حاصل أو قائم في جنوب كردستان، وبرأي هذه خطوة جدة خطيرة وعلى قيادة قسد والإدارة الذاتية وأبناء شعبنا في أفرين وعموم غرب كردستان الحذر الشديد تجاه فتح مقرات “قوات الزيرافاني”. هذه المؤسسة مجرد واجهة لمشروع تقسيمي يخطط له العدو التتري الخبيث مع حليفهم وأيتام جماعة المكنسة، ويجب غلق هذا المقر بأي وسيلة كانت قبل أن يتحول إلى بؤرة سرطانية.

أما البرزاني هدفه من هذه الخطوة هو تخفيف الضغط عن نفسه وضرب العلاقة بين مزرعة الطالباني وجماعة اوجلان، من خلال خلق إشكال لحزب العمال في غرب كردستان حديقته الخلفية. وهذا المكتب لا يختلف بشيئ عن مكتب حزب البعث الأسدي في مدينة قامشلو والهسكه. أما هدف جماعة المكنسة حلمها أن تجلس على كرسي مدير منطقة أفرين ونهب خيرات المنطقة، وتحويلها إلى مزرعة خاصة بهم!!!!! لكن هذه الحفنه لن تحكم أفرين يومآ واحدآ، لأن التتري لا يمكن القبول بذلك ولا جماعة أبو عمشةأ الذي طاف إليه وفد البرزاني وتصوروا معه، ليحصلوا على بركات أبو عمشة قدس سره!!!

أين كان البرزاني وجماعته أثناء القوات التترية لمنطقة أفرين؟؟ ثم هل شاهدتم هيئات إنسانية أخرى فتحت لها مكاتب في المناطق المتضررة من الزلزال سواء في غرب وشمال كردستان؟

بمناسبة الحديث عن المساعدات ومؤسسة البرزاني لا بد الحديث أيضآ عن الهلال الأحمر الكردي الذي يديره حزب العمال، وله مكاتب في كل مكان في العالم حيث يتواجد الكرد. هذه (المؤسسة) ليست أفضل حالآ من مؤسسة البرزاني لا من الناحية الأخلاقية ولا الشفافية ولي تجربة مريرة معها. حزب العمال وفروعه المختلفة، يريدون منك الأموال وغير مسموح لك أن تسأل ماذا حل بتلك الأموال وكيف صرفت أو المطالبة بكشف الوسائق. وإن غلطت يومآ ما وسألت عن ذلك فأنت قد كفرت، وعلى الفور ينفلتون ويهاجمونك ويخوننك. ليس فقط فيما يخص هذه المؤسسة هذا ينسحب على محطات التلفزة والصحافة وبقية الهيئات التي تمول من جيوب الشعب الكردي. لا يسمح مشاركة أي كردي ضمن برنامج تلفزيوني وإبداء رأيه المخالف ومناقشة الحزب حول هذه الإمور، وإن طالبت على الفور يقولون لك هذه قناتنا دون خجل وحياء!!!! وكأن الأموال من جيوب اولئك القائمين على هذه المحطات والجرائد.

جميع الأحزاب الكردية دكاكين خاصة، ووجدت للتجارة بقضية الشعب الكردي ومصيره ودماء أبنائه،

لا أكثر، ولا يمكن لهذه الأحزاب أن تغير جلدها، وقصة النضال لم تعد تخدع أحدآ سوى البسطاء من الكرد. إنظروا إلى البرزاني الأب، بمجرد أن إستلم زعامة الحزب هيأ أبنائه إدريس ومسعود وهؤلاء هيئوا أبنائهم وهؤلاء بدورهم يهيئون أبنائهم. جلال الطالباني خلق الف مشكلة دخل الحزب الديمقراطي بهدف الوصول لزعامة الحزب عوضآ عن مصطفى البرزاني، وعندما فشل في ذلك خرج وشكل حزب خاص به، ونصب نفسه أمينآ عامآ له مدى العمر، وقبل موته هيأ أبنائه (بافل وقباد) على الطريقة الأسدية والقذافية والصدامية والحميدية الدرويشية.

وحزب العمال ماضي على نفس الموال، اوجلان زعيم منذ نشأة الحزب وسيبقى إلى أن يموت، مراد وجميل يتبادلان المواقع كل مرة، ولو كان لأوجلان إبن أو إبنة لتم تطويب الحزب بإسمه دون أي نقاش ومن يتجرأ أن يناقش ويعارض؟؟ كان الله في عون الشعب الكردي المكلوم، فمن جهة المحتلين الأوغاد ومن جهة القيادات الكردية الإنتهازية، ومن جهة ثالثة غضب الطبيعة!!!!

 

الخلاصة، يجب غلق هذا المكتب وبأقصى سرعة، وإن كان البرزاني صادقآ في مساعدة أهالي أفرين يجب أن يرسل المساعدات عبر الإدارة الذاتية ويقوم بتوزيع تلك المساعدات بالتعاون مع الإدارة. سبب رفض البرزاني إرسال المساعدات عبر الإدارة هو، عدم رغبته الإعتراف بالإدارة الذاتية وكي لا يغضب السلطان التتاري، وثانيآ يرغب في سحب البساط من تحت أقدام جماعة اوجلان وهذا يحدث بالتفاهم مع الباب العالي هذه كل القصة. وأنا أعتقد شخصيآ سيفشل البرزاني واردوغان في مسعاهما هذا وذلك للأسباب التالية:

1- تماسك الإدارة الذاتية وإلتفاف الشعب الكردي حولها مع عدا جماعة المكنسة المفلسة.

2- أهالي منطقة أفرين وكلهم كرد 100%، في أكثريتهم الساحة الساحقة يقفون ضد هذا التقسيم وتسليم المنطقة لحثالة المكنسة.

3- النظام السوري سيعارض ذلك بشدة ليس حبآ في الإدارة الذاتية ولكن من أجل مصالحه، لأنه يعلم بأن البرزاني رجل أنقرة.

4- حزب العمال يمكن له إزعاج البرزاني في عقر داره، إن مضى هذا الأخير في مشروعه هذا.

21 – 02 – 2023

2 Comments on “منح “مؤسسة البرزاني” موطئ قدم في أفرين محاولة لتقسيم غرب كردستان – بيار روباري”

  1. تحية لكم . واني اتفق معكم في نقاط واحتلف في نقاط , فلا يجب ان يصب الاتجاه السائد الان في طريق تاجيج النار وقسم من الناس هناك في اقليم جييي كورمينج لا يزالون لم يخرجوا امواتم من تحت الاتقاض و لم يدفينونهم .
    ثم اني اني اعتقد انه في السياسة يتم تصيد اخطاء الاخر و التقدم على الساحة على حسابه و على حساب مناطقه, وهذه اللعبة تفعلها الاحزاب كما تعقعلها الامم العظمى (امريكا وروسيا و الصين و غيرهم). ولنتذكر خير مثال قد اشرت اليه , عندما انسحبت قوات بيشمركة البرزاني و امنييه من شنجال (سنجار) كان المسستفيد من ذلك الفراغ العسكري و السياسي و الامني هو جماعة اوجلان , وااللعبة نفسها تكررت في جياي كورمنج (افرين) عندما انسحبت منها الابوجية حتما سوف يستفيد خصمتهم السيساسي و العسكري من ذلك الخلل. لا اجد عيبا في هذا من الناحيةالسياسية.

    لكن ما هو فيه الكثير من الشك و الريبة و عدم الصدق هو انه قبل 5 سنوات و تحديدا في 2018 قام جماعة الكنسة الخونة الكورد (الذين يتبعون اوامرهم من هولير و يستلمون معاشتهم من تركيا) بالتستر و اعطاء الشرعيىة السياسية للمحتل التركي وبل قسم منهم كان قد ساهم معهم في غزو افرين (جاي كورمينج) وكلنا رراينا وقتها التصريحات الواطية والرخيصة و الدنيئة مثل الديوث للاعضائهم المنتمين الى الائتلاف السوري من امثال عبد الحكيم بشار و ابراهيم برو ممن باركوا للاحتلال افرين للتركي بعد 58 يوما من المواجهات العسكرية الدامية.
    بامس سفقوا للمحتل التركي من اجل تسليمهم المنطقة فطردهم التركي بعد ان كان قد ركب على ظهورهم وعاملوهم مثل الحمير.

    ولكن يبدو اليوم ان التركي بات واثقا اكثر من اي وقت ما وعلى يقين بانه قد اصبح خارج سوريا من خلال ركلة من قبل الحذاء الروسي و صفعة من الايراني مع تصبيعة من قبل بشار بالواداع.
    فاراد من خلال اخر اوراقه التي كانت محترقة بان يبدا بتلميع وجه جمعاهة المكنسة من جديد بحسب الوقت المتاح له هناك. وليبقوا له هناك مثل مسمار جحى الصدى. (هذا في اعتقادي, وان كانوا باتوا مثل محارم التواليت المستعملة و الممسوحة بها الموخرة التركية).

    ولكن ما يهمني في كل هذه المعمعة السياسية للاحزاب المتنافسة والمتخاصمة, هو الوقوف و التوجه الى موقف معتدل عقللاني و ليس موقف تحريضي. ومن هذا الباب تحديدا , كنت في نقاش مع صديق في هذه النقطة تحديدا. بان افضل موقف يمكن للجهتين السياسيتين البرزانيجي والاوجلانجي ان يفعلانها, او على الاقل اوجلانجي , بان يوقم بارسال مساعدته من قبل و عن طريق مؤسسة البرزاني نفسها … !
    – فهي من جهة ترسل رسالة واضحة وصريحة بانه مهما كانت الخلافات السياسية بيننها من جهة فانه هناك نقاط تجمعنا ايضا.
    – تلك المساعدات و القوافل و الاغاثية سوف تصل الى جياي كورمينج سواءا الابوجية صعدوا الى سابع سماء او نزالوا الى سابع ارض , فالطرف الاخر لن ينتظرهم, اذا فليتشاركوا في المساعدات و الاغاثة و ينالوا بها ققسما من تلميع الوجه ايضا.

    و كما قد قلت في مقالك , من الافضل و بل يجب ان تكون مؤسساتنا بالخيرية باسماء خالدة لا تموت مثل الوطن و الارض وليس باسماء احزاب او اشخاص , وتكون ايضا شفافة و صادقة في حسابتها و تضدها امام الرائي العام ولاي جهة تريد الاستفسار عن عملهم و التحقق من طريقة صرفهم لاموال.

    Bimihînin bi xweş-barî

  2. Regarding the countries and cultures that cherish themselves, they may have an organization such as the Red Crescent or Yellow Flag, which are known for their professionalism and interest in environmental and social issues. These organizations cooperate with NGOs and conflict zones without any distinctions.

Comments are closed.