إستهداف مطار السليمانية وفرض الحصار عليه ومواقف الأطراف المعنية – بيار روباري

إن فرض حصار جوي على الرحلات المتجهة إلى مطار مدينة السليمانية في جنوب كردستان ومنها قبل يومين من قبل عصابة الفاجر والقاتل أردوغان، وقصف المطار بمسيرة البارحة من قبل نفس العصابة، لم يكن مفاجئآ لي وأظن للكثيرين مثلي.

منذ حادثة سقوط المروحيتين بتاريخ (16-03-2023) في جنوب كردستان والتي كانتا تقلان عددآ من قوات محاربة الإرهاب من غرب كردستان، والتي راح ضحيتها جميع من كان على متن المروحيتين، ومن ضمنهم قائد تلك القوة. وجرى التنسيق حول ذلك إثر زيارة السيد “بافيل طالباني” رئيس الإتحاد الوطني الكردستاني إلى غرب كردستان ولقائه مع “مظلوم عبدي” رئيس قوات قسد. قلنا حينها إن العدو التتاري (التركي) الغاشم، لن يسكت عن هذه العلاقة بين فصيلين كرديين مهمين وجزئين من أجزاء كردستان، وسيعى بكل السبل لضرب هذه العلاقة وقتلها في مهدها. فما بالكم لو تحولت هذه إلى علاقة حقيقة وشملت مجالات مهمة مثل: التعاون الأمني، العسكري، التقني، الإقتصادي، اللوجستي، محاربة الإرهاب وعملاء الدولة التركية في المنطقة!!

ولا يخفى على أحد أن الجنرال “مظلوم عبدي” قائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، هو العدو رقم واحد للدولة التركية اليوم، وله الأولوية على قادة حزب العمال الكردستاني في خطط التصفية الجسدية للنظام الفاشي التركي عدو الشعب الكردي. إن المحاولة الفاشلة التي إستهدفته في مطار السليمانية البارحة أثناء عودته من جنوب كردستان بعد إجرائه لقاء مع قيادة الإتحاد الوطني الكوردستاني والقيادات الأمريكية في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي حليف اردوغان أكدت ما قلناه منذ عدة أسابيع. هذه المحاولة الإرهابية لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة ولا شك عندي في ذلك. المستهدف ليس فقط شخص مظلوم عبدي بل جميع الكوادر السياسيين منهم والعسكريين والمثقفين الوطنيين، وأجزم كل إنسان كردي شريف مستهدف.

قد يسأل أحدهم ويقول: لو أن الأتراك يريدون تصفية “عبدي” لأستهدفوا طائرته مباشرةً. أقول لهؤلاء تجنبت عصابة اردوغان وعملائها ذلك لسبب واحد وهو: وجود ضباط أمريكيين مرموقين كانوا برفقة مظلوم عبدي، ولولا التنسيق مع الجانب الأمريكي ومظلتهم لما ذهب عبدي إلى مدينة السليمانية وخاطر بحياته، وهو يعلم علم اليقين أنه مستهدف والإستخبارات التركية والأسدية وغيرها من الأجهزة يتتبعون كل خطواته وعملائهم في كل مكان.

أهداف هذه العملية الإرهابية:

1- تصفية “مظلوم عبدي” جسديآ، ولو تحقق ذلك لكسب المجرم “اردوغان” الإنتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة معآ دون أدنى شك.

2- منع أي طرفيين كرديين من بناء علاقات كردستانية تحقق مصالح الشعب الكردي، فما بالكم لو كانت تلك العلاقة بين جزئين مهمين من كوردستان وبرعاية أمريكية.

3- إرسال رسالة نارية لقيادة الإتحاد الوطني الكردستاني أننا قادرون على إيذائكم والوصول إليكم ساعة ما نشاء. وعليكم إيقاف تعاونكم مع الإدارة الذاتية لغرب كردستان، وفي مقدمة ذلك التعاون مع قوات “قسد”.

4- إرسال رسالة غليظة وبرائحة البارود لمظلوم عبدي والإدارة الذاتية لغرب كردستان، أننا نراقب كل تحركاتكم، ويمكننا الوصول إليكم حتى في العراق.

5- توجيه رسالة نارية إلى حكومة العراق المركزية، مفادها عليكم لجم “بافيل طالباني” وحزبه، وإلا سنتحرك بمفردنا ونقصف أي مكان في العراق.

6- توجيه رسالة إلى أمريكا حليفة قوات سوريا الديمقراطية، أنها غير راضية عن رعايتها لقوات قسد، وأنها على علم ودراية بما تقوم به من رعاية لهذين الفصيلين والإداراتين الكرديتين في غرب وجنوب كردستان.

في ختام هذا المحور لا بد من التنويه إلى عدة نقاط:

1- المساس بحياة قائد قوات قسد “مظلوم عبدي” ستكون حماقة ما بعدها حماقة، فضلآ على أنه عملٌ إرهابي من الدرجة الأولى.

2- إن مثل العمل الإجرامي سيكون له تعبات وخيمة على الداخل التركي دون شك.

3- إن غياب “عبدي” لن يغير في الواقع شيئآ على الإطلاق وبدليل إختطاف السيد اوجلان وسجنه منذ (25) عامآ. الشعب الكردي حقيقة ويعيش على أرض وطنه والأوغاد الأتراك مجرد محتلين وسيزول إحتلالهم مهما طال الزمن.

4- من أين إنطلقة المسيرة؟؟ حسب معلوماتي من أراضي جنوب كردستان التي يتواجد فيها حوالي ستين الف جندي تركي مستقرين في معسكرات داخل أراضي الإقليم، هذا إضافة لعشرات مكاتب الإستخبارات العسكرية والعامة التركية.

5- هناك إختراق في أجهزة أمن “بافيل طالباني” وأجهزة مظلوم عبدي وعليهم مراجعة أجهزتهم وتطهيرها من العملاء والجواسيس والخونة.

6- أين مُسيرات الإتحاد الوطني الكردستاني وصواريخه؟؟؟ وهذا ينطبق أيضآ على قوات قسد، وإن كانت ظروفها صعبة للغاية في الفترة السابقة.

7- ستفشل العصابة الأردوغانية والدولة التتارية العميقة (العسكرية والأمنية) في مسعاها الخبيث، إن بنيت العلاقة بين إدارة السليمانية بقيادة الإتحاد الوطني الكردستاني وإقليم غرب بقيادة (ب ي د) على أسس وطنية كردستانية وإستراتيجية حقيقة.

 

مواقف الأطراف المعنية:

 

أولآ، الموقف العراقي:

إن موقف الحكومة العراقية الرسمي في الواقع لم يتعدى الكليشات المعتادة، ولن يتطور إلى أبعد من ذلك أي الكلام المجاني الذي لا لون له ولا طعم فما بالكم بالتأثير. لو كانت الحكومة الشيعية التي تحكم بغداد، فعلآ تنظر إلى الشعب الكردي كشريك حقيقي في العراق، على الفور لقررت منع الطيران التركي من عبور الأجواء العراقية، من نفس اللحظة التي أعلنت تركيا إغلاق أجوائها في وجه مطار السليمانية، وطلبت من السفير التركي وقنصلها العام في هولير مغادرة العراق في لحظة قصفها لمطار السليمانية، وإستدعاء سفيرها في أنقرة بعد. لأن هذه ليست المرة الأولى التي ينتهك فيها النظام الفاشي التركي سيادة العراق وبطرق فجة جدآ للغاية، لا بل مهينة وإبتلعتها الحكومات الشيعية المتعاقبة و البرزاني.

ثانيآ، موقف  البرزاني:

إن موقف الحكومة البرزانية  لم يفاجئني نهائيآ. فبدلآ من إدانة النظام الأدروغاني المجرم على إرهابه، شن  مسرور البرزاني حملة شرسة ضد الإتحاد الوطني الكردستاني، متهمآ أياه بتحويل مطار السليمانية إلى مسرح لعمليات مشبوه!!!

بات تعاون الأطراف الثلاثة: “التحالف الدولي بقيادة أمريكا، قوات قسد، الإتحاد الوطني” المشترك ضد التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش والقاعدة عملآ مشبوهآ، في نظرهم. مع العلم أن الكراسي التي يجلسون عليها  يعود الفضل في ذلك إلى تضحيات هذه الأطراف الثلاثة، الذين عملوا معآ على مدى عشرة سنوات حتى قضوا على تنظيم داعش الإرهابي ودحروه. وعندما هاجم داعش أربيل و دك  مضاجعهم أخذوا يبوسون أيادي الأمريكان ليقدموا لهم الحماية وينقذوهم من جحافل داعش. هذا إضافة إلى تضحيات مقاتلي حزب العمال الكردستاني وقوات “قسد” الذين قدموا ألاف الشهداء في المعركة ضد هذا التنظيم المتوحش.

سبب هذا النبا و التصرف هو رغبة البارزاني في تحسين صفحته عند التتاري أردوغان، مع العلم أن أردوغان لم يسعفة عندما طلب منه البارزاني حمايته أثر هجوم تنظيم داعش، ومع ذلك فأنهم لايريديون التخلى عن تأييدهم للباب العالي، لأن علاقاتهم متجذره منذ نشأتها قبل (300) ثلائمة عام أي في عهد السلطنة العثمانية.

أما إدانة رئاسة الاقليم للقصف فهو فقط للإستهلاك ورفع العتب. لو كان نجيرفان البرزاني يعني ذلك لما سمح بوجود جندي تتري واحد على أراضي الإقليم ومكتب واحد لأجهزة المخابرات التركية، لكنه ترك الجيش التركي يسرح ويمرح في أراضي الإقليم.

قيادة البرزاني هي ضد أي تقارب كردي – كردي بالمطلق، إلا إذا خدمت مصالها العائلية وأبقتهم في الكرسي. هم يخافون بشكل حقيقي من تقارب الإتحاد الوطني وحزب العمال الكردستاني، وأضيف إليه في السنوات الأخيرة الإدارة الذاتية لغرب كردستان وبثقلها المتصاعد وقوتها العسكرية، وتحسب لهم الف حساب. وصدقوني إن خرجت القوات التركية من الإقليم مع أجهزة أمنها ورفعت أنقرة الغطاء السياسي عنهم، ستسقط حكومتهم في أيام معدودة.

ثانيآ، الموقف الدولي:

الموقف الدولي مخزي لا بل مقزز سواءً أكان الموقف الغربي أو الشرقي أو العربي والإسلامي. حيث لم نسمع إدانة واحدة ضد هذا العمل الإرهابي القذر. ولو كان الفاعل هو الطرف الكردي وحاول إغتيال الفاشي اردوغان، لرأيتم على الفور خرج قادة جميع الدول ونبحوا كالكلاب المسعورة، وأدانوا الطرف الكردي وإتهموه بالإرهاب. لكن كون المعتدي هو التركي الجميع يبتلع لسانه!! لماذا؟؟ لأن الجميع يريد الحفاظ على مصالحه مع الدولة التركية، والشعب الكردي ليس لديه ما يقدمه لهم وبلا قوة ولهذا ليس له نصير ولا ظهير، هذه هي القصة بكل بساطة.

النظام الأسدي من جهته والمعارضة السوركية وملالي طهران وروسيا سعداء بما حدث، ولو إستطاعوا لنفذوا هذه العملية بأنفسهم. فهم لا يختلفون عن المجرم أردوغان ونظامه الفاشي بشيئ فيما يخص قضية الشعب الكردي عمومآ وفي غرب كردستان خصوصآ، وموقف من الإدارة الذاتية وقوات “قسد” وعلى رأسها الجنرال “مظلوم عبدي” معروف للقاصي والداني.

في الختام، أود التطرق إلى نقطتين هما:

النقطة الأولى:

يجب تشديد الحماية حول الأخ “مظلوم عبدي”، ويجب أن تخضع كل تحركاته للسرية، كونه يحتل موقعآ مهمآ وفي وقت حساس جدآ. والأعداء يريدون شق صفوف قوات سوريا الديمقراطية بمثل هذا الإرهابي وإحداث بلبلة في مناطق الإدارة الذاتية لغرب كردستان. كيف وما هي أسهل طريقة؟ من خلال تصفية هذا الإنسان المناضل الصلب. أنا واثق أنه لا يهاب الموت، وكما هو معروف فمنذ شبابه المبكر إنخرط في صفوف الثورة الكردية في شمال كردستان، وخاض معارك عديدة ضد قوات الإحتلال التركي وفي غرب كردستان خاض معارك لا تحصى ضد تنظيم داعش المتوحش، بمعنى أنه واجه الموت على عشرين عامآ وبشكل يومي. وثقوا حتى لو تم تصفيته جسديآ فإن قوات قسد لن تنهار، حلم إبليس في الجنة.

النقطة الثانية:

تنظيف الجهاز الأمني المحيط بالأخ مظلوم، وتقوية أجهزة الأمن السرية التابعة لكل من الإدارة الذاتية وقوات “قسد”، وتطوير عملها على الصعيدين الداخلي لمكافحة التجسس وشبكات العملاء وخارجيآ جمع المعلومات عن الأعداء وتحركاتهم ومخطاطاتهم. ويجب العمل على إنتاج “المسيرات والصواريخ” بأية وسيلة كانت وبأي ثمن.

 

08 – 04 – 2023

One Comment on “إستهداف مطار السليمانية وفرض الحصار عليه ومواقف الأطراف المعنية – بيار روباري”

  1. عجبا من صوت كردستان بنشر مقال غير مسؤل ويصب الزيت في الخلافات الكردية ويتهم كاذبة وخلط الأوراق فقط لينتقم الكاتب من طرف كحزب الديمقراطي الكردستاني و ينضم إلى آلة الكذب ل ب ك ك في تخوين أطراف معرفة بنضالها
    النقطة المهة موجودة بين تركيا والنظام العراقي بالسماح لارهاب تركيا وتاجييج الخلافات الكردية
    من أين لديه معلومات بإطلاق المسيرة وكيف حصل عليها ومن مخترق من من
    و اظن اردوغان حقق الكثير من أهدافه بوجود بعض الأقلام التي تصب الزيت
    هذا الكاتب للأسف رغم معرفته الجيدة بمثل مخططات تفرقة يقوم هو بنفس بذلك

Comments are closed.