الرياضة للمرأة خلال فترة الحمل و الولادة   – ا . د . قاسم المندلاوي 

تؤكد الدراسات و الابحاث الطبية و النفسية بان المراة تمر خلال فترة الحمل بجملة من التغيرات الوظيفية و الجسدية والانفعالات النفسية وخاصة بالنسبة لوضع وشكل و مظهر و وزن جسمها مما تخلق لها ارباك و توتر وقلق نفسي ، فتشعر بانها بعيدة عن الاغراء والجاذبية ، وتسبب لها انزعاجا وهموما كبيرا ، وخلال هذه الفترة لا يجوزاجبارها على تخفيف ” انقاص ” الوزن الزائد ، لان زيادة الوزن خلال فترة الحمل هي مشكلة تعاني منها معظم النساء ، ومن الطبيعي يزداد الوزن في اثناء الحامل بضعة كيلوغرامات ، وهي حالة طبيعية ترافق الحمل وتزول تدريجيا خلال الاشهر الاولى من بعد الولادة لا سيما اذا كانت المرأة تقوم برضاعة طفلها .. من جانب آخر فان تلك التغيرات تسبب للمرأة الحامل ايضا مشاكل في الهضم ، لذا عليها الاهتمام بالتغذية المتنوعة والمفيدة وتزويد جسمها بالبروتينات واليفتامينات والكالسيوم لاجل تجنب فقر الدم وصحة الجنين وصحة المرأة نفسها ، وينصح الاطباء تناول 5 الى 6 وجبات طعام صغيرة وخفيفة يوميا مثل ” اللبن وحليب الخالي الدسم و فواكه و خضراوات و السمك و زيت الزيتون و الجوز و البندق و عصير البرتقال و عصير الجزر والمشمش و المياه المعدنية وقليل من الاملاح ”  عليها ممارسة بعض تمارين رياضية بسيطة حفظا على نشاطها ولفوائدها الكبيرة خلال فترة الحمل سواء للام او للجنين شرط عدم وجود مشكلات تعيق ممارستها ، ولا تقتصر فوائد الرياضة على الناحية النفسية ” كالحد من التوتر و القلق ”   فحسب بل تلعب دورا مهما في تخفيف آلام الظهر التي تعاني منها  معظم الحوامل ، وتقوي عضلات الظهر والاطراف ، فالعضلات القوية و القلب الكفوء تساعد على التنفس وهذه الاخيرة مهمة جدا في تحمل الام بشكل افضل وتجعلها اكثر استعدادا للولادة ، وتساعد ايضا على تخفيف مشكلة الامساك وذلك ” بتنشيط الامعاء ” وتجنب الضغط الشديد على المفاصل التي تصبح ضعيفة خلال الحمل ، وتساعد ايضا على النوم بشكل افضل ، وعلى تدفق الدم الى البشرة  فتكسب المرأة المزيد من الاشراق و الجمال ، اضافة الى اكتساب الرشاقة و المرونة والحفاظ على مستواها ، وتكون اقل عرضة للسمنة … اما بالنسبة  للرياضة المفيده لها في فترة الحمل : 1  – مشي لمسافات قصيرة خارج المنزل مع التاكيد على التنفس بشكل عميق ومنتظم  .. 2  – ممارسة بعض تمارين سهلة وخفيفة في اوقات الصباح  او عصرا قبل غروب الشمس و لمدة ”  20 الى 30 دقيقة ” ثلاث  مرات في الاسبوع مما تساعدها على ولادة طبيعية وسهلة  3  –  الابتعاد كليا عن  استخدام الاثقال خلال التمارين لانه يؤثر سلبا ، وفي اغلب الاحيان الى ولادة مبكرة او الاجهاض .  4  – الابتعاد كليا عن ممارسة تمارين صعبة ومعقدة وخاصة تمارين القفز والوثب او السقوط بالجسم من مكان مرتفع على ارض صلبة ، حيث مثل هذه الحركات والتمارين تؤثر وبشدة على وضع المرأة و الجنين وفي كثير من الحالات تسبب لها مشاكل و الالم للمفاصل و العامود الفقري وارهاق لعضلات البطن و الحوض و الفخذ و اضطرابات لوظيفة الجهاز التناسلي وتؤدي الى اسقاط الجنين  . 5 – يجب الحذروالانتباه الى بعض الحالات المرضية التي تمنع المرأة الحامل من ممارسة الرياضة مثل ” ارتفاع ضغط الدم ، النزف ، التقلصات المبكرة ، التعب ، الدوار ، ضيق التنفس ، سرعة نبضات القلب ، الام  الظهر او الحوض ، ارتفاع حرارة الجسم ، وغيرها . 6 – ضرورة الاكثار من شرب الماء  لتخلص الجسم من السموم  ،  ويجب المحافظة على الاملاح ” بنسبة قليلة ” في وجبات الطعام .. 7  – الابتعاد كليا عن الحمية  ” الرجيم ” بقصد التخفيف من الوزن ، نظرا لخطورتها على صحة المرأة وسلامة الجنين و نموه ، وعلى العكس فان المراة الحامل تحتاج الى اغذية صحية ولكن باتزان . 8  – ضرورة مراجعة الطبيب الاخصائي منذ بداية الحمل و بشكل منتظم مع   الاخذ بنصائحه و ارشاداته ، حفاظا على صحة المرأة و الجنين .9 – عدم المبالغة في ممارسة الرياضة في ايام الحر الشديد .. وبعد مرور 4 الى 6 اسابيع من الولادة  تستطيع المرأة ممارسة بعض التمارين البسيطة بهدف تقوية عضلات البطن وسرعة انقباض الرحم ، وخلال فترة الرضاعة تفيد المرأة تمارين رياضية خاصة لتقوية صحتها ولياقتها ، وبعد مرور 6 اشهر يمكن مزاولة التدريب بالنسبة للاعبات ولكن بجهد خفيف ولا تسمح لها بالمشاركة في السباقات الا بعد استشارة الطبيب المختص وعادة تعطى لها راحة ايجابية 3 اشهر او اكثر، ويحتوي برامج  تدريبها على تمارين تأهيلية لتقوية العضلات وباشراف طبي ، ولا ننسى الاهتمام بالقواعد الصحية مثل النظافة والغذاء الطازج الصحي الى جانب الالتزام بنصائح و ارشادات المدرب و الطبيب المختص .                                                                    .