ماذا يعني مهادنة نظام إرهابي يبتز دول العالم؟- منى سالم الجبوري

 

لايبدو إن سعي القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من أجل تلميع وتجميل هذا النظام بهدف جعله مقبولا لدى المجتمع الدولي والاستمرار في سياسة مهادنته ومسايرته من قبل الدول الغربية، يمکن أن يجري بتلك الصورة التي يريدها ويسعى إليها النظام، إذ المعروف بل وحتى المشهور عن هذا النظام کثرة سقطاته وأعماله ونشاطاته المشبوهة التي يتم کشفها وتصبح مادة لوسائل الاعلام العالمية.

النظام الايراني الذي يحاول جاهدا ولأهداف وغايات مکشوفة ومفضوحة أن يظهر المعارضة الايرانية الرئيسية”المجلس الوطني للمقاومة الايرانية” کطرف متورط بالنشاطات الارهابية، فإن الملفت للنظر والمثير للسخرية في نفس الوقت، إن هذا النظام ومن أجل تحقيق هدفه هذا يقوم بممارسة الابتزاز کما فعل مع کل من فرنسا وألبانيا مٶخرا، خصوصا بعد أن ظهر للعالم کله مدى تمادي هذا النظام في کذبه وخداعه من أجل تجميل وجهه القبيح بحظر فرنسا للتظاهرة الکبيرة في الاول من تموز القادم في باريس، وکذلك تلك الهجمة الوحشية التي قام بها 1000 شرطي ألباني على أشرف 3، وذلك من أجل عدم إندلاع إنتفاضة شعبية بوجهه خصوصا وإن الاوضاع کلها وبحسب تصريحات المسٶولين، مهيأة لذلك.

في ظل سياسة المهادنة الغربية التي هيأت وتهيأ الاسباب الکافية من أجل قيام هدا النظام بممارسة نشاطاته المشبوهة على أحسن وجه، قام ويقوم بالاستفادة من مختلف الوسائل والامکانيات المتاحة لتحقيق أهدافه المشبوهة بما في ذلك سفاراته ومراکزه التجارية والدينية، وإن مانشره المكتب الاتحادي لحماية الدستور (ألمانيا) في تقريره السنوي تفاصيل أنشطة التجسس والإرهاب والإنترنت التي يمارسها هذا النظام في ألمانيا، يأتي کدليل دامغ جديد على إنه لايمکن إئتمان هذا النظام الذي يستغل سياسة المهادنة من أجل القيام بأنشطته المشبوهة.

سبق للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية أن حذر العالم عموما والبلدان الغربية خصوصا من الانشطة المشبوهة التي يقوم بها هذا النظام من خلال مراکزه الدينية، بل وتحديد حذرت من النشاطات المشبوهة للمرکز الاسلامي في هامبورغ والتابع للنظام الايراني، إذ وبحسب التقرير السنوي للمکتب الاتحادي لحماية الدستور (ألمانيا)، فقد جاء فيه مايٶيد وجهة نظر المقاومة الايرانية:” يلعب المركز الإسلامي في هامبورغ، إلى جانب سفارة النظام الإيراني، دورا مهما في جذب عناصر من مختلف الجنسيات وتوسيع الأنشطة الاجتماعية والسياسية والدينية الأساسية للنظام الإيراني في أوروبا.”.

الملفت للنظر هنا من إنه يتم تنفيذ الأنشطة ضد ألمانيا بشكل رئيسي من قبل وزارة المخابرات. ينصب التركيز الرئيسي لهذه الوزارة على جماعات المعارضة الإيرانية النشطة في ألمانيا. بالإضافة إلى وزارات المخابرات التابعة للنظام، فإن فيلق القدس التابع للحرس، الذي يعمل أيضا كجهاز سري، ينشط في ألمانيا.

التقرير عندما يضيف بأنه:” ستظل المعارضة الإيرانية أهدافا محتملة لأجهزة استخبارات النظام الإيراني في ألمانيا. زادت احتمالية المخاطر في السنوات الأخيرة وظلت عند مستوى مرتفع خلال الفترة المشمولة بالتقرير. لذلك، على وجه التحديد، فإن الأفراد والجماعات المستهدفة من قبل النظام معرضون بشكل عام لخطر أكبر. يمكن الافتراض أن أجهزة المخابرات الإيرانية ستسعى وراء المصالح المحلية بكل الوسائل – بما في ذلك من خلال أعمال العنف وحتى القتل.”، فإننا نتساءل في ضوء إفتضاح الانشطة المشبوهة لهذا النظام وسعيه من أجل تحقيق أهدافه بطرق وأساليب بوليسية فإن السٶال الذي يجب طرحه هنا هو: ماذا يعني إستمرار البلدان الغربية في مهادنة نظام إرهابي يبتز دول العالم؟!