المتقاعد العراقي  بين احلام اليقظة وجحيم الحياة – ا . د . قاسم المندلاوي 

  العراق البلد الغني بالموارد الطبيعية وفي المقدمة النفط و الغاز والزئبق والحديد وغيرها فضلا عن الثروة الزراعية و الحيوانية ولا ننسى الثروة السياحية و الدينية ” للاماكن التاريخية و السياحية و المراقد المقدسة للانبياء و الائمة الاطهار – عليهم افضل السلام ”  كان يفترض ان يعيش الانسان في هذه البقعة من العالم بالسعادة والرفاهية والامن والامان في حياته المعيشية و الصحية و  الاجتماعية ، و بتآخي ومحبة حقيقية و سلام دائم ، بفضل هذه الخيرات  هبه و عطاء الله الخالق العظيم لسكان هذه الارض المقدسة ، ولكن ومع الاسى والاسف الشديد لا احد  يقطف ثمار هذه النعمة الربانية  ، الجميع يعيشون في اشد بؤس و شقاء و معاناة ، سواءا ، من كان عالما او تاجرا او كاسبا او موظفا اومتقاعدا الجميع يعيشون في دهاليزالظلمات والمآسي و مستنقع الخوف والقلق النفسي و الفكري المستمر والدائم ، ولا وجود للاستقرار والامان و التآخي والمحبة مطلقا ، وان شريحة المتقاعدين في العراق هم الاكثر بؤسا وشقاءا ومعاناة بسبب سوء احوالهم المعيشية و الصحية و الاجتماعية ، علما المتقاعدون هم الذين افنوا معظم سنين شبابهم في الدراسة وطلب العلم ثم الوظيفة لخدمة بلدهم ، ولكن هيهاة ثم هيهاة لا حياة للمتقاعد المسكين في العراق وهو بين ايدي حكام بلا رحمة ولا شفقة ولا انصاف ولا عدالة ، حيث  يلاقي المتقاعد اشد العذاب وخاصة عند تقدمه في العمر واصابته بامراض مختلفة ومزمنة يحتاج الى دواء يومي ولكن لا يملك المال الكافي لشراء الدواء لان راتبه الشهري لا يكفي لصد حاجاته المعيشية له ولعائلته .. ويمكن القول ” المتقاعد في العراق هو مسكين و مظلوم و منكوب ، وجميع احلامه عن ” حياة سعيدة ” بعد احالته على  التقاعده اصبح في مهب الريح  .. ان اول مشكلة تحيط به قلة ” راتبه التقاعدي ” الذي يخلق له ولعائلته اضطراب خطير في حياته النفسية و المعيشية ، وبالدرجة الاولى شعوره بالغدر و الغبن و التهميش المقصود حيث لا احد يفكر به بعد ترك الوظيفة ، وانه اصبح في عالم النسيان ، فيشعر بالاحباط وفقدان الامل لمقاومة ثقل وعبء الحياة ، وانه اصبح غريبا ولاجئا  في هذا البلد .. ولا ننسى انه احيل على التقاعد في ” سن مبكر جدا و هو باوج نشاطه الفكري و البدني ”  خلافا لما هو متبع في العالم ” غربا و شرقا ”  حيث لا يحال الموظف على التقاعد مبكرا ، بل يستفاد من خبراته وتجاربه الغنية  و انه عملة نادرة ومقدسة ، وله قيمة ومكانة كبيرة و عالية ومرموقة لدى الدولة والمجتمع معا ، ويعامل المتقاعد معاملة متميزة من قبل دولته ويحتل الصدارة في الخدمات الصحية و الاجتماعية والتنقلات المجانية ، ويتمتع بضمان صحي وغذائي ومعيشي وينظم له سفرات ترويحية مجانية الى اماكن سياحية و اثرية و تاريخية والى السواحل الدافئة وغيرها من الخدمات و وسائل الراحة .. في بلدنا العراق وكما جاء اعلاه يعيش المتقاعد حياة البؤس والفقر و الشقاء وحتى المجاعة نظرا لقلة راتبه التقاعدية الذي لا يكفي ولا يصد نفقات معيشة عائلته وبخاصة في هذا الزمن ” زمن الغلاء وارتفاع  مستمر لاسعار المواد الغذائية حتى وصلت الى درجة لا تطاق مطلقا ” ناهيك عن غياب الضمان الصحي و ارتفاع قيمة الدواء الذي يحتاجه المتقاعد عند مرضه ، وباختصار فان شريحة المتقاعدين في العراق هم اكثر الشرائح معاناة بسبب التهميش و الاهمال فهم مغيبون ومنسيون من قبل الدولة ، و انهم  يعيشون ومع عوائلهم في قبور مظلمة ، وهنا على الدولة العراقية  1- – اصدار قانون حماية المتقاعد .. تعديل رواتبه بما يكفي حياته المعيشية  2 – اصدار قانون الضمان الصحي له ولعائلته  . 3  – توفير جميع وسائل الراحة و العلاج و النقل المجاني . 4 – تاسيس اندية خاصة  للمتقاعدين . 5  – تنظيم  سفرات للاماكن التاريخية و السياحي . 6 – تزويد المتقاعد  بطاقات دعوة للمشاركة في الاحتفالات و المهرجانات الادبية و الثقافية و الموسيقية و الرياضية وغيرها .  7 — الاستفادة من خبراته و تجاربه من خلال مشاركته في لجان علمية وثقافية وفنية و رياضية  ، و القاء المحاضرات في الجامعات و الكليات و المعاهد و غيرها .                                                           .

4 Comments on “المتقاعد العراقي  بين احلام اليقظة وجحيم الحياة – ا . د . قاسم المندلاوي ”

  1. الدكتور قاسم المحترم احيي فيكم موقفكم النبيل تجاه شريحة المتقاعدين في العراق و الذين يعيشون اسوا الظروف المعيشية وخاصة في يومنا هذا بسبب قلة رواتبهم والغلاء المضطرد في الاسعار وتدني سعر الدينار العراقي ، وعلى الرغم من كل صيحات الالم و العوز التي يطلقها المتقاعدون على الدوام
    فانهم لم يحصلوا على اي شيء يعزز من رصيدهم المالي سوى وعود جوفاء يطلقها القائمين على الامور بين فينه واخرى و التي هي مجرد تخدير ليس الا ، في الوقت الذي ينعم فيه الكثير بالحصول على رواتب تقاعدية فلكيه والذي فيهم الكثير من اعوان النظام السابق … مع فائق احترامي لكم .

  2. المتقاعد العراقى مظلوم والحق به غبن فاحش بعد استلام الطغمة الفاسدة الحكم بالعراق فصلوا القوانين على مقاساتهم وشرعوها لخدمة اغراضهم واهدافهم ومصالحهم الحزبية الضيقة واهملواالطبقات والشرائح المظلومة واهدروا ميزانيات العراق الفلكية وفرهدوها طيلة عقدين من الزمن الردىء قسموا شريحة المتقاعدين الى صنفين قدماء وجدد فى عهد وزير المالية السىء الصيت جبر صولاغ ولم يتم توحيدهم ومساواتهم والى اليوم لا عدالة فى العراق ولا اصلاح حقيقى فى ظل هؤلاء الحرامية الفاسدين شكرا للكاتب على طرحه مشكلة هذه الشريحة الكبيرة المظلومة واوجاعهم

  3. شكرا للاخ الكاتب عبد الرسول علي لمروره الكريم ، واضافة مهمة عن معاناة المتقاعد العراقي المظلوم و العليل ، ولا احد يفكر بالعلاج .. وحتى الصحافة العراقية امام علامات استفهام و تقصير كبير و سكوت وصمت حول هذه المشكلة .. مرة اخرى شكرا للكاتب الغالي عبد الرسول على المندلاوي .

  4. شكرا للاخ العزيز ابوتارا استاذ ” علم الاقتصاد ” على مرورك اللطيف ، واضافة معلومات جديدة و مهمة و خاصة فيما يتعلق بتقسيم المتقاعدين الى صنفين ” قدماء و جدد ” ولم يتم توحيدهم و مساواتهم الى يومنا هذا .. ومن الطبيعي لا يوجد مثل هذا التقسيم للمتقاعدين في العالم سوى في العراق ، لوجود مشرعين وقانونين عباقرة بالتخلف و التعقيد ، و حكام مصابين بداء العظمة .. نرجو من الله القادر العظيم بالشفاء العاجل لهم جميعا ، و بالافراج التام وخلاص المتقاعد العراقي من هذه الظلمات … مرة اخرى كل التقدير والشكر لاستاذنا ابو تارا الغالي

Comments are closed.