أکثر مايفقد النظام الايراني صوابه- منى سالم الجبوري

التحرکات والنشاطات الاحتجاجية للشعب الايراني الآخذة في الازدياد والتوسع عاما بعد عام، والتي بلغت ذروتها في إندلاع إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي شارکت فيها مختلف شرائح الشعب الايراني، الى جانب تصاعد دور ومکانة المقاومة الايرانية على الصعيد الدولي ونجاحها في لفت أنظار دوائر القرار إليها، بالاضافة الى مواقف سياسية لمحافل وأوساط وشخصيات دولية رافضة بقوة لنهج هذا النظام و لمصممة على التصدي له ودعم وتإييد نضال الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير، کل هذه التطورات قد وضعت النظام الايراني في موقف ووضع غير صعب وحرج بحيث إنه صار لايعرف کيف ومن أين يواجه کل هذه التطورات.
تصدير التطرف الدينيي والارهاب والتدخلات في دول المنطقة وقمع الشعب الايراني ومعاداة المرأة وتصعيد حملات الاعدامات وعمليات التعذيب في السجون، کانت ولازالت من أهم معالم النهج الشرير لهذا النظام المعادي للإنسانية، ويبدو أن هذا النظام لم يعد بإمکانه أن يواصل نهجه القمعي التعسفي هذا کما کان حاله طوال الاعوام الماضية ويواجه الکثير من العراقيل والمنغصات التي تحد من نشاطاته وتحرکاته بهذه الاتجاهات، خصوصا بعد أن بات موقف الرفض والکراهية ضده شاملا و لايمکن حصره بطرف أو جهة، و‌هذا ماتم لمسه بکل وضوح خلال التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية الذي إنعقد مٶخرا في العاصمة الفرنسية باريس، حيث أدانت الوفود والشخصيات العالمية المشارکة في الاجتماعات المنعقدة خلال 4 أيام النهج والسياسات المشبوهة لهذا النظام، مع ملاحظة إن النظام الايراني قد بذل المستحيل من أجل دفع الحکومة الفرنسية لعدم السماح بعقد هذا التجمع
أکثر ما يزعج النظام الايراني ويفقده صوابه ويخرجه عن طوره، هو النشاطات والتحرکات المستمرة للمقاومة الايرانية بقيادة زعيمتها السيدة مريم رجوي، والتي أثبتت وتثبت جدارتها وإمکانيتها وقدراتها الخلاقة في قيادة مرکب نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والخلاص في الجمهورية الديمقراطية المنتظرة، حيث إن هذه الزعيمة الفذة التي نجحت وبإمتياز في فرض حضورها ودورها على الاوساط والمحافل الدولية ويکفي أن نشير الى بنامجها ذو العسرة بنود لإيران المستقبل والذي حظي ويحظى بدعم وتإييد غير عادي على الصعيد الدولي.
النظام الايراني الذي عانى الشعب الايراني الامرين من جراء حکمه الاستبدادي الدموي، صار اليوم يقف قبالة کأس الذل الذي عليه أن يتجرعه عن طيب خاطر ورغم أنفه، حيث إن ضعفه وتراخيه قد وصل الى درجة بحيث صار العالم کله يلاحظ ترنحه وإهتزاز أرکانه وکل ذلك کما هو معروف مقدمت السقوط الذي لامناص منه أبدا.