“نحن ملوك المرحاض و نصنع لأنفسنا العروش الورقية”- عبدالكريم الدهري 

يبدو الغرور والتكبر أمرًا  شائعا  بين الناس، و الحقيقة نحن جميعًا متساوون عندما ندخل المرحاض. إن الأوقات التي نقضيها هناك تجعلنا ندرك هشاشة الهالة التي نحاول  صنعها  وضرورة تواضعنا. من المثير للسخرية أن نرى بعض الأشخاص يتغاضون عن ذلك ويتصرفون وكأنهم أفراد فريدون من نوعهم. وهم كلهم ملوك لكن في المرحاض . إن صاحبهم  الغرور و حاولوا رسم مجدهم في أعيننا، فالبلاط البلاستيكي حيث يجلسون القرفصاء كاف ان يذكرهم بحقيقتهم .
مهما تألقتي و تبخترتي أو تألقت و رفعت انفك ، فحينما تجلس في ذلك المكان لإفرغ معدتك، يصبح وجهك  كأي وجه آخر.
لن ينقذنا الغرور والتكبر في تلك اللحظة من الرائحة التي تنبعث منا و التي نحاول أن نعتبرها مثل العنبر  و لكن الحقيقة أن (لخرى كيبقى غي خرى)اعتذر عن هذا المصطلح فإني اجده مناسبا جدا للمتكبرين في محيطنا الاجتماعي. لذا دعونا نتذكر دومًا أننا جميعًا ملوك لكن في المرحاض فقط،فكلنا مجرد بشر يحتاج إلى الإفراج عن الفضلات  بغض النظر عن منصبنا وشهرتنا.
دعونا نحترم بعضنا البعض ونتذكر دائمًا الحقائق التي نتشاركها  لنكن أفضل إصدار لأنفسنا.
الأرضُ تدور، والأقمارُ تتحرك، ولكن المرحاض يظل ركنًا ثابتًا لنا جميعًا في هذا الكون العجيب. إنه المكان الذي يتبادل فيه الناس دورهم كملوك وملكات، لكن بعيدًا عن التاجات والعروش التي نحاول وضعها على رؤوسنا الفارغة، هناك نجد أنفسنا وحدنا على القرفصاء ننتظر تلك النشوة المملوءة بكل ما فيه حقارة لذواتنا المغرورة.
في لحظات الصمت الساحرة بيننا وبين المرحاض، يمكن أن نتساءل: هل هناك فعلًا فارق بيننا؟ هل الشهرة تجعل من أحدنا أكثر إلهامًا في القاعة الخاصة للمرحاض كانت بلاستيكية او روخامية او حتى ذهبية؟
لما نتجاهل ضحكاتنا الداخلية عندما نتأمل في الصورة الكاملة. فمن يهمه عنوان من أنت أو من أي مجد خرجت، ونحن جميعًا نشترك في نفس اللحظة المحرجة. نعم نحن أبطال و ملوك المرحاض.
فلنبتسم عندما يظن أحدهم أنه أفضل من الآخرين بسبب المال أو السلطة أو الموهبة. فنحن نعرف حقيقة أننا جميعًا متساوون في أكثر اللحظات تواضعًا.
لذا احتفلوا بقوة المرحاض، هذا العرش الصغير الذي يجمع بين الجميع بالتواضع والبساطة. لندع غرورنا جانبًا ونتذكر دائمًا أننا إنسانية واحدة، تجمعنا اللحظات العابرة التي نجلس فيها على القرفصاء وننتظر فضلاتنا لتنزل.