مشکلة النظام الايراني الاولى- منى سالم الجبوري

 

مع إن مشاکل النظام الايراني کثيرة ومتنوعة ومن إنه ينوء من تحت وطأتها، لکن لاتزال المشکلة التي تشکلها منظمة مجاهدي خلق للنظام هي المشکلة الاساسية وإن النظام لم يتمکن من حسمه لصالحه حتى اليوم على الرغم من إنه”أي النظام”، يشن حملة کبيرة ضد هذه المنظمة على مر ال44 عاما المنصرمة.

النظام الايراني الذي کان يمني نفسه عاما بعد عام بالقضاء المبرم على منظمة مجاهدي خلق والتخلص منها الى الابد، لکنه وعوضا من ذلك ظل يئن ويعاني عاما بعد عام أکثر فأکثر من جراء دور ونشاطات هذه المنظمة، والملفت للنظر هنا إنه وبعد کل هذه الاعوام وکل تلك الدعايات والمزاعم والاکاذيب التي نشرها هذا النظام بمختلف الاتجاهات ضد المنظمة، فإنه يقوم الان بمسعى جديد من أجل التخلص من هذه المشکلة، وهذا المسعى يتجلى بحملة مثيرة للسخرية على الصعيد الدولي من أجل التخلص من مجاهدي خلق.

بهذا السياق، وفي ال14 من الشهر الجاري،  طالب الناطق الرسمي باسم وزارة خارجية النظام ناصر كنعاني المجتمع الدولي بقمع منظمة مجاهدي خلق. وقال كنعاني في إيجاز صحفي: “بالنظر إلى الالتزامات الدولية والالتزامات القانونية للدول في مواجهة الحركات الإرهابية، نتوقع ألا تقدم أي دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الدعم أو استضافة أو احتضان أو منح الإذن بعقد تجمعات من أجل هذه المجموعة الإرهابية”، وقام کنعاني کذلك بإصدار  تهديد لدول أخرى، محذرا من أن تجاهل مثل هذا المطلب سيعتبر “عملا ضد الأمن القومي لإيران” وسيتم التعامل معه وفقا لذلك. وکما هو واضح من السياق فإن هذا المطلب هو مطلب غير منطقي ولايتفق ويتطابق مع القانون الدولي الذي يحمي اللاجئين السياسيين من بطش وسطوة النظم الدکتاتورية.

لکن الانکى من ذلك إن النظام لم يقف عند هذا الحد بل إنه عمد وفي حملة تضليلية هدفها نشر الاکاذيب للتأثير على المعنويات العامة للشعب الايراني فقد ذكرت وكالة أنباء تسنيم التي يديرها الحرس في 12 أغسطس / آب أن المنظمة تخطط للانتقال إلى كندا. تم الترويج لهذه الادعاءات الكاذبة ونشرها على نطاق واسع من قبل وسائل الإعلام التابعة للنظام والمصادر التابعة له في الدول الغربية. وفي اليوم نفسه، نقل كاظم غريب أبادي نائب رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية ولجنة حقوق الإنسان، أن القضاء في النظام يرفع قضية مهمة ضد منظمة مجاهدي خلق و 107 من كبار أعضائها. وشدد على الجهود المبذولة للاستفادة من جميع القدرات المتاحة لمواجهة المنظمة  بما في ذلك نفوذها السياسي. ولکن، فإن هذه الحملة ستنتهي کما إنتهت الحملات السابقة للنظام وستبقى مجاهدي خلق واقفة بشموخ ضد النظام حتى إسقاطه وتخليص إيران والمنطقة والعالم من شره!