“الشخصية العراقية”” من السومرية الى الطائفية:/1 – عبد الرضا حمد جاسم

قرأت/سمعت/فهمت/ اقتنعت/آمنت…أنْ:

ليس في النقد حقد حتى لو كان الناقد حاقد

ليس في النُصح فَضْح حتى لو كان الناصح  فاضح

و التوضيح ليس فيه فحيح بل هو قول مكتوب…مسموع صريح

………………………….

*خوض(بَحث وَحَدِيث ومُنَاقَشَهَ) “”الشخصية العراقية””

منذ فترة ليست بالقصيرة نويت الخوض في بركة “الشخصية العراقية” و لكوني غير مختص لا بعلم النفس ولا بعلم الاجتماع لذلك ترددت كثيراً… و لم انقطع عن قراءة ما يقع امامي عنها و أخيراً اخبرني احد الاصدقاء عن كتاب قال ان  عنوانه دفعه للاهتمام به…شَّوقني لهذا الكتاب و الشوق كان اكثر لمعرفة مؤلفه.

اتحفني ببعض المعلومات عن صاحب الكتاب و بعض الشيء عن كتاباته و نشاطاته في مجال تخصصه و أشار الى اني اعرفه و سبق ان نشرت عن بعض منشوراته و دراساته و مقالاته ولكون العنوان عن “”الشخصية العراقية”” فتوقعت ان يكون هو الدكتور الراحل علي الوردي حيث وضعتُ اسمه الكريم في عناوين الكثير من المقالات التي نشرتها و فقلتُ له لابد انه كتاب من كتب الراحل الوردي لم اطلع عليه سابقاً…لكن صاحبي  كما بدا لي لم يرغب بطويل الحديث بالألغاز عن الكتاب و صاحبه فعرض علي نسخة من كتاب البروفيسور قاسم حسين صالح المعنون: [ الشخصية العراقية من السومرية الى الطائفية] الصادر عن دار العرب عام 2016.

اذهلني العنوان الذي يعني ان صاحبه قد ابحر في مياه الشخصية العراقية المتدفق من قبل اكثر من ثمانية الاف عام أي من او السومريين منذ اكثر من ستة الاف عام قبل الميلاد لليوم…تذكرت قول البروفيسور قاسم حسين صالح عندما تكلم عن نجاح الوردي في اختيار عناوين كتبه.المهم فرحت بالكتاب ورحتُ اقلب سطوره مرات عديدة و اترك كعادتي ملاحظاتي على ما أراه مناسب لمناقشة صاحبه به لأجد الموضوع خرج عن المألوف حيث صارت كلمات الملاحظات اقل قليلاً من كلمات الكتاب. هذا الكتاب هو: [ الشخصية العراقية من السومرية الى الطائفية] وقبل الخوض فيه و الذي ربما سيكون مملاً عند البعض لكنه عندي هو المُمِلْ الذي يحتاجه هذا العنوان الكبير العميق المخيف.

 *بعض الشيء عن الكتاب :

صَدَرَ عن دار العرب للنشر و التوزيع/ طبعة دار العرب الأولى 2016 / بيروت ـ لبنان. وهو كما ظهر لي واحد من أربعة كتب عن “الشخصية العراقية” أصدرها الكاتب كما ذكر في مقالته: [ العراقيون و الغضب..مهداة الى معهد غالوب] بتاريخ(05.07.2022):[… كل مجتمع بشري فيه الجميل وفيه القبيح، وما ينفرد به العراقيون انهم اصعب خلق الله، فتاريخهم يحدّثنا بانهم اكثر الشعوب قياما بالثورات والانتفاضات، وهذا لا يتعلق فقط بظلم السلطات التي حكمتهم بل بطبيعة الشخصية العراقية التي اصدرنا عنها اربعة كتب] انتهى

الكتاب تكون من: (237)صفحة من القطع المتوسط وضم ثلاثة اقسام  هي:

*القسم الأول بعنوان: [الشخصية العراقية و السياسة] و تضمن(19)عنوان فرعي توزعت من ص(11) ـ ص(97)

*القسم الثاني بعنوان:[بعيداً عن السياسة..قريباً من الناس] ضم (9)عناوين فرعية توزعت من ص (101)ـ ص (177).

*القسم الثالث: بعنوان: [وجهات نظر في الشخصية العراقية] و تضمن(5) عناوين فرعية شغلت الصفحات من(181) ـ (237) و هذا القسم خصصه الكاتب لنشر و جهات نظر متنوعة في الشخصية العراقية فاختار أربعة من المفكرين و الكتاب كما ذكر في تقديمه لهذا القسم في ص (181) تحت عنوان شكر و امتنان.

*بضع كلمات عن “”الشخصية العراقية””

ربما الأربعة إصدارات عن “”الشخصية العراقية”” جعلت من البروفيسور قاسم حسين صالح اكثر من كتب عنها في تاريخ الطباعة و النشر في العراق… الكاتب سَّطَرَ اول حرف و كلمة و جملة و عبارة في هذا الكتاب في ص (11) حيث كتب التالي : [يتفق علماء النفس المعنيون بدراسة الشخصية على صعوبة تحديد مفهوم “الشخصية” و برغم انهم يتفقون على ان كلمة الشخصية (بيرسونالتي) جاءت من كلمة شخص (بيرسون) اللاتينية التي تعني القناع (ماسك) الذي يضعه الممثل على وجهه في المسرحيات الاغريقية و الرومانية ليؤدي وظيفة “التمييز” بين فرد و اخر او اخرين فان الإشكالية هنا هي “التمييز” في ماذا؟ فالأمر على صعيد لواقع ليس سهلاً كما هو على المسرح الذي نستطيع ان نميز ممثلا عن عدد محدود من الممثلين من خلال قناعه] انتهى

السؤال هنا: وفق ما ورد: هل (طرح اصطلاح/مفهوم) “”الشخصية العراقية”” صحيح؟ أي هل يمكن ان نقول ان هناك””شخصية عراقية””؟؟

اعرف و اعترف ان موضوع “”الشخصية العراقية”” موضوع حساس و الخوض فيه من قبلي يثير الكثير من الحساسية او الاستغراب او عدم الاهتمام…اعترف ايضاً ان رأيي في هذا الموضوع قاصر ويحتاج الى تعديل او تصحيح او تقويم او حتى الى “”قلع او شلع”” من قبل ذوي الاختصاص… اتقبلها برحابة صدر الواعي او المضطر حيث احسب هذا الخوض مجرد اجتهاد…كما اعترف ايضاً بعدم اطلاعي على ثلاثة الأربعة من كُتُبْ البروفيسور قاسم حسين صالح عن”” الشخصية العراقية”” لكنها على كل حال/ أي حال، محاولة اجتهاد قررت خوضها بخوضي في هذا الكتاب الذي تصورت و أتصور ان يجب/ربما يجب ان يكون الأعمق و الاشمل من بين تلك الكتب الأربعة من خلال عنوانه المخيف هذا العنوان الذي يعني ان الكاتب تعب بدراسة تلك الشخصية وهي دراسة نفسية اجتماعية تفَّرد بها البروفيسور قاسم حسين صالح عن كل علماء النفس و الاجتماع في العراق وربما العالم ووضع في هذا الكتاب خلاصة مُرَّكزة عن كل ما ورد في الكتب الثلاثة الأخرى.

أقـــــــــــول/ أطرح/ أرى:

لا اعتقد ان هناك مفهوم او اصطلاح او عبارة او كلمتين متلازمتين في علمي الاجتماع و النفس وردت في كتابات العراقيين منذ منتصف القرن العشرين حتى اليوم أي خلال اكثر من سبعة عقود من الزمن، كانت بقدر او اقتربت او تجاوزت مفهوم او اصطلاح او عبارة او كلمتي “”الشخصية العراقية”” و لا اعتقد ايضاً و لا أتصور ان هناك بلد او شعب كَتَبَ كُتابه بكل مستوياتهم و مواقعهم و عناوينهم السياسية و العلمية و الادبية عن “”شخصية”” ذلك الشعب / المجتمع كما كَتَبَ العراقيين عن “”الشخصية العراقية”” و لن تجد كلمات مذمة في أي موضوع اكثر/اقسى من تلك التي الصَّقها الكُتاب العراقيون بهذا المفهوم غير المفهوم و اقصد “” الشخصية العراقية”” حيث جعلوها متفردة عن “”مثيلاتها في العالم القديم و الحديث ان كان هناك لها مثيل”” بكل شيء سيء. مع انهم جميعاً دون استثناء يعرفون و يقَّرون و اعترفوا و يعترفون راغبين او مُرغمين انْ ليس هناك ما يمكن ان يُقال عنه/ يطلق عليه ال “”شخصية عراقية””.

 على محدودية اطلاعي ليس هناك من كتب مثلاً عن… “الشخصية السورية”  “… “الشخصية اللبنانية ” و لا “الشخصية الفرنسية” أو ” الشخصية الامريكية” ولا “الشخصية الهندية” و لا ” الشخصية الصينية” او “الشخصية الباكستانية” او ” الشخصية الإيرانية” بمقدار ما كُتبَ عن “”الشخصية العراقية”” و ربما… إنْ كَتَبَ البعض فتلك لا تصل الى نسبة كذا% مما كُتِبَ عن “”الشخصية العراقية””.

ربما الذنب في ذلك يقع على عاتق الراحل الدكتور علي الوردي له الذكر الطيب الذي أطلق هذا المفهوم بقوة و في وقت حساس و في محاضرة عامة مهمة وقتها ثم حَّولها الى كُراسة (لاحظ عزيزي القارئ الإصرار) دون التفكير بصحته/ دقته علمياً / اجتماعياً والمفروض انه يعرف/ يعلم او عرف/عَلِمَ ان الوسط الذي طَرَحَ فيه ما طَرَحْ هو وسط “مثخن”/ “سابح” ب/ في ثقافة الترديد و التصفيق وسريع “التلَّقف/ الاشتعال” أو سيتلقف هذا المصطلح/ المفهوم الملغوم الواسع “المدهش” في حينه و سيستعين به كسلاح فتاك بيد من سيصول به و يجول في “سوح الوغى” الثقافية ـ الاجتماعية القلقة وهذا واحد من أسباب استمرار “اللوك”” في هذا الموضوع الذي توارثه البعض و عززوا به قانون “”الانتخاب الطبيعي الفكري”” الذي  “”ثَخَّنَ”” جيناته في “”بيولوجيا”” الثقافة في العراق  و لم يسأل/سأل الكثير منهم: هل ان مُطْلِقُه فعلاً درس تلك التي قال عنها “الشخصية العراقية” أم لا؟…او هل انه (أي المصفق) فَهِمَ قصد مُطْلِقَهُ او دقق في تفسيراته؟… الوردي نفسه ما فَهِمَ و لا فَهَمَ و لا فَّهَمْ محيطه وهو يعلم ان هذا المحيط فيه تطبيل هائل…لكن لوم كبير يقع ايضاً على القارئ/ المردد/ الرادود الذي وقف “صافن” أمام هذا الطرح وهو يذم نفسه و يسيء لها بأوجه و اشكال متعددة منها انه لم يفكر في الموضوع و انه سار وفق “على حس الطبل خفن يرجلية”…فما ضرب احدهم كائن من يكون و لا يزال على طبل “الشخصية العراقية” حتى “انهالت الالسن و تدلت الشفاه” و الأطراف الأربعة تحركت راقصة مستأنسة من ان هناك ما يدعو للرقص فَهِبّوا خفافاً و ثقالاً و نحن معكم راقصون. هذه العبارة تتردد يومياً و بكثرة منذ عام ( 1951) و ترددت بعد الثواني منذ ذلك العام حتى للحظة القائمة. حيث صارت حديث الشارع و المجالس القريب منها و البعيد وصارت محور حلقات النقاش و الجدل و الأغاني و الأشعار و الأمثال التي يديرها او يحضرها المبهورين ب “اختراع” الراحل الوردي هذا و الدافعين القريبين و البعيدين و المستفيدين منه بإشغال الناس به… و الغريب ان أغلب من كتب عن “الشخصية العراقية”  و مهما وضع امام اسمه من حروف و القاب شارك في تلك الإساءة عن قصد او غير قصد بما  وضع قبلها من كلمات و مفاهيم و عبارات و اوصاف و “تَّمَيُزاتْ” من قبيل “”تنفرد/تتفرد عن مثيلاتها ب””  او “”وهي الوحيدة/الاولى في العالم “” و غيرها ليحاول جعلها بتلك الصفات السيئات و عندما تسأله كيف توصلت الى ذلك الإطلاق و جزمت و حسمت؟؟… تهتز عنده الكلمات و تعلو و تهبط العبارات بكل كبرياء و يهرب من الإجابة الى: [قال فلان وردد علان و ورد في كتاب/مقالة فلان] و اليوم اُضيفَ الى السابقات [نشرت الفضائية الفلانية و كتب المراسل الفلاني] و يمكن ان اضيف لها اليوم ايضاً[ وورد في الاستطلاع الذي اجراه فلان الفلاني او في التحليل السيكوبولوتيك..السيكوسوسيولوجي الذي اجراه فلان]… ومن يسألني عن تلك “”الشخصية العراقية”” اعيده الى ما ورد في ص11 من هذا الكتاب( النص أعلاه)  و اقصد هنا: ((وما ينفرد به العراقيون…)) و ((فتاريخهم يحدّثنا بانهم اكثر الشعوب قياما بالثورات والانتفاضات)).

و لتعزيز قولي هذا اعيد نشر ثلاثة نماذج ل[دراسة “”علمية”” و”” تحليل”” سيكوبولتيك عن “”الشخصية العراقية””] لمؤلف هذا الكتاب و اقصد البروفيسور قاسم حسين صالح الفرق الزمني بينهما هو الفرق بين تاريخي نشرهما (29.09.2022 ـ 05.07.2022) أي لا يتعدى شهرين و 24 يوم لا غير. و ليس اكثر من ثمانية الاف عام تلك المسافة الزمنية بين “السومرية” و” الطائفية” التي كانت عنوان الكتاب موضوع النقاش.

الدراسات الثلاثة هي:

*الأولى:

نتفاضة تشرين..أحيت الجميل في الشخصية العراقية] البروفيسور قاسم حسين صالح بتاريخ 29.09.2022 حيث ورد التالي: [لأن من عادتي استطلاع الرأي بحدث كهذا،فقد توجهنا بالآتي: اروع منجزات تظاهرات تشرين للسيكولوجيين ظهور اجمل صفات الشخصية العراقية، اذكر واحدة خبرتها او عشتها لنوثقها في دراسة علمية
تعددت الصفات التي ذكرها المستجيبون،نوجزها بالآتي:[الغيرة،الشجاعة،الاستعداد العالي للتضحية،التكاتف الملحمي،الثقة العالية بالنفس،التكافل، المروءة،الطيبة،روح التعاون،نصرة المظلوم،اللعب مع الموت والاستهانة به،حب الحياة،الخوّه الحلوه،كرم بلا حدود،اعادة الصورة الحقيقية للعراقيين، “احبك يا وطني واحب ريحة ترابك” ،استرجاع الهوية العراقية وتجاوز الهويات الفرعية،بلاغة العبارة والاختصار في التعبير( اقالة رئيس الوزراء واستبداله بآخر عبارة عن تبديل راس الباتري..احنه طلابتنه بالمحرّك- لافته)،التحرر من الاسترقاق الديني،تحطيم صورة المقدس البشري،الحس الوطني الجمعي لجميع الاعمار وحسن المعاشرة،الايثار،التضحية بالروح من اجل الحقوق،النظافة الاخلاقية اذ لم تحصل حالة تحرش كما حصلت بساحات تحرير في عواصم عربية اخرى،قتل الطائفية..”كان الشباب ينامون ببطانية واحدة ولا يعرف اي منهم من اي مذهب او عرق اودين “،العناد،اصرار المتظاهر على العودة لساحة التحرير بعد معالجته بالمستشفى،وحدة اهداف بعيدا عن دين مذهب عرق عشيرة،استعداد نفسي لمعاناة من اجل قضية وطن..والتحرر من عقدة الخوف من السلطة الحاكمة] انتهى

و أضاف البروفيسور في علم النفس قاسم حسين صالح على ذلك التالي: [ وتوثيقا للغيرة العراقية والكرم ودليلا على حب الناس للمتظاهرين ونقمة الشعب على الحكّام الفاسدين، شهدت ساحة التحرير:(تريلة ببسي واخرى ماء شرب، وبالة بطانيات، وامهات يوزعن لفات وخبز العباس،وشيش كص عملاق،ونساء اتين بالتنور الى ساحة التحرير يخبزن للمتظاهرين ويوزعنه مجانا ،وقزانات تمن باجله برياني وفاصوليا وقيمة وكبه مدعبله وشوربه..وشاب متظاهر يركع امام فتاة متظاهرة لا يعرفها مقدما لها حلقة خطوبة في مشاهد تسيل لها دموع تمتزج فيها انفعالات الفرح والألم وحب العراق] انتهى
وخلاصة تلك الإضافة ل”الدراسة العلمية” التي خرج بها البروفيسور قاسم هي: [تلك هي حقيقة (العراقي) صاحب نخوة وغيرة.. وعاشق لوطن يفديه بروحه كما افتداه اكثر من ستمائة شهيدا من الشباب في شهر واحد!، قتلهم حكّام لا يعرفون من الوطن سوى انه حنفية تدر ثروة..ولا يدركون أن الطغاة زائلون وأن طال الزمن!]انتهى

ما ورد أعلاه يمكن ان يُضَّمَنْ في دراسة علمية عن “”الشخصية العراقية””!!!؟؟؟

لثانية:

في مقالته :[العراقيون والغضب ..مهداة الى معهد غالوب] بتاريخ 05.07.2022 كتب البروفيسور قاسم التالي:[كنت استطلعت آراء أكاديميين واعلاميين عن الذي حصل للشخصية العراقية في زمن الطائفية..الى الباحثين في معهد غالوب نماذج منها:

 *د. هيثم هادي نعمان الهيتي:الشخصية العراقية بزمن السومرية كانت تعّبر عن الحضارة الانسانية اما في زمن الطائفية فتعّبر عن الولاء الضيق والمتخلف،
*سلام السعدي:اصبحت بلا هوية وطنية وافتقدت روح المواطنة وصارت فقيرة اجتماعيا وحاقدة وانانية،وانفعالية
*نورسل قوشجي زاده:لم تحصل غير المذلّة والاهانة وتفتيت الشعب بوسائل العنف والقسوة
*علي الخزاعي:تعيش سلسلة ازمات وضغوط وصراعاً مستديما بسبب غياب الهوية الوطنية،وبروز هويات نفعية اقترنت بالضعف والتشرذم لتؤسس حالة اغتراب مدعومة بالفوضى واللا معنى
* الشيخ المستشار ماجد البديري:انهكتها الحروب والحصار والحرمان،فسهل تشويه منظومتها القيمية،والاخطر انحراف رموز دينية وعشائرية ونخبوية وانغماسها بالفساد المادي والاخلاقي
*عبد العزيزججو:طحنت بالفقر لحد الموت جوعاً،وتساوى عندها الحياة والموت،وانخفضت مقومات القيم الانسانية كالمرؤة والصداقة،وجعلت العراقي متقوقعاً على نفسه
*طائر الفلامنكو:سحقت وانعدمت ملامحها.لاتوجد لديها ثوابت،خائفة مترددة متشككة ماكرة بخبث
*د.علي نفل:اصبحت انانية متمركزة على الذات وفاقدة للامان،مندفعة نحو مغريات الحياة وتحقيق الاحلام بأية طريقة وكأن الحياة مقامرة كبرى.
*عمر الامين:الشخصية العراقية مسخت وتم تشويهها ببرنامج علمي مدروس ابتدأ بفرض الحصار صعوداً الى مرحلة نهب مؤسسات الدولة في 2003 وصولاً الى تنمية الحس المذهبي وابراز مظلومية فئة وتحميل الاخرى من حيث لا تعلم هذه المظلومية وانتهاءا بتشكيل حكومات بنيت على اسـس طائفية من قبل تجار ازمات ومتلاعبين بمشاعر الشعب.
*سبتي المخزومي:انقلاب على الذات، متناقضة تدعي التدين لكنها تسرق، تدعو الى الفضيلة لكنها تفعل الفواحش، ساستها هم الاسوأ.. معممون في الداخل لكن اغلبهم رواد ملاهي وحانات في الخارج] انتهى

أما رأي البروفيسور قاسم و استنتاجاته مما ورد عن رأي المستطلع ارائهم بالشخصية العراقية هو التالي: [هذا يوصلنا الى نتيجة علمية فسلجية سيكولوجية نصوغها بما يشبه النظرية: (ان تعرض الأنسان الى الضغوط النفسية،وتوالي الخيبات لسنوات متتالية ،وشعوره بالظلم والغبن والمهانة.. يؤدي الى تنشيط الأنفعالات السلبية، وان ديمومة هذا التنشيط يؤدي الى برمجة الدماغ عليها لتصبح سلوكا ثابتا).وبما ان الغضب أحد اهم مكونات الانفعالات فانه شاع أكثر بين العراقيين زمن الحكم الطائفي واستفراد الحكّام بالسلطة والثروة) انتهى

السؤال هنا: هل هذه نتيجة علمية تُبنى عليها ما “يشبه النظرية العلمية” وهل ان هذه شبه النظرية جديدة؟.

*الثالثة:

في ص20 من كتاب البروفيسور قاسم حسين صالح: ( الشخصية العراقية من السومرية الى الطائفية)2016 تحت عنوان فرعي: (دراسة استطلاعية) و هي جزء من  تحليل سيكوبوليتك كما كتب البروفيسور قاسم حسين صالح،ورد التالي: [تم توجيه سؤال الى عينة تكونت من (37) مستجيباً بينهم (23) من حملة الدكتوراه في اختصاصات مختلفة عن الصفات الإيجابية و السلبية التي احدثتها الاحداث التاريخية في الشخصية العراقية..فحددوا اهمها بالآتي:

الصفات الإيجابية:

1 ـ القدرة على التوافق مع احداث الحياة الصعبة و التأقلم مع الصدمات.

2 ـ قوة الانا.

3 ـ المرونة النفسية.

4 ـ القدرة على التحمل و الصبر.

5 ـ الانفتاح على العالم الآخر.

6 ـ  القدرة على الربط بين الاحداث و تحليل أسبابها.

7 ـ  الخبرة و اكتساب المهارات و التجريب و البحث عن بدائل لمعالجة الواقع المزري.

8 ـ الجرأة و حب التحدي.

9 ـ انتاج المفكرين في فنون الادب و التشكيل و المسرح و الغناء و الابداع الكروي. (لم تنتج الاحداث تكنولوجيين).

الصفاة السلبية:

1 ـ اضطراب الشخصية و العدوانية و الانفعالية بسبب الحروب.

2 ـ بناء شخصيتين في داخل كل فرد.

3 ـ الانانية و تفضيل المصلحة الخاصة.

4 ـ الانتهازية السياسية.

5 ـ فقدان الثقة بالآخرين.

6 ـ العنف الدموي و البطش بالآخر.

7 ـ تضخم الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية. ضعف الطموح و إنعدام الهدفية في الحياة.

8 ـ الشعور بالإحباط و التشاؤم و اليأس.

9 ـ الخوف من ظلم الحكام.

استنتاجات ختامية:

يمكن تحديد ابرز ما خلقته الاحداث التاريخية في الشخصية العراقية بالآتي: خاصية الضد وضده النوعي و تعني تحديداً التصرف بأسلوبين متطرفين و متناقضين.

أقــــول: وفق رأي (37) شخص خَلُصَ البروفيسور قاسم حسين صالح الى هذه النتيجة…و الغريب ان المستجيبين تركوا (9) صفات سلبية و نفس العدد من الصفات الإيجابية وهي التي استنتج منها البروفيسور قاسم هذه النتيجة و وثقها في كتاب عن الشخصية العراقية!!!

يتبع لطفاً

عبد الرضا حمد جاسم