* في العشق … الغربة … الوطن *- وليد حاج عبدالقادر / دبي *

 

إلى كل محب .. أي محب … لأي كان … إلى المجهولة التي لا أعرف حتى من تحب !! .

ليلة قمرية ساكنة ، وماء البحر يتموج بهدوء جميل .. أصارع الظلام وحيدا ، وأتلمس ولو لوهلة نظرة بعيدة من عينيك ! . او أتلقف جزع – قيڤار – طرية من سهولك الممتدة – ديريك – !! … أنظري .. تطلعي مليا .. هلا جربت نزع حجابك الأسود ياالجميلة أنت ؟!! … رباه ! يالجمال والقمر في ظلمات ليلك يضيء ياالسماء وانت هو ذاتك ياشيخ العاشقين اجل وهي عقد لآلئك سيدايي جزيري :

لامعا حسن وجمالي دى ژ علمى بيته عين        عشق دازى هليتن دى حقيقت بى مجاز

نعم هو العشق وانت سيدهم سيداي جزيري ، وهي دجلة بصفاء ماءها وذلك النسيم هادئ بارد كان يلفح سطح ماء الخليج المتلألئ .. وانا ؟! .. نعم وأنا سيدايي جزيري ؟! وانا نعم ورغم كل هذه الأضواء واجيج الحيوات اظل اناجي الروح هما وحبا فيك ايتها المجهولة .. قريبة انت حبيبتي .. بعيدة .. بعيدة انت حبيبتي ولكنك قريبة … نعم : لقد قيل عن الحب ما فيه الكفاية … ولكن !! .. هناك فرق كبير بين فعل الحب وقوله ؟! … و … الزمن .. آه منك .. نعم ! .. آه منك ياالزمن واه وآه تلو آه ! .. تطلعت اتفوقا أتأمل الفضاء بسمواته عساني احظى ب … نجمة ثاقبة .. كوكبة تشردني وتقود فيي هذا الذهن الشارد في تيه مجهول وصاخب في عتمته يظلم .. غدوت لا ألوم مجنونك يا ليلى العامرية .. ولا فرهادك شيرين الجميلة .. وادركت تماما لابل تقمصت عشقك ممو لزين .. وها انت فرهاد وقد فججت الماء طهرا وكانت لك انت ياالجميلة شيرين .. و … ويلاه ويلاه خجووووووو وها انت بمرثيتك سيامند العزيز ! و … هلأ حكمت ايتها الأقدار علي ان أزج في دوامة هذه الآلام ووجعك ابن مريم النبي ؟؟!! .. و .. أتحسر حبا فأستنهضك إينانا لا لا انت ايها الحي الميت دوموزي و … لازج من جديد بحر الوجع بآلامه ؟! .. أتحسر حبا .. و .. عطفا !! .. و كضربة صاعقة اوجعتني في الصميم لا ولم ادري لما أوففف ! كم كرهتك من الصميم ايتها – اللاأدرية – ! .. :

( سطوتا ليلى يقين مجنون تباند … ورنه قيس ناكت بيا باني غلط ) ..

السفينة تمضي في اسوداد معابرها ، والظلام ينشق حينا ويلتئم ، ونجمة الثريا تأبى ألا ان تشع .. و .. هي – ستيركا مجنون – تغترب في قبة السماء تهلل لك – ديريك – .. هدير السفينة يتعالى .. وأنت في زاويتك تتتاملين تلك الزاوية المهملة خجلة ، هلا حرفت بناظريك صوبي قليلا ؟! .. لأرى ولو من بعيد ذلك البصيص المتأمل بغد مشرق تشع فيه شمس الحرية والمساواة .. السلام والعدل قد شمل فيما شمل حبنا البائس المجنون ؟! ..  ولما لا ؟! .. ايتها الحبيبة الغارقة في ثوب مظلم !! .. المدثرة سوادا سوى قلبا ناصع البياض كثلجك قمة – هره كول – ! .. هلا ابتسمت قليلا ؟!! .. أعرف مليا كيف احب ؟! .. ولكن !! عمري ما جربت مجون الغزل ادرك تماما بها نقيصتي ولكنني : اذوب في الرقص كما زوربا وصنوه عبدالكريمي ملا عمر الجزيري البوطي وإن كنت شخصيا لا اجيدها .. أصغي بإنشداه واذوب كالثلج في وهج صيف حار الى الغناء وإن كنت لا افهم فيها سوى دندنة ! ومع ذلك ورغم أني لا اغني .. لك وحدك نعم لك وحدك حبيبتي هذا القلب بثقل آلامه قادر ان .. يتغزل .. يرقص ويغني طربا .. هلا شاركتيني أيتها الجميلة .. اجل الوحيدة ظللت ببهاءك في عيني !! .. حوريات عديدة تقفزن في رقص دائري من حولي .. اماما ووراءا وجموع من جنسيات مختلفة تروح وتجيء .. وحدك انت التي اكاد ان أسمع همساتك .. لا لا بل شهيقك وزفيرك .. انينك وصدى ضحكاتك حتى نبضات قلبك بخفقانها .. ألله !! إني أشم رائحة عطرك الفواح رغم تداخل الروائح بانواعها العديدة ولفح هواء الأمواج وشدة ملوحتها .. ياالعزيزة المتألقة بين ثلتك ؟! كم أتمنى ان تهجريهم وتنضمي لي على هذه الطاولة اليتيمة فأتأمل ضوء القمر وهو ينعكس على وجهك !! واروي لك من خلال الشفق الفضي حكاية وطني كردستان وسر الشفق الفضي فيها والمستدام ! .. أيتها العاشقة الحزينة : وجهك مرآة دواخلك وعيناي يرشدهما دقات قلبي وكجهاز اختبار لالا وبترجمة فورية أفهمتني ياالجميلة انت : كم هو جميل حبك عزيزتي .. و : كما كل قصة في سرديات الشعوب .. هاهي السفينة قد تحركت .. والأوجاع تدفقت إلى السطح .. كل شيء جميل إلا بعدك عني ؟ .. لالا هو بعادك ياالهائمة مثلي وسط هزيع هذا الليل .. و .. بقلب مفجوع اخذ يتأمل البحر الشاسع بظلامه الدامس ، وبالرغم من اللآلئ المبعثرة كطرز ذهبي بأضوائها هنا وهناك ! وافق ممتد نحو المجهول !! .. أيتها السفينة : لست وما كنت سوى مطعم عائم ومع هذا ؟ هلا توقفت قليلا .. نتامل المدينة التي اخذت تغيب في وسط مجهول أضحينا نحن !! … إلا انت ايتها الحبيبة وها هي كؤوس النبيذ انخابك ارتشفها طعما لذيذا من بين شفاهك ، وكعطر صاخب يتدفق كما سيلان عرق من بين نهديك ايتها الجميلة !! .. غارق انا في حبها !! .. هلا نظرت صوبي ؟!! ..

دامه بدستي سرى جاما زرنكي درى

جذبه كها جان ودل بر شوشاندن هما ..

قطرات عبقة من ماء الخليج تتنشط ذاكرتي ! .. رباه !! ( باجريق .. بازندان .. باعوث .. قديريك ) .. ياالملائكة انتم في سماواتكم .. ( لاوكي غريب ) .. ( كجكا جل كزي ) … كم انت عطرة نرجس ( باجريق ) و .. ها انذا وانت دبي وجها لوجه : كان صادقا من عدك درة العالم وهاهي شطآنك فيها رائحة بقاعي المفعمة بالورد والياسمين .. و .. النسرين والنرجس اعرف لابل وأميز روائحه من دون كل البقاع وإن كنت ايضا اعلك كيف اقطفه ! .. وهاهي ذاتها الحساسية اجل مفرطة انت بقوتك ياالحساسية فرغم طول السنين اعرف كيف اميزها نعم اعرف كيف اميزها ولك اقول واكتب يا دجلة الخير  : تدفقي ماءا كنت ولم تخل اياماتك من دم قان اختلطت في امواجك و … ها انت وقد اضحيت نرجسا كما وماءا قد تعطر …

الخليج ملاى بالنوافيس ، كما مياهها ممزوجة بورودك ايها الوطن الغائب – الحاضر في كريات دمي .. اجل ! يادجلة : تدفقي ماءا ودما وها انت ياالفرات ايضا : لكم ابناء جار عليهم الزمان وظلم المتحكمين بضفافكما ، وهاهم يتلقطون انفاسهم من انسكاباتكما صوب هذا الخليج الهادئ .. ولك ( حبيبي صنعاني ) كل الآهات ترتل انغام عشقك السرمدي والصوت يتعالى ببوح ذاتي ! نعم ايها العاشق الصنعاني فانا لست سوى ذلك التلميذ المبتدئ في بحر العشق وكدرويش اتلمس برهة واتعطش عمرا ، واتوق بكليتي ان يقبلوا التماسي فانتسب الى مدرستك .. هلا ارتأت لي ؟! .. هلا ارتأت لي انت جميلتي ؟! .. حبيبتي …

 

مي نوشى شيخ صنعاني غلط

أو جو نيف ارمنستاني غلط

البحر يمتد في جميع الإتجاهات .. افق لا منتهي .. و … السفينة تأبى التوقف .. و .. الحبيبة قد القت بنظرها الى الجانب الآخر ولم يبق لي انا الهائم المسكين سوى هذا الكأس البائس والنادل يتمنى مني المزيد .. و .. انت ! أيتها البعيدة .. القريبة إلي !! .. هللا كفيت النظر الى المجهول ؟! .. عودي لنفسك .. للحظتك .. عودي وراءا .. ألله ؟! .. القلب زادت فيه سرعة خفقانه ! .. وامل اخذ يتمظهر ويشع بوضوح من جديد ! .. وعيناك .. اجل هما عيناك وقد إزداد فيهما البريق .. رتل من عميق ملاحم العشق المتاسطر اخذت ملامحهم تتوضح .. رباه ! هل هي فعلتك ياالنبيذ ام هو هيلامن العشق في تجليات التضامن ؟! ( ممو .. سيامندي سليفي .. فرهاد .. شبالو .. كيوبيت .. دوموزي .. ) و .. لحظات كانت فإذ بنا امام بانثيون. العشق المقدس .. آلهة الحب ً.. لك افروديت .. زيني .. عشتار اقدم طاعتي .. اجل خجي .. شيرين .. ستير .. .. انت أيتها الجوهرة النقية  !! كنت وظليت  ذاتها الجوهرة النقية .. اجل سينم التي هي انت سينم الطاهرة النقية .. سينم ابنة الربيع واستدامت .. اجل هي انت ( سينم كجا بهارا .. سينم سينم سينم )

ساقي ز ازل يك دو قدح باده بمن دا

حتى بأبد مستوخمار و تلسم از

دفة السفينة مازالت في استقامتها و النادل زاد من وتيرة اقداحه المتكررة …. رباه ؟! .. هلموا هلموا … هانحن صوب الوطن ذاهبون .. حلم نرجسي طاغ !! واحسرتاه !! .. وطن سيجه القمع بسياج كهربائي يلتقط كل آهة جميلة شريفة .. وأنت الحبيبة الغائبة .. الحاضرة .. البعيدة …  القريبة .. هلا منحتيني نظرة أتأمل فيها ومن عينيك أكسير عشق ازلي ؟! .. رباه !! .. لحظة إنصاف واحدة لربما تدفع بكيوبيد الى سحب سهامه والضحاك سيافه فيتوقف النزف قليلا ، ويغلق بكو فمه إلى الأبد .. هل من الممكن ان يتم هذا ؟! لا مستحيل ! .. بل من الممكن وتعددت الآراء والصخب اودى بالاصوات الى ضجيج قاتم .. لا .. نعم و .. من جديد نعود انا وانت حبيبتي الى صحوتنا وهي ذاتها لعبة – خاني شوك – و … وطن يشع فيه ازلا قمرا مضيئا وشمس مشرق مؤبد وحب كما حبي لك ايتها المجهولة الجميلة !! .. لك عشقي .. صفاء قلبي لك .. كما لشعبي ووطني الممزق كل نفسي …

……….

* الموضوع منشور في موقع كميا كوردا – والذي توقف للاسف منذ سنين عدة -في 10 /  4 / 2008  ومن محاسن الصدف انني حصلت على مواضيع عديدة لي ..

ملاحظة : أبيات الشعر الواردة اعلاه هي للشاعر الكبير ( ملايي جزيري ) من ديوانه العقد الجوهري وهي منقولة من مقال للصديق ( سلام ملا علي داري ) منشورة في موقع تيريج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *