في ذكراه الخامسة والعشرين .. الدكتور الشهيد العكيلي بلا كفن ولا قبر.- علي هادي الركابي

 

لم يك عام 1968 عاما طبييعا في سجل الحياة السياسية للعراق ؛ حيث مجيىء البعثيين للسلطة بعمالة للشيطان وتعهد بتحقيق اهدافهم  ؛ ولد الدكتور في احد احياء مدينه النصر شمال محافظة ذي قار ونشا وترعرع فيها؛وظهر ذكائه الخارق منذ نعومة اظفاره حيث لاحظ ذلك معلموه في مدرسته الابتدائية   ، وقضى طفولته في ممارسة كرة القدم والرسم والخط في كنف عائلته الميسورة الحال ومن العوائل المؤسسة للمدينة حيث جده لابيه الحاج مكي عبود ولامه الحاج السماح من اهالي الشطرة .

بدات النزعة السياسية للشهيد ؛وكرهه الشديد للبعث والبعثيين منذ نعومة اظافره ، وفي عام 1986 دخل كلية الطب جامعة البصرة بعد حصوله على معدل عال اهله لدخولها . بعد دخوله الكلية ؛ تواصل مع المرجعية العليا في النجف الاشرف بزعامة الامام الخوئي ؛ وكان من الحافظين للرسائل العملية لجميع المراجع العظام والاختلاف الفقهي بينهم في المسائل الشرعية  ؛ سكن في البصرة  بيت مؤجر اسمه (بيت العشار ) وكان مكانا لجميع المجاهدين ومحطة استراحة لهم، وتخفي لمن تبحث عنهم السلطات البعثية .وضع الدكتور تحت المراقبة وتم التحقيق معه اكثر من مرة ولكنه واصل عمله ورفاقه  من اجل هدفه الكبير في اسقاط النظام البعثي . في هذه الفترة ؛ كان الدكتور يمارس هوايته المعشوقة كرة القدم حيث مثل نادي الشطرة ؛ ونادي النصر ؛ ومنتخب جامعة البصرة وفريق كلية الطب ؛ وكذلك احد الفرق الشعبية في مدينه النصر ؛ وكان مهاجما شرسا مثل ثنائي معروف للحراس مع المرحوم حيدر نزال في نادي الشطرة تحت ادارة المدرب طارق طعيمة . وفي المرحلة الخامسة من الكلية حدثت الانتفاضة الشعبانية بعد ما حدث للجيش من هزيمة وخروجه من الكويت مكسورا ؛ قاد الدكتور مع رفاقه  ؛ الانتفاضة في مدينة النصر  (الحاج سعود رمضان (الشهيد الحي)  والشهيد الشيخ زكي الوائلي  وابناء الحاج المرحوم  نعيم العكيلي  وابناء المرحوم السيد هاشم الغرابي والدكتور هاتف الركابي والفنان حسين الركابي والاستاذ سميرجويد  الركابي والشهداء ال 14 من ابناء المدينه) وبقية  المجاهدين من الرياضيين  وغيرهم من الثوار..حيث تمت قيادة الثورة بحنكه عالية ومساعدة الناس الفقراء وعدم هدر اي دم فيها والحفاظ على الاموال العامة والخاصة . بعد ان قمع النظام البعثي الانتفاضة بمساعدة قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية لاسباب معروفة للجميع ,خرج الكثير من قادة الانتفاضة الى خارج العراق والقي القبض على الكثير منهم ممن اختار طريق المقاومة ضد القوات القادمة من بغداد ،ومنهم الدكتور الشهيد الذي فضل اختيارطريق الشهادةوالمقاومةعلى الخروج الى الخارج فالقي عليه القبض من قبل قوات الامن البعثي ورحل الى معتقل الرضوانية السئ الصيت وبقي فيه لمدة تسعة اشهر ،وبسبب تدخل الشيخ العام لعشائر عكيل ودفع الاموال للقادة العسكريين والأمنيين وإلغاء التقاريرالامنية عليه ،تم الغاء اعتقاله وإطلاق سراحه ،بعدذلك غادرالى البصرة واتم دراسته وحصل على شهادة البكالوريوس في الطب ومن الاوائل في دورته عام 1992وفي عام 1993تم اعتقاله مرة ثانية وحكم عليه بالسجن 15عاما ورحل الى سجن ابو غريب .مارس الدكتور في السجن دورا كبيرا في تعليم المعتقلين معه في قسم الاحكام الخاصة مبادى الدين الاسلامي واصول الفقه والعقائد وكذلك مارس دور الطبيب المجاني للمعتقلين طيلة فترة بقائه في السجن واقامة البطولات الرياضية وغيرها من النشاطات التي تثقف السجين السياسي في ابوغريب فتاثر فيه الكثير من المعتقلين ومن مختلف القوميات والمذاهب , اطلق سراحه عام 1995 لشموله بقانون العفو الذي اطلقه النظام البعثي في نفس العام , وبعد بقائه في الناصرية لمدة قصيرة جدا , شد رحاله الى ارض الجهاد والمقاومة الى ارض الجمهورية الاسلامية في ايران , رغم دعوات اهله و الكثير من اصدقائه البقاء في داخل العراق , الا انه رفض الفكرة وقرر الرحيل . وبعد وصوله ايران التقى بقائد الجهاد والمجاهدين شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قد ) , وتعرف السيد على امكانياته الهائلة وعلميته الواسعة فطلب منه البقاء في موقع الطبابة العسكرية لفيلق بدر بصفة طبيب وان يتزوج وتوفر كافة احتياجاته من سكن وراتب جيد وغيرها من امتيازات منحها له السيد مقابل البقاء في المواقع الخلفية . الا انه رفض هذا العرض وقبل يد السيد وطلب من السيد تنسيبه على فرقة الرسول الاعظم (ص ) في اهوار الناصرية وبالتحديد مقر ابو الفضل العباس (ع) , فوافق السيد على طلبه بسبب الحاح الدكتور على السير على طريق الشهادة والمواجهة المباشرة  , التحق بعدها بسوح الجهاد وخط المواجهة المباشر مع العفالقة المجرمين فاذاقهم مر الهزيمة والعار لمدة ثلاث سنوات خطط ونفذ خلالها الكثير من العمليات المشهورة والتي لامجال لذكرها الان حفاظا على الاسرار وكان مرافقا ونائبا للقائد الشهيد الحاج ابو ميثم الصادقي وهو من اهالي مدينه الصدر وكان قائدا لفرقة الرسول في الفيلق ؛توزعت في الناصرية وبغداد والنجف والعمارة والبصرة .طلب على اثرها المقبور قصي صدام من المدعو (لواء مهدي ) مدير امن البصرة انذاك تولي ملف الدكتور شخصيا والاتصال به واطلاعه على النتائج يوميا ويجب انهاء هذا الملف واغتيال الدكتور باسرع وقت ممكن . تزوج الدكتور شقيقة احد المجاهدين معه ،وفي يوم 1/9/1998 كان الدكتتورالشهيد على موعد مع الشهادة حيث كان متجها الى مقر للمجاهدين في محافظة النجف الاشرف ،وفي المنطقة الواقعة بين ناحيةالدوايةفي الناصرية وناحية السلام في ا لعمارة كمن له مجرمي الامن والبعثيين وفدائي صدام بإعداد كبيرة وامطرواسيارته من نوع بيك اب  بوابل من قذائف اربي جي7 حيث لم يستطيعوا القاء القبض عليه خوفا من
ان يكون هنالك رد فعل قوي منه ويوقع فيهم خسائر كبيرة جدا , فاحترقت
سيارته وكانت معه زوجته حيث كان في الايام الاولى لزواجه , وكذلك

شقيق زوجته , وأربعة من رفاقه الأوفياء له , فاستشهدوا جميعا في الحال

ولم يعرف مصير أجساد الشهداء الطاهرة التي تفحمت الى يومنا هذا ,.ساخبرك بكل ما حدث بعدك ؛ اما علمت ان اغلب رفاق الدرب ؛ وشركاء الاهوار ؛ والجزيرة ؛ قد ماتوا بعدك ببط ؛ وبموتهم ضاع الهدف السامي في بناء عراق العدالة والمساواة والحرية ؛ عراق الكرامة ؛ عراق الحلم . ..
الكل يعلم ان الامم تخلد شهداءها ؛ وتؤبن ذكراهم ؛الا نحن ؛ لا نحترم التضحيات ولا نثمن ابطالها وهذا هو سر تراجعنا المستمر لاننا امة لاتقرا التاريخ جيدا   . فسلاما عليك يا ابا سجاد يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا .