كردستان العراق من مشروع دولة إلى “دويلة مارقة” – نيازي

كردستان العراق من مشروع دولة إلى “دويلة مارقة”
مادلين أولبرايت، المواطنة التشيكوسلوفاكية السابقة ووزيرة الخارجية الأميركية اللاحقة (1997)، كانت راعية “الإتفاق الكردي الكردي” بين الزعيمين الكرديين جلال طالباني ومسعود بارزاني في ال17 من أيلول 1998، و”مهندسة” أول كيان كردي في شمال العراق.
بيننا وبين الصورة التي جمعت الزعيمين الكرديين مع رأس الديبلوماسية الأمريكية أولبرايت في البيت الأبيض ربع قرن في التمام والكمال:
ربع قرنٍ مضى على “الإتفاق الكردي”، والخلاف لا يزال هو هو: خلاف الحزب مع الحزب، والعشيرة مع العشيرة، والعائلة مع العائلة، والزعيم مع الزعيم، والمال مع المال، والكرسي مع الكرسي.
بعد ربع قرن من “قيام” كردستان، لا يزال الكرد هم هم: قبائل حزبية متعاركة: الكل ضد الكل، والكل يريد محو الكل.
كردستان العراق بدأت ك”مشروع دولة”، لكنها ستنتهي إلى مشروع “دويلة مارقة” أو “إقليم مارق”، لأسباب ثلاث:
الأول، فقدان الثقة: الكرد فقدوا الثقة بأنفسهم من جهة، وببعضهم البعض من جهة أخرى. حتى الجبل ما عاد صديقا للكرد كما كان. ناهيكم عن فقدان ثقة العالم بالكرد ومشروعهم التحرري، لأسباب لها علاقة بفشل كردستان في الدخول إلى العالم من بوابة الديمقراطية والثالوث القيمي “حرية، عدالة، مساواة”، وشرعة حقوق الإنسان.
الثاني،انحراف القضية الكردية من مسارها، كقضية شعب مظلوم، وسقوطها المريع في فخ الإستبداد الحزبي والعشائري والعائلي واحتكار السلطة والإستئثار بالثروة.
في كردستان، لا خلاف على كردستان، وإنما الخلاف، بل الخلاف كله هو على من سيحكمها أو يديرها ك”مزرعة” أو حديقة خلفية للحزب أو العشيرة أو العائلة.
الثالث، سقوط الكرد في فخ صراع ديني/ طائفي إقليمي (سني بقيادة تركيا والسعودية وشيعي بقيادة إيران) لا ناقة ولاجمل لهم فيه.
الكرد على جانبي الحدود (في الإدارتين: إدارة كردستان العراق، وإدارة “شمال وشرق سوريا”) موزعون بين طرفي الصراع الإقليمي، القديم الجديد، الذي يعود تاريخه إلى ما قبل 14 قرناً من الدم: أكراد مع تركيا ضد أكراد مع الشيعة، وأكراد مع إيران ضد أكراد مع السنة. والمحصلة تبقى واحدة: خسارة الكرد للكرد، وخسارة كردستان لكردستان.
الكرد أمة بلا ذاكرة

2 Comments on “كردستان العراق من مشروع دولة إلى “دويلة مارقة” – نيازي”

  1. الكاتب الامريكى الشهير جوناثان راندل فى كتابه امة فى شقاق اشار الى هذا الداء اللعين والمرض الخبيث والعلة الذى يعانى منه الكورد من زمان والى اليوم وهو السبب فيما لحق بهم من كوارث واخفاقات ونكسات عبر تأريخهم الدامى والمجيد وحرمهم من نعمة الحرية والاستقلال

  2. يجب على الكورد ان ينطفضو ضد مسعود و وجلان و طلاباني و هاكذا سوف ينقظون كردستان

Comments are closed.