ذكرى استفتاء ٢٥-٩- ٢٠١٧ والنتائج المأسوية- جان آريان-ألمانيا

استفتاء مهيئ الظروف لبناء دولة كوردستان هو غاية كل كوردي وكوردية بالتأكيد حتى بالفطرة، ونقصد بالظروف المهيئة هي لدى توفر الدعم الدولي/الغربي خاصة وكذلك التآلف الكوردي داخليا.
الدعم الإقليمي يكاد شبه مستحيلا في المدى القريب والمتوسط، لأن السلطات الغاصبة الإقليمية لا زالت بعيدة عن الدمقرطة والموضوعية لتعترف بحق تقرير المصير للشعب الكوردي، لذلك ليس بالضرورة الانتظار الطويل الطويل لتلك الدمقرطة، في حال توفر الدعم الغربي.
ماجرى في ٢٥-٩-٢٠١٧ من استفتاء في باشور كوردستان كان هناك توافق كوردي شبه عام مع تحفظ البعض من التفاؤل بمردوده وذلك على قاعدة عدم توفر الدعم الغربي الواضح لإجرائه، وهنا بيت القصيد والحاسم.
في بدايات طرح اعلان الاستفتاء اندفع الكورد سعداءا جدا له على قاعدة أن القيادة الكوردية الجنوبية حصلت على ذلك الدعم الغربي، لأن اي انسان بسيط كان يرى ضرورته لهكذا مشروع. لكن مع مرور الايام بدا واضحا تصاعديا التنبيه وحتى التحذير  الغربي لإجراء ذلك الاستفتاء، على أساس أن ظروف تلك المرحلة غير مهيئة لدعمه. فبدأ الكثير من النخب والساسة الكورد يسأل ويطالب القيادة الكوردستانية بتوضيح المسألة وبمدى أهمية إجراء الاستفتاء ونتائجه على ضوء معارضة الغرب لاجرائه، لكن تلك القيادة عاندت واصرت على اجرائه رغم تلك المعارضة وبغض النظر عن نتائجه بمعنى المهم لها هو الإجراء!
هنا، وخلال مدة تحضيرات اجرائه بدأت إسرائيل اولا بجني بعض الثمار الناضجة لها، حيث وصل وقتها وفد عراقي -سعودي سرا إلى اسرائيل لعقد بعض الصفقات فيما بينهم، حول القدس كعاصمة ولئلا يثار ذلك عربيا، تمديد مستقبلي لخطوط نفط وغاز عبر الاردن إلى سواحل اسرائيل، التطبيع العربي المتدرج مع اسرائيل …وغيرها.
وفي هذا السياق ايضا، وعلى اساس معارضة الغرب لذلك الاستفتاء، بدأت الانظمة الغاصبة بتفائل وحماس تتشاور وتضع الخطط الخبيثة للنيل من اقليم كوردستان عقب إجراء الاستفتاء، ضامنين عدم وقوف الغرب ضد الهجوم على الاقليم، هكذا وليحرضوا ويشجعوا كتائب الحشد الشعبي العراقي بالهجوم في ١٦-١٠-٢٠١٧ على القوات  الكوردية في كركوك، شنكال، خانقين وكادت أن تزحف على هولير ايضا لولا الانزار الغربي/ اذكر وقتها صرح نائب المستشارة الألمانية ووزير الخارجية السيد فالتر شتاين ماير وقال: لا يمكننا ترك الكورد لحالهم، انتهى الاقتباس/.
فكانت النتائج هي تخلي قادة الكورد عن مساحة كبيرة وخصبة غنية من شنكال مرورا بكركوك إلى خانقين، هكذا والبدء تحت الضغط الحكومي العراقي تقليص صلاحيات الاقليم تباعا من اشراف مسؤولين حكوميين على العديد من المطارات الجوية والممرات البرية ووضع اليد على شؤون النفط حاليا وغير ذلك من الأمور الحساسة الاخرى التي لا تكشفها القيادة الكوردية تجنبا لفضاحة اكثر اما الجماهير الكوردستانية، فضلا عن إحداث صدمة معنوية هائلة للكورد!
في هذا المجال، يفترض بالقيادة الكوردستانية إن تعلم جيدا، بأن إمكانيات الكورد وفق مصيبتهم التاريخية هي تظل محدودة رغم الكفاح والتضحية ما لم يتوفر الدعم الغربي القوي، ونحن نعلم بأنه هو نفسه الذي يحمي بعض مناطق أقليم كوردستان منذ ١٩٩١، وإلا لكان هناك المزيد من الإبادة والتشريد والتعريب.
وكذلك الأمر الثاني والمهم جدا، هو تطبيق العدالة الاجتماعية في التوزيع والمشاركة الجماهيرية في إدارة شؤون الاقليم بغية استمرار الاندفاع الكوردي في التضحية والكفاح التحرري، وليس الفساد والنهب والتسلط العائلي الذي يخلق الاستياء واليأس لديهم ويخفف حالة الاندفاع والتضحية، ومازلنا في بدايات مرحلة التحرر القومي.
يمكن للقراء الكرام الاطلاع على التالي:
نص رسالة وزير الخارجية الأمريكي لرئيس إقليم كوردستان
آخر مسودة مكتوبة – وصلت في يوم 23 أيلول
السيد الرئيس البارزاني..
أكتب هذه الرسالة باسم الولايات المتحدة الأمريكية للتعبير عن تقديري اللامحدود لكم ولشعب كوردستان العراق، لقد أسسنا علاقات تاريخية خلال العقود الماضية.
نحن نريد توطيد هذه العلاقات خلال العقود المقبلة وملتزمون بذلك. خلال الأعوام الثلاثة الماضية على وجه الخصوص فإن عملنا المشترك وقراراتكم الشجاعة للتعاون الكامل مع القوات الأمنية العراقية، غيّر مسار الحرب ضد داعش.
نحن نقدر تضحيات البيشمركة في حربنا المشتركة ضد الإرهاب، ولن ننسى تلك التضحيات أبداً.
في هذا الوقت، نحن أمام مسألة الاستفتاء على مستقبل إقليم كوردستان، المقرر إجراؤها في 25 أيلول، لقد عبرنا عن مخاوفنا والتي تتضمن عدة أمور، ومنها الحرب المستمرة ضد داعش، بما فيها معركة الحويجة المرتقبة، وعدم استقرار الظروف الإقليمية، والحاجة للتأكيد على إرساء الاستقرار في المناطق المحررة للاطمئنان بأن داعش لن يستطيع العودة إليها أبداً، وعلى هذا الأساس نحن ندعوكم باحترام لقبول البديل الذي نرى أنه يساعدكم بشكل أفضل لتحقيق أهدافكم وحماية الاستقرار والأمن في مرحلة الحرب ضد داعش.
هذا المقترح البديل يؤسس إطاراً جديداً وسريعاً للتفاوض مع الحكومة المركزية العراقية برئاسة حيدر العبادي، وهذا الإطار السريع للحوار يحمل معه أجندة مفتوحة ويجب أن لا تمتد لأكثر من عام لكن يجوز تجديدها، والهدف الرئيس لهذا المقترح هو تسوية جميع الملفات العالقة بين بغداد وأربيل وسيحدد طبيعة العلاقات المستقبلية بين الجانبين. ونحن سنحاول معالجة احتياجاتكم المالية والأمنية الراهنة.
السيد الرئيس، في الحقيقة، نحن نتفهم مخاوفكم خلال الأعوام العشرة الماضية، كما نستوعب الخطأ التاريخي الذي تعرض له الكورد في العراق عام 1921، ونحن نقبل بالحاجة لإيجاد طريق إلى الأمام على أساس الموافقة الظاهرة، بحيث يمكن تلبية احتياجات ومطالب كافة الأجناس والأديان والمكونات الإثنية على هذه الأرض التاريخية، ومن أجل كل هذه الأسباب، فإن السياسة الأمريكية خلال إدارة الرئيس ترمب تتضمن القيام بكل ما بوسعنا لمساعدتكم والحكومة المركزية لحل كل هذه القضايا المهمة وتطمينكم بأن قوتنا وثقلنا يقفان وراء هذا الإطار الجديد للتحاور.
أكثر من ذلك، نحن مستعدون لتقديم التسهيلات لكي يقوم مجلس الأمن الدولي بتقديم المزيد من الدعم للعملية، كما إننا مستعدون لتقديم التسهيلات الكاملة من قبل منظمة الأمم المتحدة وشركائنا الأساسيين مثل بريطانيا وفرنسا، هذه فرصة نادرة بأننا ندعوكم باحترام لقبول البديل عن الاستفتاء المقرر، ونعتقد أن هذا الاستفتاء سيكون له نتائج خطيرة بل أن النتائج قد ترجعكم إلى الوراء.
بالأخذ بنظر الاعتبار تاريخ الشعب الكوردي، نتفهم بأنكم تنظرون إلى الحوار المقترح على أنه فرصة أخرى، كما إننا نعتقد أن هذه الفرصة تستحق الموافقة، خاصة بعد الانتصارات التاريخية ضد داعش، والشراكة منقطعة النظير بين القوات الأمنية العراقية والبيشمركة الكوردية بالدعم القوي من التحالف الدولي، بالتأكيد إذا لم تتوصل المفاوضات في نهاية المطاف إلى نتيجة مقبولة أو فشلت بسبب عدم وجود حسن نية من جانب بغداد، فإننا سنقر بضرورة إجراء الاستفتاء.
ونظير التزامنا بدعم هذا الإطار الجدي للحوار – كبديل لإجراء الاستفتاء المقرر- فإننا نطلب التزامكم بالنقاط التالية:
أولاً- التفاوض مع بغداد في الأساس يبقى من أجل التوصل إلى تفاهم وإيجاد اتفاق مشترك على العلاقات المستقبلية بين إقليم كوردستان والحكومة العراقية، سواء أكان ذلك يعني فيدرالية حقيقية معمول بها أو نوعاً من الكونفيدرالية أو الاستقلال، ويجب أن تكون هذه الاتفاقية عن طريق المباحثات السلمية.
ثانياً- يبقى إقليم كوردستان والبيشمركة الكوردية شركاءً رئيسيين ضمن التحالف الدولي لدحر داعش، وسيستمر الدعم المناسب للتحالف، في الوقت الذي يتواصل فيه العمل المشترك التاريخي مع القوات الأمنية العراقية، وسيكون للولايات المتحدة خطة لتسريع جهودنا الداعمة “لآلية الأمن المشترك”، وعلينا العمل معاً للوثوق باستقرار هذه المناطق الحساسة، خاصة تلك التي بقيت غير آمنة بعد داعش، مثل سنجار.
ثالثاً: تقرير حدود إقليم كوردستان عن طريق الحوار مع بغداد، وفقاً للآلية الواردة في المادة 140، والولايات المتحدة تقوم مع الأمم المتحدة وبالتعاون مع الحكومة العراقية بدعم عملية سريعة لتسوية هذه المسائل، وذلك في إطار الوقت المذكور آنفاً.
رابعاً: نتوقع أنك ستواصل الجهود للتعاون مع الحكومة العراقية الحالية برئاسة حيدر العبادي، ومن قبيل ذلك المشاركة في الانتخابات الوطنية عام 2018 وأداء دور إيجابي في بغداد فيما يتعلق بتشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات، وحكمك ورئاستك في مرحلة ما بعد داعش سيكونان ذوا أهمية بالغة للمنطقة بالكامل.
وبالتزامن مع هذا الإطار للتحاور، سنقوم نحن بتقديم الدعم والتسهيلات لحل هذه القضايا خلال فترة عام:
– تنفيذ الاتفاقيات الخاصة بالسلطة والإيرادات بالشكل المعني.
– تنفيذ المادة 140.
– معالجة المسائل الأخرى مثل البيشمركة والطيران الجوي المدني والممثليات الدبلوماسية والملفات الأخرى.
نؤمن بأن هذه الرسالة وقرارك الشجاع بقبول هذا المقترح سيصبح فرصة تاريخية بين أمريكا وإقليم كوردستان والحكومة العراقية، وهذا في مرحلة ما بعد تضحياتنا المشتركة وانتصاراتنا ضد داعش، باسم أمريكا، والرئيس دونالد ترمب، وجميع طاقم الأمن القومي فإنه لمن الفخر أننا نعمل معك.
المصدر: وكالة بلومبيرغ الأمريكية

One Comment on “ذكرى استفتاء ٢٥-٩- ٢٠١٧ والنتائج المأسوية- جان آريان-ألمانيا”

  1. اليس بأقل طلاباني من باع كركوك و غير كركوك و أليس اليس الغرب و امريكا و عدو السيد مسعود بارزاني أن هم سوف يدعمون هذا استفتاء و أليس كل احزاب كانو متفقين على اجرا استفتاء و أليس استفتاء حق مشروع لشعب الكوردي و غير كوردي و أليس بعد الدولة وروبيا و امريكا خانو الكورد في هذا الاستفتاء و لماذا انت لا تقول الحقيقة و تلوم البرزاني . و اين هذا الرسالة الذي نشرته و هل هذا حقيقة أما كذب

Comments are closed.