عندما ينزاح سكان الاصليين: أرمن كاراباخ!- جان آريان-ألمانيا 

رغم أن مصيبتنا التاريخية هي الفريدة كارثية في المنطقة وذلك منذ الأسلمة، معركة ملاذكورد، موقعة جالديران، ومرورا بمعاهدة لوزان المشؤومة، لكن هناك شعب جار آخر /الأرمني/،  ورغم عدم أسلمته، تكاد مصيبته التاريخية تشبه وتطابق كارثية لمصيبتنا وذلك على الاقل ايضا منذ معركة ملاذكورد، موقعة جالديران ومرورا بمعاهدة لوزان المشؤومة على انقاض معاهدة سيفر المقرة آنذاك ببناء كيان كوردستان المتدرج وكذلك بكيان ارمني اوسع، حتى ولو بذكائهم تفاهموا وتعاونوا منذ القدم مع روسيا بحيث تمكنوا بذلك على الاقل من بناء جزء من كيانهم/ دولة أرمينيا المحدودة الحالية/ وذلك بعد أن تعرضوا في أعوام ١٩١٥-١٩١٦ إلى الابادة والتشريد الجماعي المليوني من قبل الحكومة العثمانية التركية السابقة.
كحقائق سكانية وجغرافية تاريخية تعتبر الشعوب الفارسية، الكوردية، البلوشية، الارمنية، الجورجية، الآشورية، السريانية، اليهودية واليونانية هي من السكان الأصليين في ايران الحالية، آسيا الصغرى/تركيا الحالية/، منطقة غرب بحر قزوين، بلاد الشام وفي بلاد الرافدين، بينما قدم بعض القبائل العربية تدريجيا  إلى تلك المناطق والاقاليم منذ الفتوحات الإسلامية وصبغت اللغة بالعربية لبعض هذه الشعوب كلغة القرآن وكذلك أتت قبائل تركية منذ القرن الحادي عشر الميلادي إليها هربا من الغزوات والاغارات المغولية والتترية على مناطقهم الأصلية في اواسط آسيا.
في هذا السياق  وبعد الهجوم الازربيجاني الاخير الغاشم على منطقة كاراباغ ذات الغالبية الارمنية العظمى بدأ النزوح  الجماعي لسكانها الأصليين وليحل محلهم لاحقا الآرريين الناطقين بالتركية الممزوجة بالفارسية والكوردية كونهم تتركوا لغة بعض الشيء خلال المراحل الماضية كما يؤكد ذلك العديد من العلماء والمؤرخين الإيرانيين.
  إزاء هذا الوضع الارمني المأساوي الحديث والشبيه جدا بكارثة الهجرة الجماعية الكوردية سنة ١٩٩١ هناك إمكانية كبيرة لتدويل هذه المسألة عبر الدعم الغربي وذلك بعد أن تقاعست وخابت روسيا الحامية التقليدية للارمن للأسف الشديد.
وهنا لا بد لساسة ونخب الأرمن بأن ينتهزوا هذه المآساة للتواصل والتفاهم الكبيرين مع هذا الغرب القوي بغية الحصول على قرار اممي معين لإيجاد مخرج ربما يكون أكثر فائدة جغرافيا وسياسيا للشعب الارمني رغم هول المأساة.