اما دمائنا او دماء جيرتنا – حاتم خاني

 

للاسف جميع الدول الاقليمية ساهمت بطريقة او باخرى في اسالة الدم الكوردي على اراضيه وعلى مر السنون والاعوام منذ ان اصبحت هذه الدول الاقليمية دول على الخريطة الحالية , لذا فان اي سيلان لدماء الشعوب المجاورة او جوار المجاورة سيكون لصالح انخفاض سيلان الدم الكوردي , ونقول ذلك ونحن نتأسف على استباحة اعراض النساء وخطف الاطفال وقتل المدنيين وقصف الدور الامنة وهدم المنازل على رؤوس اصحابها , وكل ذلك يكون ضحاياها هم الابرياء المدنيين .
ولكن اذا لم تسال الدماء للاقوام المجاورة فسيسيل الدم الكوردي بدلا عنه كما كان يحدث على يد تركيا وعلى مر الايام التي سبقت هجوم حركة حماس .
اي معادلة وضعتها الاقدار امام هذا الشعب ؟ اما ان تقتل انت او يقتل بعض الابرياء من جيرانكم . وعليكم الاختيار , وكان هذا الاختيار مطروحا عند سقوط صدام حسين حيث اصبح العراق ارضا بدون راع ودون حاكم يدافع عنها وكان بامكان الكورد السيطرة على كل ارض يريدونها داخل العراق,  وكان لابد في هذه الحالة ان تسيل فيها بعض الدماء , لكن الكورد تركوا العراق يستعيد عافيته , غباء كان ذلك ام تضحية وحسن نية لبقية الاخوة العراقيين . فهذا ما حصل واسالوا دمائهم مرة اخرى عند دخول الجيش العراقي كركوك وبقية المناطق المستقطعة في عام 2017.
الان تسيل دماء الاخوة في فلسطين كنتيجة حتمية لقتل الكثير من الاسرائيليين , والحرب بينهما انعشت الامال لدى الكورد مرة اخرى بتوقف سيلان دمائهم , وهذا ما حصل فعلا فها هي تركيا التي تقصفنا بصورة يومية وتدمر كل شيء مسجل باسم كوردي , ترتعد خوفا من استمرار هذه الحرب لانها تعلم ان اي تغيير في المنطقة سيطالها هي ايضا شاءت ام ابت , ولذلك تتوسل المستحيل لكي تتوسط بين الطرفين المتحاربين للتوقف عن القتال حتى تعود هي لقصف الكورد وهدم بيوتهم .
الاسرائيليون ينوون غزو الضفة الغربية والقضاء نهائيا على حركة حماس الحاكمة هناك , ولكن الامر ليس سهلا وليس هينا , لان ذلك يعني القضاء تماما على الوجود الايراني هناك , فهل ستقف ايران مغلولة ايديها عن صد اسرائيل ,
في الشمال ايضا  ايران تملك ذراعا قوية هناك وهو حزب الله   قد يتحرك هذا الحزب على الرغم من التحذيرات الاميركية , واذا لم تفعل ايران ذلك فسوف تستمر القوة الاسرائيلية حتى تقتلع كل اظافر ايران في المنطقة كلها ومن ضمنها سوريا , وسوريا تدرك ذلك , لذلك طار اليها وزير الامارات لكي يطمإنها ويحذرها بعدم التورط في الدخول الى الحرب الدائرة , اما بقية الدول العربية فلا يمكن ان تسمح لايران ان تصبح المنقذ للشعب الفلسطيني امام الشعوب العربية وبالتالي تتهمها شعوبها بالخذلان امام اسرائيل فيندلع ربيع عربي جديد او تدخل احدى هذه الدول الحرب ضد اسرائيل وخاصة ان كل الظروف الدولية مناسبة جدا لمحاربة الدولة اليهودية بدءا من تأييد اسرائيل لاوكرانيا ضد روسيا وتأييد زيلينسكي لاسرائيل , ثم العلاقة القوية بين روسيا وايران المعاديتان لاوكرانيا , ووجود الجنود الروس على الاراضي السورية بالقرب من اسرائيل , ومحاولة روسيا خلق قطب آخر يوقف التأييد المطلق لاميركا مع اسرائيل حيث تجد الدول العربية المعادية لاسرائيل فرصة كبيرة لنيل مساعدة روسيا والانتقام من القوة الاسرائيلية التي تتفوق يوما بعد اخر على كل دول المنطقة .
وتركيا لا يمكن ان تسمح لايران ان تصبح بطلا اقليميا حيث سيسبب ذلك تراجعا لدورها الذي تلعبه في المنطقة , وليس من مصلحتها ان تتسع دائرة الحرب المستعرة حاليا , حيث ستجرها اولا : الى التورط اما الى جانب الفلسطينين وهذا ما ينادي به اردوغان ليلا ونهارا وفي هذه الحالة تكون الفرصة امام الكورد مؤاتية لنيل الدعم من الطرف المضاد وهو الطرف الاسرائيلي ومعه الامريكان والاوربيين التواقين للانتقام من العنجهية التركية التي تذلهم بصورة دائمة كلما اتاحت لها الفرصة  , وثانيا : او الوقوف مع اسرائيل وبالتالي خسارة كل الاسواق العربية وهو يعني انهيار في اقتصادها الذي يعتمد على هذه الدول بالدرجة الاساس ولا سيما الدول العربية الغنية , اما  ثالثا فهي لا يمكن ان تتوقف على الحياد لان بيادق الشطرنج تتقدم وكل فائز من هذه الحرب هو خسارة لتركيا وتراجع لدورها الى الوراء وبروز قوى اقليمية جديدة ستكون في كل الاحوال على حساب الدور التركي , وهذا يعني تغيير موازين القوى الاقليمية , واي تغيير لهذه الموازين لابد ان يكون لصالح ابراز قوة كوردية في المنطقة تستفيد منها تلك القوى الجديدة , فاندلاع حرب اقليمية  وتوسعها لابد ان يكون للكورد نصيب من تركتها سواء على اشلاء ايران التي تنوي اسرائيل تقسيمها بين الاقوام الايرانية المتعددة او على حساب الدولة التركية ( الاسلامية ) التي اذا خرجت من هذه الحرب بدون خسائر فهذا يعني تهديدا قويا لاسرائيل , والدولة العبرية تدرك ذلك وهي على يقين ان تركيا التي تحاول قيادة العالم الاسلامي لابد ان يكون باكورة اعمالها معاداة السامية . اما الدول العربية التي يتواجد فيها الكورد فهم قد وضعوا فيها قدما لايمكن ازاحته بسهولة الا اذا قام الكورد انفسهم بهذا العمل , وهو وارد كما رأينا على مر التاريخ .

حاتم خاني

10 / 10 / 2023

2 Comments on “اما دمائنا او دماء جيرتنا – حاتم خاني”

  1. كاك حاتم خاني المحترم
    تحية.
    للاطلاع: ” لذا فان اي سيلان لدماء الشعوب المجاورة او جوار المجاورة سيكون لصالح انخفاض سيلان الدم الكوردي “. لذا فان اي سيلان لدماء الشعوب المجاورة او جوار المجاورة سوف لن يكون لصالح انخفاض سيلان الدم الكوردي. ولربما نكون مرشحين لسيلان قادم لا سمح الله.
    نحن أنصار السلام نتأسف لسيلان دماء جميع الشعوب بدون استثناء أو قيد أو شرط.
    محمد توفيق علي

  2. القادة كورد لا ياخذون عبرة و لا هم ولا احزابهم و دكاكين و لا يفهمون شي ولا يوجد روح القومية و الوطنية في قلوبهم ولا يقومون بتوعي شعبهم على روح القومية و الوطني و الحبهم لارضهم ووطنهم . و اذا هم يظلون القادة على شعبهم ولا يتغيروا و هنا كردستان لم ولن يتحرر و الدم كوردي سيظل حلال و نساهم و بناتهم و أطفال لهم سيغطصون على أيدي المحليين العرب و ترك و فرس و السبب القادة الكورد و احزابهم. و الشعب كوردي بحاجه قادة ثوبين و وطنين

Comments are closed.