مَن المسؤول عن سفك دماء الفلسطيين والإسرائيليين والكورد والأتراك؟ – بيار روباري

 

الكثيرين من الناس من حول العالم يطرحون هذا التساؤل وعن حق، والسبب في ذلك هو كم الأكاذيب وعمليات التدليس التي يمارسها الأطراف المحتلة وداعميهم ويجيرون الإعلام لتسويق تلك الأكاذيب بهدف تشويه الحقائق، وجعل الحق باطلآ ومن الباطل حقآ.

والسؤال الأخر الذي يطرحه ملايين الناس من حول العالم هو: كيف وصلنا إلى هذه الحالة المأساوية، وإلى متى ستستمر هذه الحالة الدموية بين الكورد والأتراك، والفلسطيينن والإسرائليين وما هو السبيل للخروج منها؟

هناك قواسم مشتركة عدة بين القضية الكوردية والفلسطينية وأخرى مختلفة عنها: 

1- القضية الكوردية أقدم وأكبر بكثير من القضية الفلسطينية، وقضية لها تاريخ طويل وليست حديثة كالقضية الفلسطينية، لأن الفلسطينيين واليهود، ليسوا من أهل المنطقة نهائيآ. الفلسطينيين أصلهم من جنوب أوروبا، أما اليهود فأصلهم من اليمن وإيريتريا.

2- مشكلة الفلسطينيين مع دولة واحدة، بينما الكورد مشكلتهم مع أربعة دول على الأقل.

3- الكورد في معظمهم يعيشون في وطنهم كوردستان، بينما الفلسطينيين في معظهم يعيشون في الشتات.

4- القضية الفلسطينية معترف بها دوليآ ولها طابع سياسي، وصدر فيها قرارات دولية عدة، بينما القضية الكوردية مازالت ينظر لها كشأن داخلي لكل دولة، وفي أحسن الأحوال ينظر لها كقضية إنسانية!!

5- الفلسطيين لهم ممثل شرعي واحد وهي “منظمة التحرير الفلسطينية”، بينما الشعب الكوردي فله أكثر من (1000) الف ممثل!!!

6- القضية الفلسطينية، يقف معها الدول العربية والإسلامية ومعظم دول أفريقيا وجنوب أمريكا والصين وروسيا وأندونيسا ومليزيا وفيتنام. بينما القضية الكوردية، لا يقف معها ولا دولة واحدة، بل معظم الدول تقف ضدها وهذا فارق كبير.

7- كل العالم يطالب بدولة فلسطينية، بينما في الحالة الكوردية الجميع يعارض فكرة قيام دولة كوردية!!!

دعونا أولآ، نبدأ بالقضية الكودرية، ومن ثم نعرج على القضية الفلسطينية ثانيآ.

 

أولآ- القضية الكوردية:

في الحالة الكوردية، المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على المحتلين (الفرس، العرب، الأتراك)، وبالدرجة الثانية تقع المسؤولية على القوى الغربية وتحديدآ (فرنسا، بريطانيا) وبالدرجة الثالثة تقع المسؤولية على روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وبالدرجة الرابعة تقع المسؤولية على الكورد أنفسهم.

الفرس والعربان والأتراك، غزاة ومحتلين لكوردستان ولهذا يتحملون مسؤولية إراقة دماء الكورد ودماء الفرس والعرب والأتراك. وفرنسا وبريطانيا والروس يتحملون المسؤولية بحكم ماضيهم الإستعماري، وتقسيمهم لأرض كوردستان وفق نصوص إتفاقية “سايكس- بيكو” الإجرامية، وحرمان الشعب الكوردي من نيل حريته وإستقلاله نتيجة إتفاقية “لوزان” عام (1923)، التي بموجبها حرم الكورد من نيل حريتهم وإستقلالهم، إسوة ببقية الشعوب المنضوية تحت لواء الدولة العثمانية.

وأمريكا، وقفت على الدوام ضد قيام دولة كوردية وحتى اليوم تقف موقف معادي لذلك والدليل رفضها لنتيجة الإستفتاء الحر والديمقراطي الذي أجراه برلمان جنوب كوردستان في العام (2017) والذي صوت فيه أبناء الشعب الكوردي بجنوب كوردستان بنسبة (92%) لصالح الإنفصال عن العراق وقيام دولة كوردية مستقلة، وثانيآ رفض أمريكا، الإعتراف بالإدارة الذاتية لغرب كوردستان لحد اليوم، رغم التعاون الثيق بيها وبين قوات سوريا الديمقراطية!! ووقوفها الدائم بجانب الدولة التركية ضد نضال الشعب الكوردي في شمال كوردستان، وهي ليستت وحدها بل معها جميع الدول الغربية وإسرائيل أيضآ وهم أنفسهم الذين  خطفوا السيد اوجلان وسلموه لتركيا.

وصمتوا عن جرائم: الدولة العراقية، الإيرانية، السورية والدولة التركية بحق الشعب الكوردي على مدى (100) مئة عام ولا يزالون يصمتون صمت القبور حتى أثناء  قصف حلبجة بالأسلحة الكيماوية، لا بل دعموا ولا زالوا يدعمون هذه الدول على حساب الشعب الكوردي. وإسرائيل نفسها منذ نشأتها دعمت ايران الشاه، وتدعم الدولة التركية ضد الشعب الكوردي، وتجسست على قادة الحركة الكوردية وقدمت المعلومات عنهم لكلا الدولتين على مدى (75) عام.

فأين موقع كل هذه النخاسة والقذارة من التحضر والقيم الإنسانية وحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها؟؟ هذه القيم التي يتحدث عنها قادة الغرب الكذابين والمنافقين والعرصات، الذين لا هدف لهم سوى إستغلال الدول والشعوب الضعيفة، وتاريخهم دولهم القديم منه والحديث ينضح بذلك، فإن تاريخهم أسود ومليئ بالمجازر والمذابح، تمامآ كتاريخ الغزاة الفرس والعربان والتتار (العثمانيين، الأتراك).

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ونشوء حلف الناتو وإنضمام تركيا إليه، أمريكا وكافة أعضاء الحلف صمتوا ويصمتون على جرائم الدولة التركية بحق الشعب الكوردي، مثلما صمتوا على جرائم المقبور شاه حليفهم المدلل وقضوا على جمهورية كوردستان الديمقراطية التي أسسها الراحل قاضي محمد. لماذا لم تضغط الدول الغربية وعلى رأسها (أمريكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا) على حليفتهم تركيا لحل القضية الكوردية حلآ سلميآ على طريقة حل قضية إيرلندا الشمالية؟ وعلى الدوام حملوا الشعب الكوردي مسؤولية حدوث أي أعمالل عنف في شمال كوردستان!!!

حزب العمال الكوردستاني، تأسس قبل حوالي (45) عامآ، بينما القضية الكوردية في شمال كوردستان  يعود تاريخها، إلى (500) خمسمئة عام خلت، فكفوا عن الأكاذيب والدجل والنفاق يا قادة الغرب، والذي يمارس الإرهاب ويرتكب الجرائم والمذابح وهجر الملايين من البشر، هم المجرمون الأتراك وأبائهم العثمانيين، وقبلهم أجدادهم التتار ومن يدعمهم أمثالكم، وليس حزب العمال الكوردستاني.

لو كنتم فعلآ متحضرين كما تدعون لوقفتم بوجه تركيا ومنعتموها من إحتلال أكثر من نصف مساحة غرب كوردستان، وتهجير حوالي (3000.000) ثلاثة ملايين من أبناء الشعب الكوردي، هذا عدا عن قتل الألاف منهم، وإغتصاب المئات من النساء الكورديات وسرقة أثار الكورد، ولمنعتم الطيران التركي من قصف اليومي للقرى والمدن الكوردية في كل من غرب كوردستان وجنوبها وشمالها أيها الدجالين.

لماذا، لا تضغطون للإفراج عن السيد اوجلان وبقية السجناء السياسيين الكورد المسجونيين في السجون التركية، وتنبحون كالكلاب المسعورة عندما يقوم الطرف الكوردي بالدفاع عن نفسه ويقاتل لتحرير بلده ونيل حريته، وعلى الفور تخرجون على الإعلام وتنددون بمقاومة الشعب الكوردي؟؟ لماذا عندما إحتلت تركيا “منطقة أفرين وغريه سبي وسريه كانية”، لم نسمع منكم إدانة واحدة ولم تصفون الإحتلال التركي بالإرهاب وتدينونه، وتتقاطروا إلى غرب كوردستان كما تقاطرتم إلى إسرائيل هذه الأيام، لتضامنوا مع الشعب الكوردي، وتقدموا له الدعم العسكري والمالي والإستخباراتي لإدارته الذاتية، ليتمكن من الوقوف في وجه تركيا المحتلة؟؟

بينما تقاطرتم كالصعاليك إلى إسرائيل وقدمت لهم لها كل ما تحتاجها، مع العلم هي دولة ومحتلة في نفس الوقت، بعكس الجانب الكوردي في غرب كوردستان، هو المعتدى عليه، ولم تتحول الإدارة الذاتية بعد إلى فيدرالية بسبب رفضكم لهذا المشروع المحق  والشرعي، ولا تملك إمكانيات دولة إسرائيل المددجة بأحدث الأسلحة بما في ذلك الأسلحة النووية؟؟

ولماذا لم تضغوا على الدولة التركية للجلوس والتفاوض بجدية مع الطرف الكوردي، بقيادة حزب (ه د ب)، إن كانت تركيا لا ترغب في التفاوض مع ققيادة حزب العمال التي تتمثل في شخص اوجلان، وقادة قنديل وهم معروفين للجميع، أو مع الكتلة الكوردية البرلمانية الممثلة في البرلمان التركي الحالي. مع العلم إن تركيا تفاوضت قبل ذلك مع حزب العمال بموافقة من اوجلان واردوغان. ولكي يكون التفاوض له معنى وصفة قانونية، يجب الإعتراف الدستوري بالشعب الكوردي وإقليم شمال كوردستان أولآ.

في نهاية هذه الفقرة، لا شك إن جزءً من المسؤولية تقع على عاتق القيادات الكوردية، حتى قبل تقسيم كوردستان إلى جزئين، الجزء العثماني والجزء الصفوي أثر إتفاقية قصر شيرين في العام (1639م)، التي وقعت بين الدولتين، وبعد تقسيم الجزء العثماني إلى ثلاثة أجزاء في العام (1923)، وتصبح وطن الكورد كوردستان مقسمة إلى أربعة أجزاء. حيث القادة بسبب الفردية المقيتة وتفضيل المصالح العائلية والقبلية والعشائرية والمناطقية، فشلوا في إقامة كيان كوردي موحد منذ إنهزام الدولة الساسانية الكوردية أمام الغزاة العرب المتوحشين، يضم كل الشعب الكوردي بين جنباته.

مثال حي وحديث على خساسة ونذالة وكذب قادة الكورد هو تقسيم إقليم جنوب كوردستان إلى مشيختين: الأولى من حصة العصابة البرزانية، والأخرى من حصة المافية الطالبانية، وتقاتلهم على المال والنفوذ والأرض، والجميع يتذكر كيف إستعان الوغد مسعود البرزاني بقوات صدام، واالقذر جلال الطالباني بالقوات الفارسية. إذآ هم مسؤولين مسؤولية مباشرة عن فشل الإقليم، وضياع كركوك وشيخان ومندلي وشنكال، وتكالب حكام الشيعة الوسخين على الكورد وقطع الرواتب عنهم.

كيف للكورد الخروج من هذه المأساة ونيل حقوقهم وحريتهم:

على الشعب الكوردي القيام بعدة خطوات مهمة منها:

1- إنتاج قيادات وطنية نظيفة، لا تسعى لبناء مشيخات عائلية ودكاكين خاصة بها، وتؤمن بالديمقراطية والتعددية وحرية الرأي والنقد والمحاسبة، وتجدد القيادات ولا تتمسك بالكراسي وغير مستبدة وشمولية. 2- تشكيل جسم سياسي في كل جزء يقوم بتمثيله، ومن هذه الأجسام يتم تشكيل جسم سياسي عام، يمثل كل الشعب الكوردي في الداخل والخارج، لنقل القضية الكوردية إلى المستوى الدولي وإخراجها من شرنقتها المحلية.

3- تبني مطلب الفيدرالية في الوقت الراهن، بسبب عدم نضوج الظروف الدولية لطرح مشروع إقامة دولة كوردية سواء في جزء واحد أو في كل كوردستان.

4- إنتاج نظام سياسي ديمقراطي متطور في “جنوب كوردستان وغرب كوردستان”، تكون الصحافة فيه حرة، والمرأة تتمتع بكامل حقوقها وواجباتها، سيادة القانون، المحاسبة، التناوب على الحكم بطريقة سلمية، محاربة الفساد، إقتصاد حر، الضمان الإجتماعي للضضعفاء، بنية تحتية حديثة، ضبط الأمن، تعليم حديث ومتطور غير مؤدلج، تطوير الصناعات، تنشيط السياحة، إحترام حقوق الإنسان، محاربة المخدرات والعصابات التي تتاجر بالبشر، حماية الطفولة والبيئة، … إلخ.

5- محاربة التطرف الديني والفكري والكراهية ونبذ الحقد وقبول الأخر المختلف.

6- حرية الإعتقاد المعتقدات للجميع، وفصل الدولة عن الدين.

7- إجراء إنتتخابات منتظمة ودورية داخل الأحزاب وضمن أطر المؤسسات كالبرلمان والحكومة وباقية مؤسات الدولة والنقابات.

8- منع الجيش من التدخل في الحياة السياسية، وحصر السلاح في يد الشرطة والجيش فقط.

9- منع الأحزاب السياسية من التواصل مع الدول الأجنبية، وحصر العلاقات الخارجية فقط في الجهات الرسمية.

10- تمتين العلاقات مع أمريكا والإتحاد الأوروبي وبريطانيا وروسيا الفيدرالية.

11- عدم التعرض للمدنيين الأتراك، العربان والفرس نهائيآ، نضالنا ضد حكومات تلك البلدان فقط.

12- الحد من تأثير الجماعات الدينية وخاصة الإسلامية، نظرآ لخطورتها على المجتمع الكوردي وغيره من المجتماعات الإنسانية.

13- توعية الإنسان الكوردي بحقوقه كإنسان، ومن ثم توعيته بحقوق إمته الكوردية وتاريخها.

14- التنشيط دبلوماسيآ على الصعيد العالمي، لتأمين الدعم للقضية الكوردية ونصرتها.

كل هذا الخطوات معآ تقربنا من حقوقنا وإستقلالنا، وتقلل المسافة بين الكورد وبقية المجتمعات الإنسانية حول العالم، وعلى رأسها المجتماعات الديمقراطية. أي يجن أن يكون الكورد أصحاب مشروع حضاري حتى ييقبلنا العالم ويتضامنوا معنا.

 

ثانيآ- القضية الفلسطينية:

القضية الفلسطينية قضية حديثة العهد، وكما هو معلوم بدأت في العام (1948)، أثر قرار التقسيم الذي أصدرته الأمم المتحدة. لن أدخل في التاريخ، ودعونا نعتمد ما إتفق عليه جميع الأطراف: الفلسطينيين، الإسرائيليين، العرب، الأوروبيين، أمريكا، الروس، الصينيين، ألا وهي حدود (4) الرابع من حزيران من العام (1967)، كحدود فاصلة بين الدولة الإسرائيلية والفلسطينية. والتي بموجبها إعتبرت إسرائيل دولة محتلة للضفة والقطاع والقدس الشرقية والجولان وسيناء.

إن الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، يعتبر إحتلال وفق القرارات الدولية، ولهذا رفضت جميع الدول نقل سفاراتها للقدس، وأدانت المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية بما فيها أمريكا نفسها وبريطانيا وجميع دول الإتحاد الأوروبي. وإتفاقيات اوسلو التي وقعت بين الطرفين قبل

(30) ثلاثين عامآ، نصت على خروج إسرائيل من الضفة والقدس الشرقية وإقامة الدولة الفلسطينية، ولكن إسرائيل لم تنفذ تلك الإتفاقية.

من هنا بدأت المشكلة تأخذ منحآ عننفيآ من جديد، وهذه المرة مع ظهور تنظيمات فلسطينية ذات خلفية دينية إسلامية راديكالية مثل حركة الجهاد وحركة حماس الإخوانية. والسبب تعنت القيادات الإسرائيلية ورفضهم تنفيذ ما إتفق عليه بين الطرفين والبت بقضية القدس واللاجئين، أو ما أطلق عليه قضايا الحل النهائي.

التصرفات الإسرائيلية المرفوضة لم تتوقف عند ذلك الحد، بل زاد الإستيطان في الضفة، وجرى إغلاق المؤسسات الفلسطينية في القدس، إهانة الفلسطينيين عند كل حاجز، منعهم من الحركة بحرية في الضفة، القدس، مدينة الخليل. الرد الفلسطيني كان إنتفاضة شاملة، والطرف الإسرائيلي عن عمد أضعف السلطة وسمح لحماس بالسيطرة علىى غزة، بهدف تقسيم الفلسطينيين ومنع قيام دولة  فلسطينية بحسب إتفاقية اوسلو، والنتتيجة كما تشاهدون هي الحالة الدموية التي وصلنا إليها اليوم.

كل ذلك حدث تحت أعين الأمريكان والأوروبيين وبتغطية منهم، والرؤوساء الأمريكيين لا يتجرأون

الوقوف في وجه اللوبي اليهودي إيباك نظرآ لنفوذه السياسي والمالي والإعلامي والديني بين المسيحيين المتصهينين. ولذا هم ضعفاء أمام حكومات إسرائيل، وحتى أعضاء الكونغرس يحسبون حساب “إيباك”. لأن غضبه على مرشح معين غير مؤيد لإسرائيل، يصعب من وصوله إلى مقعد في الكونغرس، وهؤلاء جميعآ يضعون مصالحهم الشخصية فوق كل الفلسطينيين والعرب هذه حقيقة وإن كانت مرة وهذا ينطبق على زعماء الدول الأوروبية جميعآ أيضآ.

الزعماء الغربيين يفعلون ذلك ليس حبآ وعشقآ في الشعب الإسرائيلي، بل من باب الإنتهازية والنفعية

لا أكثر. الكثيرين من هؤلاء يكرهون الإسرائيليين في أعماقهم، ولكنهم لا يتجرأون المجاهرة بأرائهم علنآ. وذلك خوفآ من العقاب الإنتخابي وحتى سجنهم بتهمة معاداة السامية، فهذه التهمة جاهزة وتلصق

بكل شخص ينتقد إسرائيل وعنصريتها. مثلما يتهم كل كوردي بالإرهاب في شمال كوردستان من قبل الدولة التركية، إذا إنتقد همجية الدولة التركية وعنصريتها وإرهابها ووحشيتها بحق الشعب الكوردي.

 

وما يحدث الأن وما حدث في الماضي وما سيحدث في المستقبل هو النتيجة، ولهذا الحل يبدأ بالعودة إلى جذر القضية، ألا وهو الإحتلال ورفض الإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني، أي إقامة دولة فلسطينية في الضفة والقدس الشرقية وقطاع غزة وحل قضية اللاجئين. ومفتاح الحل برأي بيد القادة الإسرائيليين كونهم الطرف الأقوى، ومعهم قادة إيباك والإدارة الأمريكية. وبدون حل القضية بطريقة سلمية لا يمكن إضعاف الحركات الدينية الرديكالية، والحد من دور ايران المخرب في المنطقة.

 

الخلاصة:

جميع الدول تستغل القضية الكوردية والفلسطينية، لتحقيق مأربها السياسية والإقتصادية والقيادات التركية والفارسية والإسرائيلية والسورية والعراقية، لا تريد أن ترى هذه الحقيقة وتسمعها، وذلك لأسباب عديدة منها:

  • العنجهية وغرور القوة.
  • الفكر العنصري المقيت.
  • ظن قيادات هذه الدول أنهم قادرين على سحق الشعب الكوردي والفلسطيني والقضاء عليهم وإلغائهم من الوجود. مثلما ألغوا وجودهم من الأدبيات السياسية، وقالوا لا وجود للشعب الكوردي والفلسطيني!!
  • الإعتراف بحقوق الشعب الكوردي والفلسطيني ومنحهم حقوقهم القومية المشروعة، بما في ذلك إقامة دولة كوردستان وفلسطين، تكشف كذبة وإعداء هؤلاء المحتلين: الأتراك، الفرس، العربان، الإسرائيليين.
  • قيام دولة كوردستان، يعني تقزيم (تركيا، ايران، العراق، سوريا) وتقليص دورهم في المنطقة وعزل تركيا عن العالم العربي وإيران عن تركيا.
  • قيام دولة فلسطين يعني تقزيم دولة إسرائيل وتهميش دورها في المنطقة.
  • الرغبة في إبتلاع كوردستان وفلسطين وتحويل شعبيها لعبيد يعملون لدى محتلي البلدين.

بدلآ من أن يقوم النظام التركي والفارسي والعراقي والسوري المحتلين لكوردستان إنتقاد إسرائيل، كان عليهم الإنسحاب من كوردستان والإعتراف بالشعب الكوردي ودولة كوردستان المستقلة والتعايش معها بسلام، وإعطاء مثال ونموذج يتحذى به، ومن ثم الحديث والتنظير في الأخلاقيات والإنسانيات هم والقادة الغربيين العواهر والخسيسين. وعلى قادة إسرائيل أن يخجلوا من أنفسهم عندما يتحدثون عن الديمقراطية والتحضر. الإنسان الديمقراطي والمتحضر لا يحتل أراضي غيره، ولا يستعبده، وينكر وجوده ويسلب بيته وأملاكه، بينكم أنتم وقادة الأتراك المتبجحين وقادة الفرس معكم، وبين الحضارة والديمقراطية ألاف السنين.

وختامآ، القادة العرب دون إستثناء أيآ منهم مجموعة من المسخين والإنتهازيين بما فيهم محمود عباس، ويشتركون مع القيادات الكوردية بنفس الخصائص والصفات الوديعة والمنحطة، وهم مجرد عبارة عن مجموعة من المستبدين والحرامية، ولا علاقة بشيئ إسمه الكرامة والأخلاق والقيم الإنسانية والوطنية.

 

20 – 10 – 2023