كان البارزانيُ كلُ الكورد , فليكن اليومَ كلُ الكورد بارزانياً … حسن شنكالي

 

في آذار من كل عام تتزين جبال وسهول كوردستان بجلباب أخضر إيذاناً بقدوم أعياد نوروز وذكرى الأنتصار على ظلم الطغاة والجبابرة , لكن الكورد إستفاقوا قبل اثنتين واربعين عاما في الأول من آذار عام 1979 على إنتكاسة هزت الضمائر وأدمعت المُقل وأحزنت القلوب بفاجعة أليمة ما بعدها فجيعة , لفقدان ورحيل الأب الروحي للامة الكوردية الملا مصطفى البارزاني , الذي كان رمزاً للنضال والكفاح , بعد أن نجح في تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني في 16 آب 1946, ومساهمته الفاعلة كونه جنرالاً عسكرياً في إعلان أول دولة كوردية في تاريخ الكورد في مهاباد بكوردستان أيران في عام 1945.
نعم , تمكن البارزاني الخالد من توحيد كلمة الكورد في قضيته العادلة من أجل حق تقرير المصير والنضال من أجل نيل حقوقه المسلوبة من قبل الحكومات العنصرية الشوفينية المتعاقبة على حكم العراق منذ عام 1921 مع تأسيس الدولة العراقية , وتعريف العالم أجمع بالشعب الكوردي , وحيثما يذكر البارزاني الخالد يذكر الكورد تيمناً بمواقفه ونضاله وتضحياته , بعد أن نذر نفسه وأهله وعشيرته وتفانى في خدمة الشعب الكوردي .
 فبعد سقوط الطاغية المقبور عام 2003 ودخول الكورد في العملية السياسية لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة , والمشاركة في العملية السياسية , بمحض إرادتهم و تركهم لجميع المكتسبات التي حصلوا عليها بعد تشكيل أول حكومة وبرلمان كوردي في التاريخ المعاصر عام 1991, بمسيرة نضالية شاقة وحافلة بالأحداث الدامية دامت لأكثر من مئة عام , توقفت فيها الحركة التحررية الكوردية في عدة محطات غيرت من مسارها , وأتخذت منها دروساً وعبر لتصحيح ما يمكن تصحيحه , وبروز عدة أحزاب كوردية مؤخراًعلى الساحة السياسية في كوردستان , وتعدد مصادر القرار أثرت بشكل أو بآخر على وحدتهم أمام القوى المعادية للقضية الكوردية , وخاصة بعد أحداث السادس عشر من اكتوبر 2017 وتشضي البيت الكوردي , وتعامل حكومة بغداد مع أقليم كوردستان كغالب ومغلوب وشعورها بنشوة النصر وفرض الحصار الأقتصادي , لتعرض الإقليم الى خيانة عظمى قادها أبو رغال الكوردي مع زمرة من الخونة والمارقين وتسليم مفاتيح كركوك والمناطق المتنازع عليها على طبق من ذهب , الى الذين خططوا تحت جنح الظلام وخلف أبواب مؤصدة ونسجوا خيوط المؤامرة من أجل كسر ومحو إرادة الشعب الكوردي , وإضعاف هيبة سلطة حكومة الاقليم أمام شعبه , وشق وحدة الصف الكوردي , من أجل غايات ومآرب لا تدرك أبعادها السياسية لإرتباطهم بأجندات خارجية همها الوحيد مصالحهم الشخصية التي فاقت المصلحة العامة .
نستبشر ونتأمل خيراً وعاقدين الآمال بحفيد البارزاني الخالد , السيد نيجيرفان البارزاني بتوحيده للشعب الكوردي , وهمته في لم شملهم بعد الأزمة التي إفتعلتها بغداد مع أقليم كوردستان بحجة فرض سلطة القانون , بقيادته الحكيمة وحنكته السياسية , من خلال الدبلوماسية الهادئة وقدرته العالية على إدارة التفاوض والحوار والخروج بنتائج أيجابية تصب في مصلحة الكورد وكوردستان , والعبور بالاقليم الى بر الأمان بعد عودة العلاقات الى سابق عهدها مع الدول الغربية , من خلال جولات سيادته الاخيرة في عدد من الدول , وكسب التأييد الدولي بأحقية القضية الكوردية في المحافل الدولية وحلحلة جميع المشاكل العالقة مع بغداد تحت سقف الدستور العراقي …