ماأکثر الطرق للقدس!- منى سالم الجبوري

 

التلاعب بالعقول وحرف الحقائق وبث النعرات والاحقاد الطائفية وإثارة الحروب وتهديد الامن والاستقرار وإشاعة الفقر والجهل والدمار، کان ولازال وسيبقى من أهم مايدعو إليه النظام الايراني على مر ال44 عاما المنصرمة، ولانطلق هذا الکلام جزافا وإنما ندعو شعوب المنطقة بشکل خاص الى إلقاء نظرة على ماحدث ويحدث في فيها منذ تأسيس هذا النظام، بل وحتى إن أذرعه ووکلائه في المنطقة خير دليل إثبات على الوجه الدموي الحقيقي لهذا النظام.

عندما نذکر في بداية مقالنا هذا التلاعب بالعقول وحرف الحقائق، فإن الامثلة کثيرة ومتعددة ولعل من أبرزها وأکثرها إستخفافا بالعقل العربي والاسلامي زعم هذا النظام بالطرق المٶدية للقدس، فهي تارة من کربلاء وتارة من بيروت وتارة من صنعاء وووهکذا هلم جرا، وکأن القدس أصبحت وسيلة للنظام من أجل تحقيق أهدافه وغاياته في المنطقة، والانکى والاکثر سخرية من ذلك إن هذا النظام الذي ملأ الدنيا صراخا بشعاراته الطنانة والبراقة بشأن القدس والقضية الفلسطينية، لکنه لم يقم يوما وبطريقة مباشرة بالتصدي لإسرائيل وإنما دأب على ذلك من خلال وکلائه فمرة يشعل حزب الله نار حرب خاسرة تجر الويلات والمآسي والخراب على الشعب اللبناني ومرة أخرى يشعل الحرب المجنونة في غزة حيث نرى إن نارها تأکل الاخضر واليابس معا، لکنه ومع کل شعاراته البراقة تلك لايقدم لأهالي غزة سوى الکلام والتصريحات الجوفاء المثير للقرف والاشمئزاز.

شهر کامل مر على حرب غزة ولازال النظام الايراني يتلاعب بالکلمات ويتلاعب بالعقول ويتصور بأنه بإمکانه خداع الجميع من أجل تحقيق أهدافه ولکن إستمرار الحرب هذه المرة وعدم توقفها والموقف المخزي للنظام الايراني منها قد فضحه شر فضيحة ولاسيما بعد کل تلك الشعارات التي صدع بها رٶوس العالم کله، وقطا نحن معنى إنتظاره المشبوه وعدم مبادرته للمشارکة في  هذه الحرب التي إفتعلها، فهو يدري إن مجرد مشارکته فيها ستکون نهايته على يد شعبه قبل أي طرف آخر، إذ أن الشعب الايراني الذي دفع ويدفع ثمن کل الحماقات والمغامرات الطائشة والمجنونة لهذا النظام لايمکن أبدا أن يغفر له إرتکاب کل هذه الجرائم.

الشعب الايراني أساسا رفض ويرفض تدخلات النظام الايراني في بلدان المنطقة وإن الشعار المشهور الذي أطلقه بوجه النظام”لاغزة ولالبنان روحي فداء لإيران”، کاف لوحده لتحديد موقف الشعب الايراني من هذه القضية ومن إنه لا ولن ينخدع بها ولذلك فإن النظام يتخوف کثيرا والى أبعد حد من المشارکة في هذه الحرب ويفضل التلاعب بالکلمات والتصريحات الجوفاء بدلا من ذلك ولاسيما وقد رأى کيف إن الشعب الايراني في إنتفاضته الاخيرة قد أعلن موقفه الرافض کليا للنظام وعزمه على إستمرار النضال والمواجهة حتى إسقاطه.