ما رأت إسرائيل من غزّة إلاَّ القليل- الدار البيضاء : مصطفى منيغ

شعوب العالم تسخر الآونة من جيش الدفاع الإسرائيلي الذي تحوَّل لمحاربة مَن بداخل المستشفيات مِن مرضى وأطقم طبية وأطفال خُذَّج ، تاركاً في اقتحامه البري المهزلة الملوَّنة بافتراءات الناطق الرسمي لنفس المؤسسة العسكرية الفاشلة و على رأسها القادة السُذَّج ، المواجهة المباشرة مع مقاتلي “القسَّام” كما كان الأمر في مقدِّمة إعلامهم مُدرَج ، فما كان لهذا الجيش تضخيم تسليحه وتكثيف عناصر جنده وتطعيم هيئاته المتباينة الاختصاصات بالخبراء الأمريكيين وحشد الدَّعم الهائل لتعويض أي نقص حاصل من أجل محاربة منظمة حماس التي لا ترقى لإمكانات دولة عظمى لولا تكهنه الأعوج ، بتنفيذ عملية إخلاء قطاع غزة بالكامل من أهله وبنيانه وكل متحرِّك داخل أنفاقه من مقاومين (جند وقادة) وسحق كل الصواريخ المنطلقة منه صوب إسرائيل في ظرف أسبوع واحدٍ وكأنَّ البحر هاج ، لا ينجى من غرقه حتى المُسعَفً بأي فَرَج ، وليرتاح هذا الجيش العرمرم أكثر وأزيد سارعت أمريكا البيت الأبيض بإرسال حاملتي طائرات تتمركز فيهما القوة بآلاف العناصر المدربة على أعلى مستوى لإحراق وهدم أي هدف مرسوم بأمر التنفيذ أمامها لِما ذُكِر مِن ويلات يحتاج ، بل تعهَّدت  فرنسا “مَكروا” بالتدخُّل الفوري حالما يترتَّب عن أي موقف دعوة التدخل لتطبيق الخناق الكلِّي على الموقع المُعيَّن لمسحه تاريخاً وعقيدة من فوق الأرض كأُنموذج .

…. جيش بهذا الحجم الهائل المتبوع بما يؤكد أن حرباً قائمة بمفهوم جديد وتقنية مبتكرة وتخطيط استراتيجي مُسبق على قرارٍ مُحكم التشييد تَمَذَّج ، وتوحيد روي النخبة القائدة على إتباع الضربات الخاطفة المتبوعة بتكنيس مزدوج للجماد الإسمنتي والبشر المقاتل وشوك العوسَج ، أضف لذلك عصارة المعلومات المخابراتية والتدقيق بواسطة الأقمار الاصطناعية من الفضاء إلى اليابسة يتَدَرَّج ، إلى إحضار واستقراء التجارب وما أكثرها في جعبة الأمريكي المُرخِّص والمشارك بدون معارض له يحتَج ، سيضطر معه “قطاع غزة” بما له وما فيه إلى الرحيل من جغرافيته الطبيعية إلى كوكب آخر غير الأرض  بتدحرج ، كل هذا لن يكون من أجل إسرائيل وحسب بل ممَّا هو خلف إسرائيل على بعدٍ يستحقّ الانتباه خلال أيام قلائل من انتهاء مقارنة الموضوع علمياً مع الواقع الظاهر البارِج .

… مرَّت الأسابيع إتباعاً وصولاً للخامس منها والنتيجة حصاد لشوك الحسرة واصطكاك العوارض وخيال مع ضبابية الوهم يتَدَرَّج ،  تهدمت الدور و أُزهقت أرواح وانقطع التيار الكهربائي وتوقَّف سريان الماء الشَّروب وغزة المقاومة لا زالت واقفة في شموخ لمصيرها الوضَّاح تَمْشَج ، لم تنل منها برودة الصبر ولا ما ينبعث عنه من قيض مع التجلُّد لمواجهة مخاطر التحدِّي المُزعج ، لدرجة أبكت جنرالات الجيش الذي لا يُهزم وأضحكت شعوب العالم بأسلوب المتيقِّن وليس المُتَلَجْلِج ، فساد جيش الدفاع وسط المعركة الأرضية الفزع وتداخلت التقنيات في التخطيطات ليصطدم الكل بالكل وينقلب التحضير لبئس التدبير مادام الصهاينة قد اقتنعوا أنهم يقاتلون الأشباح ، لا يتأثرون بالجراح ، صوتهم بعد التكبير هيَّا على الكفاح ، وضرباتهم الواحدة تطيح بضعفها ، كأنَّ قوة خَفيَّة تشدّ من أزرهم لأنهم أقرب إلى الله ، وجحافل الجيش العبري مع الشيطان ، لذا النصر بيِّن ولو لحين .

… تهاوت التحضيرات وتبخَّرت المعلومات وتسارعت التوقعات تترجم اليأس الظاهر  أصبحَ على الإسرائيليين عامة  ، ومنهم داخل تل أبيب التي لم تعد آمنة من صواريخ القسَّام ، وينتشر التذمر وسط ذاك المجتمع برمته والسبب “غزَّة” بمفردها  دون القائمين على موسمِ الحج ، وهنا تكمن المعجزة وصدق إيمان تلك الفئة المسلمة القليلة العدد الكبيرة الهمَّة يتقدَّم مسلكها شياء بنور مُدَجَّج ، التي أصبح انجازها يُضرب به المثل عالمياً عن حدود بغير سياج ، في الصمود والوفاء لتعاليم الدين الإسلامي والاتكال على الله الواحد القهَّار لا اله اهوناصر الحق بالحق ولا حول ولا قوة إلاَّ به سبحانه وتعالى .

مصطفى منيغ

aladalamm@yahoo.fr