من الدولة الإسلامية إلى دولة النساء .- بقلم ( كامل سلمان )

من الدولة الإسلامية إلى دولة النساء ، هذه العبارة قالتها المدعوة أسماء محمد ( أم حذيفة ) زوجة الإرهابي ابو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي أثناء حديثها في اللقاء التلفزيوني التي بثتها قناة العربية مؤخراً ، ذكرت هذه العبارة وهي تعلق على كيفية هجوم رجالات التنظيم على النساء الأيزيديات بشهوة وحشية إجرامية وهوس جنسي عارم ، تقول لقد إنشغل رجالات التنظيم بهذا العدد الكبير من النساء السبايا حتى ظن أعضاء التنظيم بأنهم أعادوا أمجاد الدولة الإسلامية القديمة ، وقد وصفت الحالة بإنهم مع السبايا الإيزيديات تحولوا إلى نماذج غير بشرية ، ، ولكنها أي زوجة البغدادي رغم محاولة تكتمها على الكثير من الأمور التي تخص دورها في عمل التنظيم إلا أنها فشلت في التكتم على أمور مهمة يحتاج معرفتها المتابع ، فقد ذكرت ملاحظة جداً مهمة ، عندما قالت أن البغدادي كان يخشى المسيرات ( طائرات الدرون ) فقالت كان عند خروجه من البيت يتأكد بعدم وجود أي صوت لطائرة في السماء عندها يخرج ، هذه النقطة حقيقة جذبت إنتباهي ، لأنها تدل على أن هذه الطائرات الأمريكية المسيرة أصبحت رعب في قلوب الإرهابين أينما كانوا ، ويمكن أن نطلق على هذا النوع من الخوف ( فوبيا المسيرات ) ، ومن أغرب ما طرحت أم حذيفة في هذا اللقاء حول علاقتها الخاصة ولقاءاتها مع أحد قادة التنظيم والمسمى ( العدناني )، وقالت بشكل صريح ، هذا الموضوع فيه إحراج كبير أن أخوض في تفاصيله خوفاً على أبنائي وبناتي أن تتأثر نفسياتهم عندما يتابعون هذا اللقاء . ومن الأمور الأخرى التي أكدتها زوجة البغدادي هو اليأس الذي دب في نفوس قادة التنظيم مع الخسائر الكبيرة والهزائم التي مني بها هذا التنظيم وخاصة في معارك تحرير الموصل وقالت في حين أن رجالات التنظيم بعد أحتلال الموصل كانوا يحلمون بتوسيع دولتهم الإسلامية أو دولة الخلافة إلى روما . بأختصار الصورة التي نقلتها أم حذيفة زوجة الإرهابي مسؤول تنظيم داعش صورة مأساوية لعقول متحجرة أستطاعت في ليلة وضحاها أن تبني لها دولة في قلب الشرق الأوسط وتجذب إليها عشرات الالاف من المقاتلين المتطوعين الباحثين عن الموت ( الشهادة ) ومن مختلف دول العالم ، ثم يقوم هذا التنظيم بأفعال تندى لها جبين الإنسانية ، كل ذلك جرى في ظروف غامضة تركت في الأذهان تساؤلات كثيرة والف علامة إستفهام ، أنا شخصياً لا أستغرب ولم أتفاجأ بالشذوذ الأخلاقي الموجود في داخل صفوف التنظيم حسب ما وصفته السيدة الأولى في التنظيم وهي زوجة الخليفة البغدادي ، لأنني على معرفة وإطلاع بأن جميع التنظيمات السياسية الدينية بلا إستثناء تؤسس وجودها على الشذوذ الأخلاقي قبل كل شيء . من الغريب جداً أن تتحول هذه المرأة التي كانت زوجة لرجل ذو قلب قاس تتحول إلى أم حنونة تجهش بالبكاء على مصير أولادها وبناتها ، أما بنات وأولاد الناس الذين ذبحوهم بلا ذنب ويتموا أولادهم ورملوا نساءهم فهؤلاء لا يستحقون الدموع ، نعم هذا هو طبع جميع الإرهابين في التأريخ دموعهم تسقط فقط على رموزهم وضحاياهم أما الضحايا الأبرياء الذين سقطوا صرعى من جراء أفعالهم المشينة فلا عزاء لهم . من أين أتوا بسبي النساء الأيزيديات الطاهرات ، من أباح لهم ذلك ؟ أنا أقول لقد تم القضاء على هذا التنظيم القذر بلا رجعة ، وكما قالت زوجة البغدادي لقد إنتهى التنظيم والى الأبد ، لكن هذا لا يمثل إلا جزءاً يسيراً من الإرهاب والجزء الأكبر مازال حي يرزق في بطون الكتب وفي العقول الملوثة ، فمتى ما تم إستئصال الجزء الأكبر ستكون فرحتنا أكبر ، تصحيح المفاهيم وقبول الأمر الواقع هي الخطوة الأولى لطمر مخلفات الماضي ، لأن الماضي الأعوج لابد أن ينتهي وإلا فأن هناك الف داعش ينتظر مستقبل أجيالنا .

2 Comments on “من الدولة الإسلامية إلى دولة النساء .- بقلم ( كامل سلمان )”

  1. العالم المنافق لازال لا يقوم بواجبه المطلوب فيما يتعلق بتصفية ومعالجة مشكلة مخيم الهول فى سوريا والذى يضم اعتى واشرس واخطر عناصر ارهابيه وبدلا من معاونة ومساندة قوات سوريا الديمقراطية الذين يشرفون على ادارتها ويتحملون مسؤولية كبرى فى ادارتها والمحافظة على السلم والاستقرار فيها وبذلوا من اجل القضاء على هذه الافه الخطيرة انهار من الدماء الزكية الطاهره من اجل انقاذ العالم من شرورهم لا زال المجتمع الدولى مقصرا غير جاد فى معالجة هذه البؤره الخطيرة تحية للكاتب

    1. أخي ابو تارا
      شكراً لإضافاتك المهمة جداً ، نتمنى أن يلتفت الجميع إلى هذه الملاحظة المهمة التي ذكرتها . خالص تحياتي

Comments are closed.