لم يعد بالامکان التغطية على أوضاع النظام الايراني- محمد حسين المياحي

 

يواجه النظام الايراني وبشکل خاص خلال الفترة الاخيرة التي تحدث فيها أحداث وتطورات تجري کلها في غير صالحه وفي مقدمتها الحرب الدموية التدميرية في غزة، أوضاعا تتفاقم سوءا على مختلف الاصعدة حيث تتزايد الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالنظام وتجعله عاجزا وفاقدا لروح المبادرة والمناورة کما لم يعد أمامه أوراق فعالة للمساومة عليها، خصوصا بعدما صارت المنطقة والعالم على إطلاع کامل بالنوايا المشبوهة لهذا النظام ومخططاته ضد أمن وإستقرار بلدان المنطقة، وعلى الرغم من إن القادة والمسؤولون في النظام قد حاولوا دائما لإظهار عدم الاکتراث تجاه العقوبات الدولية والعزلة التي يواجهونها، لکن التدهور الاستثنائي في الاوضاع قد وصل الى درجة بحيث لم يعد بالامکان التغطية عليها.

الازمة القوية التي إشتدت بشکل خاص خلال الاشهر الاخيرة من العام المنصرم والتي شهدت إنتفاضة سبتمبر2022، وتزداد شدة في العام الحالي بشکل ملفت للنظر، حيث يجد النظام الايراني نفسه في وضع صعب للتصدي للأوضاع المتردية التي تعصف به من کل جانب وخصوصا من الناحيتين الداخلية حيث تتصاعد الاحتجاجات بصورة غير مسبوقة بحيث توحي بإمکانية إندلاعة جديدة للإنتفاضة(وهو أمر أشار إليه العديد من المسؤولين الايرانيين)، بالاضافة الى نشاطات وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة في سائر أرجاء إيران حيث التعرض للمراکز والمقرات الخاصة بالحرس والباسيج وغيرها، ومن الناحية الخارجية حيث العقوبات الدولية عموما والامريکية خصوصا والتي تضيق الخناق أکثر على النظام وتجعله أکثر عزلة، ولذلك فإن الاخير لايجد أمامه من متنفس ووسيلة لمواجهة کل ذلك سوى بمواصلة ممارساته القمعية وتصعيدها ضد الشعب الايراني الى جانب الاستمرار في تدخلاته السافرة في بلدان المنطقة وسعيه من أجل توسيع دائرة نفوذه من خلال تمهيد الاجواء المناسبة لأذرعه في المنطقة کي تأخذ بزمام المبادرة فيها، وهذا مايمکن أن يتم لمسه بوضوح من خلال الحرب في غزة وتداعياتها وسعي النظام من خلال وکلائه للتصيد في المياه العکرة.

الاوضاع الصعبة التي يواجهها النظام الايراني والتي تسير من سئ نحو الاسوأ بکثير، تجعل منه يعمل بکل مافي وسعه من أجل إيجاد مخرج له بأية طريقة ممکنة لکي يتفادى السقوط والذي صار قادة النظام بأنفسهم يحذرون منه وبشکل خاص بعد الانتفاضة الاخيرة وآثارها المستمرة التي أثبتت حقيقة أن إسقاط هذا النظام قضية تعني العالم کله ولابد له أن يساهم بدوره في دعم وتإييد نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية وإسقاط النظام ولابد من التأکيد على إنه وبعد هذه الانتفاضة ومانجم وتداعى عنها فإن هناك توجها من قبل أوساط وشخصيات دوکية يعمل على الانفتاح أکثر على المطالب المشروعة للشعب الايراني کما إن هناك أيضا توجهات من جانب أوساط سياسية أوربية تمارس ضغوطات على حکوماتها من أجل الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية، وهذا مايمکن أن نصفه بالکابوس بالنسبة للنظام الايراني الذي يحاول المستحيل من أجل تحجيم دور وتأثير ونشاط هدا المجلس ولکن عبثا ومن دون طائل، وفي کل الاحوال فإن النظام سائر بإتجاه الانهيار والسقوط ولاشئ يمکن أن يحول دون ذلك.