طوفان الأقصى ليس المعركة الأخيرة- • نجاح محمد علي 

بعد أن شنّت حركة حماس هجومها المباغت في منطقة غلاف غزة الفلسطينية ، خرج القائد الأعلى الإيراني، آية الله سيد علي خامنئي، وأشاد بما سماه “الزلزال المدمر” للكيان الصهيوني ، وقال “نحن نقبل أيادي أولئك الذين خططوا للهجوم”.
لكنّ السيد خامنئي سارع أيضاً إلى نفي تورط إيران في الهجوم- الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 240 رهينة- ومنذ ذلك الحين كثرت الأسئلة : هل طوفان الأقصى هو المعركة النهائية وعلى كل جبهات المقاومة أن تدخل هذه المعركة بكل قوتها؟.
مع هذه التكلفة البشرية الباهظة التي يلحقها الكيان الصهيوني بوحشية بشعب غزة، هل كان الأمر يستحق أن تنفذ حماس هذه العملية؟ ألا ينبغي لإيران، أو على الأقل لحزب الله، خوض الحرب بطريقة شاملة للدفاع عن سكان غزة؟ .و يحتدم النقاش بشأن ضرورة التدخل المباشر دعما للمقاومة الفلسطينية.
للإجابة على هذه الأسئلة من حيث المبدأ، لا بد من إلقاء نظرة ثانية على ما حدث في طوفان الأقصى وعلاقته باستراتيجية المقاومة طويلة المدى في الحرب ضد الكيان الصهيوني. دعونا نرى ما هي الإنجازات الإستراتيجية التي حققها كل جانب على الساحة الكلية وما هي الإنجازات التي يخططون لها في المستقبل. وفيما يلي سنتناول بعض النقاط المتعلقة بالمسألة المذكورة أعلاه:
1-إن محور المقاومة تحالفٌ فكري وسياسي من الجماعات المعارضة لقيام الكيان الصهيوني والنفوذ الأمريكي الداعم له في منطقة الشرق الأوسط، تقود إيران هذا المحور، ويضم حزب الله في لبنان، وحركات المقاومة في فلسطين ، وفصائل المقاومة في العراق، وجماعة أنصار الله وحلفاءها في اليمن..
يتم اختيار الأهداف بشكل جماعي ويتم اختيار الاستراتيجيات والإجراءات من خلال المناقشة والمراجعة الجماعية، على الرغم من احترام خصوصية كل مكون واستقلاليته في قراره ، لذلك يلاحظ في الممارسة العملية انسجام نسبي بين مختلف مكونات محور المقاومة.
عندما ندرس سلسلة أعمال المقاومة ضد الكيان الصهيوني منذ سقوط داعش. يمكننا تقسيم هذه الإجراءات إلى فترتين منفصلتين :
أولاً: فترة الإعداد والتحضير، ثانياً: فترة الصبر والعمل البطيء والاستنزاف.
خلال الفترة التحضيرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، استثمرت أقصى فرصة التواجد الميداني في منطقة الشام واندلاع حرب اليمن ، لتسليح محور المقاومة ضد العدو الإقليمي، أي الكيان الصهيوني، والعدو العالمي، أي الولايات المتحدة. وتزايدت كمية ونوعية الأسلحة المتوفرة لدى المقاومة اللبنانية بشكل ملحوظ، وبحسب بعض المصادر ، فقد تم تجهيز المقاومة اللبنانية بـ 130 ألف صاروخ. وبالإضافة إلى ذلك، تم تحديث ترسانة حزب الله نوعياً وتسليحها بصواريخ موجهة.
أضف إلى ذلك أن قوات حزب الله تم اختبارها ميدانياً وتجربتها من خلال دخولها المعارك ضد التكفيريين وداعش واستطاعت أن تعيد تنظيم صفوفها وتعويض شهدائها على المدى المتوسط من خلال إعادة تنظيم القوة وزيادة حجم القوة العسكرية الجاهزة للقتال، بالإضافة إلى قيام الجمهورية الإسلامية بزيادة القوة الصاروخية لمحور المقاومة ضد الكيان الصهيوني من خلال إنشاء قاعدة الإمام علي (عليه السلام) العسكرية في البوكمال السورية وبناء منشآت تحت الأرض لتخزين وإطلاق الصواريخ التكتيكية .
وكانت اليمن منطقة أخرى هامة جدا في تعزيز محور المقاومة نجحت في تعزيز قدراتها العسكرية بشكل لافت مع توقف الحرب التي قادتها السعودية ، حان الوقت لإعادة صنعاء تعزيز ترسانتها من الصواريخ والمسيرات والتلويح باستخدامها ضد الكيان الصهيوني، ومن خلال إضافة صواريخ بعيدة المدى {قيل إن القوات اليمنية اختبرت أخيراً صاروخ فرط صوتي كانت إيران اختبرت مثله العام الماضي} ، إضافة إلى الطائرات المسيرة التي كان لها دور بارز خلال فترة الحرب مع التحالف العربي بقيادة السعودية. وفتحت صنعاء جبهة جديدة ضد الكيان الصهيوني قابلة للانزلاق إلى حرب اقليمية جديدة تشمل التحالف العربي وعموم المنطقة الخليجية .
المقاومة العراقية كانت مسلحة أيضاً في وقت سابق، وبسبب وجود القوات الأميركية في العراق، أوكلت إليها مهمة الاشتباك مع أميركا في المقام الأول. هناك جهد لايجاد جماعات مقاومة بديلة غير التي نعرفها، وتردد في الرواق السياسي أن إيران وجماعات عراقية (ليست في الحسبان) أجرت بالفعل اتصالات بهذا الشأن.
وتسببت مجموعة هذه الأعمال في تنوع مجالات الصراع المحتملة وزيادة كبيرة في القوة النارية للمقاومة خارج حدود فلسطين المحتلة، لدرجة أن ميزان القوى في افتراض الحرب القاسية سيرجح كفة المقاومة. ويمكن أن تلعب دورا في تشكيل المعادلات المستقبلية.
لذلك، تم اتخاذ الخطوة الأولى، وهي “فترة الإعداد”، بقوة. وبطبيعة الحال، بذل الكيان الصهيوني قصارى جهده لمنع هذا العمل وهاجم مرارا وتكرارا الشحنات الإيرانية والقوات العسكرية للمقاومة، ولكن ما حدث في النهاية هو أنه مع أقصى تسليح لجبهة المقاومة وزيادة كمية ونوعية للقوات المقاومة وإنشاء خط نار جديد ضد الكيان الصهيوني، تمكنت المقاومة من اتخاذ خطوة استراتيجية قوية ضد وجود الكيان الصهيوني.
والآن حان وقت الخطوة الثانية، وهي “فترة الصبر والاستنزاف”.
2- في ظل الظروف الدولية والاقليمية بعد اتفاقات كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة وابراهيم وتوسيعها ، لا ترغب المقاومة في الوقت الحاضر في مواجهة الكيان الصهيوني من خلال حرب شاملة . لأن الدخول في مثل هذه الحرب، الذي سيؤدي حتماً إلى دخول أمريكا وحلفائهادعماً للكيان الصهيوني، واستخدام الأسلحة النووية ممكن أيضاً، وحتى في حالة الانتصار لن يكون هناك طرف منتصر، وفي في النهاية، سيكون أحد الطرفين فائزًا مدمرًا وسيكون الجانب الآخر خاسرًا مدمرًا.
ولذلك حددت المقاومة، في إطار ذكي، هدفها بتغيير المعادلات التي تحكم وجود الكيان الصهيوني.
كان النهج العام هو ضرب الكيان الصهيوني في هجوم مفاجئ وقصير الأمد مع عواقب يمكن التحكم فيها ومحسوبة بطريقة تؤدي إلى تغيير المعادلات الحاكمة لوجوده.
ومن ثم، وفي أقصر وقت ممكن، تهدأ الحرب من جديد، وبعد ذلك تتاح للمعادلة المتغيرة الفرصة لتخرج نتائجها الموضوعية والإدراكية بشكل شامل وتغير وجه الميدان.
وفي المرحلة القادمة تأتي الضربة التالية… وفي هذا السياق تشكلت عملية سيف القدس من قبل مقاومة غزة تضامنا مع القدس وحشد الفلسطينون في مناطق 1948 ، الذين يتصور الكيان الصهيوني أنهم لم يعودوا يشكلون تهديدًا محتملاً، لكنهم يمكن أن يجعلوا الكيان يواجه أزمة أمنية ، وقد نجحوا .
هذا التغيير في المعادلة أحيا أزمة أمنية كامنة لدى الكيان الصهيوني وأبطل وهم استيعاب العرب في المجتمع الإسرائيلي . وانتهت عملية سيف القدس بعد فترة وجيزة، لكن المعادلة تغيرت بسيف القدس وتركت آثاراً مهمة في العامين المنصرمين .
جاءت عملية “”عرين الأسود”” وغيرها من نواة المقاومة في الأراضي المحتلة هي نتيجة هذا التغيير في التصور، وقد شهدت روح ونفسية العرب الذين يعيشون في القدس وغيرها من الأراضي المحتلة تحولا جذريا في ظل حكم الكيان الصهيوني .
تعرقل تطبيع الدول العربية، وخاصة السعودية، لفترة طويلة نسبياً، وكان الضغط على الدول التي بدأت لعبة التطبيع، مثل الإمارات، كبيراً جداً، وحتى الرأي العام العربي والإماراتي هو ضد التطبيع بشدة.
3- لكن طوفان الأقصى هي رائدة نشاطات المقاومة لتغيير المعادلات . إن كمية المعادلات التي غيرتها هذه العملية لا تعد ولا تحصى، وهكذا شكلت هذه العملية أحلك يوم للكيان الصهيوني حتى اليوم، لا أحد يملك القدرة على تعداد الضربات التي تلقاها هذا الكيان بشكل شامل في الطبقة الاستراتيجية من هذا الكيان..
ولكن يمكن ذكر بعضًا من أهمها:
أ) أولاً، لقد رأى العالم الإسلامي وبقية العالم صورة الذل والهوان وفشل الكيان الصهيوني، وأسطورة مناعة هذا الكيان الذي تشكل بجهد كبير وخسائر كبيرة في الحروب الثلاث 1948، 1967, 1973 .
لقد تأثر العرب وإسرائيل بشكل خطير. وتغيرت معادلة الردع وتغير مفهوم النصر العسكري و توازن الردع والقوة.
و إذا لم يكن في السابق لدى المسلمين في المغرب وباريس وكوالالمبور قبل ذلك صورة ليوم هزيمة الكيان الصهيوني، فيمكن للجميع الآن أن يتخيلوا بسهولة يوم الهزيمة النهائية للنظام الصهيوني.
لقد أصبح هزيمة الكيان الصهيوني، أمام مجموعة صغيرة، موضع قبول كامل بعد طوفان الأقصى.
الكيان الذي كان دائماً يدخل في الصراعات بشكل استباقي وبقوة نارية عالية، ويسحق الطرف الآخر في الأسبوع الأول، تلقى ضربة لم يستطع هضمها لبضعة أيام وتعثر في حيرة تامة. بالإضافة إلى أنه تلقى هذه الضربة في داخل قلعته الحصينة و أرض مغتصبة، ولأول مرة رأى جيشاً بلا كرامة يدمر.
أضف إلى ذلك تمت تعرية الهيمنة الأسطورية لجهاز مخابرات الكيان. إن الجهاز الذي زعم أنه يريد السيطرة على البرنامج النووي الإيراني لم يتمكن من السيطرة على عناصر جماعة مسلحة وتلقى أكبر ضربة ممكنة منهم.
ومن المهم الإشارة إلى أن أمن المستوطنين القادمين من الخارج والحالمين بالسلام والعيش الرغيد في بلد احتلوه عنوة، أصبح في مهب الريح لا يتمكن جيش الاحتلال تأمينه، و هو أهم ركائز العقد الاجتماعي لقيام هذا الكيان، لأن هؤلاء المستوطنين المغتصبين دخلوا الأراضي الفلسطينية مع وعد بالعيش في أمان وبذريعة التهديدات لليهود في أجزاء أخرى من العالم، وإذا لم يتمكن الجيش من توفير هذا الأمن، فسيتم التشكيك في أساس العقد الاجتماعي للكيان ما يزيد من نسبة الهجرة العكسية .
ب) من ناحية أخرى، كان نتنياهو قد أمضى كل حياته الطويلة في السياسة في مجال السياسة الخارجية لخلق الصورة التي مفادها أنه من أجل الحل النهائي، لا حاجة لإعطاء تنازل كبير للجانب الفلسطيني ودون الاعتراف بدولة فلسطينة مستقلة تكون ممثلهم الحقيقي، نعم من الممكن التطبيع مع الدول العربية.
وهكذا أصبح حل الدولتين غير قابل للتحقق يوماً بعد يوم، وواصل الكيان جهوده الشمولية والتوسعية على الرغم من احتجاجات خجولة من أمريكا وأوروبا .
لقد أراد الكيان أن يأخذ كل شيء دون أن يدفع شيئاً لايملك حقه، لأن الجانب الفلسطيني يفتقر مقومات القدرة لاجباره على دفع ثمن ما يسمى بالسلام .
أظهرت عملية طوفان الأقصى أن الجانب الفلسطيني، بات الأقوى والأكثر شخصية من أي وقت مضى، لديه القدرة على توجيه أكبر الضربات لوجود الكيان الصهيوني، ولا يمكن تجاهل ذلك بأي شكل من الأشكال. ولذلك لا يمكن الأنظمة العربية والإسلامية أن تدخل في عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني دون أن تدفع ثمناً اجتماعياً باهظاً، وسيتم بذلك تعزيز فكرة حل الدولتين أكثر فأكثر من قبل الجانبين الأوروبي والأمريكي. فقد دمرت طوفان الأقصى المعادلة التي اجتهد فيها نتنياهو طوال سنوات، وربما ستكسر زجاج حياته السياسية.
ج) تم إنشاء المعادلة الأوسع على الساحة العالمية. فقد الكيان الصهيوني جبهة دعمه في مختلف المجالات، أو واجه جبهة جديدة ضده.
وبدون مبالغة، تشكلت جبهة شعبية ضخمة في معظم دول العالم ضد الكيان الإرهابي، وكانت حادثة مستشفى المحمداني حافزاً لتفعيل هذه الجبهة في العالم.
صورة التظاهرات الشعبية في لندن جعلت الصهاينة يشعرون بعدم الأمان حتى في لندن. كان الدعم الشعبي لفلسطين متوقعا، لكن خلق مثل هذه الصورة كان صادما وغير قابل للهضم بالنسبة للنظام الصهيوني. بالإضافة إلى أن روسيا والصين، كقوتين عالميتين لكل منهما مقعد ثابت في مجلس الأمن، عارضتا بشكل جدي السلوك الهمجي لهذا الكيان، كما أن كتلة من الدول في الكيان العالمي دعمت حق فلسطين . والأكثر من ذلك، أن القرار الذي يصف حماس بأنها جماعة إرهابية، تم نقضه من قبل روسيا والصين. وكان هذا التوافق العالمي أكثر وضوحا في الساحة العامة للأمم المتحدة. وذكّرهما الأمين العام بتاريخ الكيان الصهيوني الحافل بالقمع والعدوان، وتمت الموافقة على قرار الجمعية العامة بتصويت حاسم نسبيًا، ضد إرادة الكيان.
د) النقطة التالية هي الثمن الذي يتكبده الكيان الصهيوني مقابل كل قمع وانتهاك. إذا كانت مجزرة قانا قد نفذت بثقة بالنفس من قبل، فإن كل جريمة يرتكبها الكيان الصهيوني اليوم يتم الإبلاغ عنها بسرعة إلى الرأي العام، ولا يمكن لهذا الكيان أن يتحرك دون أن يدفع ثمن جرائمه أمام الرأي العام.
ولذلك فإن تفسير جرائم الكيان الصهيوني الصادمة على أنها قسوة عمياء قد لا يكون صحيحاً؛ بل إن هذه الجرائم الخطيرة ترتكب لأغراض سياسية. جزء من الهدف السياسي هو استخدام استراتيجية “النصر بالرعب” لتخويف الطرف الآخر واستعادة جزء من الردع، وجزء آخر هو استفزاز جبهة المقاومة للعمل الانفعالي ومخالفة المسار العقلاني للحركة، وهو سلوك المقاومة حتى اليوم.
ومن خلال ذكر النقاط المذكورة والمعادلات المتغيرة في الديناميكية بين جبهة المقاومة والكيان الصهيوني، فإن استراتيجية جبهة المقاومة هي منع توجيه ضربة لا يمكن إصلاحها للمقاومة في غزة من خلال إدارة مشهد المعركة، ومع الزيادة المحسوبة في أعداد الشهداء والجرحى.
التوتر في مختلف الجبهات ومضايقة العدو من مختلف الجبهات سيعطل تركيزه ويكسر عزيمته. علاوة على ذلك، فإن الوقت ليس في صالح الكيان الصهيوني، ومع استمرار الحرب، ستزداد الضغوط من أجل وقف إطلاق النار والاتفاق على تبادل الأسرى.
إن الكيان الصهيوني مضطر إلى التعويض عن الضربة التي لحقت به، وإذا لم يكن التعويض ممكنا، فلا بد من تقديم عرض للتعويض.
إن الاستمرار في هذه الحرب من قبل الكيان هو لأنه بالنسبه له لا بد أن يكون لديه إنجاز، حتى لو لم يكن قابلاً للمقارنة فعلياً بهزيمة طوفان الأقصى، إلا أنه يمكن إظهاره على أنه مهم في الإعلانات والبرامج الدعائية .
وإذا انتهت الحرب في مثل هذه الأجواء فإن المقاومة ستنتصر حتماً . لأنه في فترة “الصبر والاستنزاف ” سوف تظهر المعادلات المتغيرة تأثيرها تدريجياً، وستجعل الأوضاع أكثر سوءاً للكيان الصهيوني يوماً بعد يوم.
واليوم التالي لوقف إطلاق النار في غزة هو اليوم الذي تبدأ فيه الجوانب الإدراكية لهذه التطورات في التأثير على عقلية جميع الأطراف الفاعلة. تطورات تقوض الكيان الصهيوني وتجعل المقاومة أكثر إصراراً على تحقيق أهدافها.
يوم النصر يمكن تصوره اليوم، وسيظهر قريباً، فطوفان الأقصى ليس المعركة الأخيرة.
والعاقل يفهم.
• نجاح محمد علي صحفي استقصائي مستقل من العراق. خبير في الشؤون الايرانية والإقليمية