الطريق المسدود وإنکشاف المستور للنظام الايراني- منى سالم الجبوري

 

العزلة الدولية غير المسبوقة التي صار النظام يعاني منها کثيرا ولاسيما بعد الحرب المدمرة في غزة التي له فيها دور سلبي وکذلك بعد المقاطعة الشعبية الملفتة للنظر لمقاطعة أغلبية الشعب الايراني للإنتخابات الاخيرة هذا إضافة الى سخط وغضب شعبي متعاظم لايمکن کبحه، ونضال إستثنائي للمقاومة الايرانية في داخل وخارج إيران بحيث صار مادة أساسية لوسائل الاعلام الدولية، کل ماقد أسلفنا ذکر‌ وبإختصار، أوضح صورة للأوضاع في إيران، وإن النظام الذي تمکن لأعوام طويلة من خداع العالم وإطلاق مزاعم کاذبة بشأن کونه نظام يريد أن يکون عضوا نافعا في المجتمع الدولي، قد إنقطع حبل کذبه هذا بعد أن تمکنت المقاومة الايرانية من دحض وتفنيد مزاعمه الکاذبة وإثبات حقيقة کونه نظار متطرف وإرهابي ولايٶمن بمبادئ حقوق الانسانية ويٶمن بأفکار ومبادئ قرووسطائية ويريد فرضها قسرا على الشعب الايراني وکذلك على شعوب البلدان التي تخضع لنفوذه.

النظام الايراني الذي سعى لرکوب العديد من الموجات لکي يوفر أفضل الظروف والاوضاع من أجل ضمان إستمراره وبقائه ومن بينها موجة الحرب المندلعة في غزة وسعيه من أجل إستغلالها لصالحه، وفي نفس الوقت لم يتخلى عن نهجه الاستبدادي القمعي وظلت سجونه ممتلئة بأضعاف طاقاته وعمليات التعذيب الوحشي جارية في أقبية ودهاليز هذا النظام وکذلك إستمرار حملات الاعدام دونما إنقطاع، لکن المعلومات الدقيقة التي تمکنت المقاومة الايرانية من إيصالها لوسائل الاعلام العالمية، أکدت کذب وخداع هذا النظام وإستحالة أن يتمکن هذا النظام الدموي الوحشي أن يتأقلم مع المجتمع الدولي بل إنه أبعد مايکون عن ذلك، ولاريب من إن أکاذيب النظام لم تصمد أمام حقائق المقاومة الايرانية وإن موقف النظام ليس ضعيفا فقط وإنما صار يواجه الرفض والتشکيك على مختلد المستويات.

الازمة الطاحنة التي إنتهى إليها النظام الايراني والتي کان أخيرها وليس آخرها، إنتفاضة 16 سبتمبر2022، وماقد أعقبها من أحداث وتطورات أثبتت کلها بصورة وأخرى إستمرار الرفض الشعبي القاطع لهذا النظام، ودلك وبطبيعة الحال يجعله بالضرورة أن يقف عاجزا ولايعرف ماذا يفعل وکيف يواجه هذه الازمة وينجو من آثاره المدمرة عليه، ولکن ليس هناك في الافق مايمکن أن يساعد هذا النظام ويسعفه للخروج من أزمة السقوط الحتمي التي يواجهها ذلك إن مايواجهها داخليا هو منطق وسنة من سنن التأريخ التي لامجال لتغييرها، فهذا النظام الدکتاتوري قد فقد أسباب بقائه وإستمرار أمام قوة تقدمية حضارية إنسانية متجددة تمثل المستقبل الذي لايمکن أن يقاوم والمتمثلة في المقاومة الايرانية، کما إن هذا النظام قد وصل في تعامله مع المجتمع الدولي الى طريق مسدود وإنکشف مستوره ولم يعد هناك من يثق به والکل يطالبه بالرضوخ للأمر الواقع والذي يعني إنتظار سقوطه وإنهياره