المواجهة التي يخشاها النظام الايراني قادمة- محمد حسين المياحي

 

أقوى تهديدين وتحديين واجههما ولايزال يواجههما نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، هما: رفض ومقاومة الشعب الايراني له، والمعارضة غير العادية والفعالة المطالبة بإسقاطه وتغييره والمتمثلة بمنظمة مجاهدي خلق، خصوصا وإنه وليس بوسع هذا النظام أن ينسى أبدا الاحداث والتطورات التي جرت على مر ال45 عاما المنصرمة والتي لم يتمکن النظام أبدا من الشعور بالامن واطمأنينة من جراء إستمرار عملية النضال والمواجهة ضده بطرق وأساليب مختلفة برعت فيها منظمة مجاهدي خلق وسببت إرباکا للنظام ولم تسمح له بأن يشعر بالامن والراحة.

وحدات المقاومة التي صارت تنتشر في سائر أرجاء إيران لتحقق نبٶة مناضلي المنظمة بتأسيس ألف أشرف وألف معقل للإنتفاضة، بقدر ماصارت تزرع الامل والتفاٶل والخير والتطلع للمستقبل في قلوب ونفوس أبناء الشعب الايراني، فإنها صارت بمثابة کابوس مرعب للنظام لم يتمکن أبدا من إخفاء مدى خوفه ورعبه منها عندما صار يتحدث عن ذلك باسلوبه الاستخفافي ولکن هذا الاسلوب لم يعد ينطلي على الشعب الايراني الذي يعرف کم باتت وحدات المقاومة تشکل من تهديد کبير للنظام، خصوصا وإن نشاطاتها مستمرة على قدم وساق ولم تنقطع وهي تشمل سائر أرجاء إيران وحتى إن مناسبة بدء السنة الايرانية الجديدة قد شهدت عمليات نوعية لهذه الوحدات وقد تزامن ذلك مع تزايد مشاعر الرفض والکراهية الشعبية للنظام وتزايد التحرکات الاحتجاجية في مختلف أرجاء إيران.

إنتفاضة ديسمبر/کانون الاول 2017، التي أخذت النظام الايراني على حين غرة ولاسيما بعد أن قادتها وبکل جدارة منظمة مجاهدي خلق التي تعتبر أقوى خصم وند للنظام ويرى فيه المراقبون والمحلوون السياسيون، بديلا سياسيا جاهزا له، سببت وتسبب ليس الکثير من القلق وانما الذعر أيضا وإن هذه الانتفاضة التي غلب عليها الطابع السياسي قد أعقبتها إنتفاضتين أخريين هزتا النظام بقوة، خصوصا وإن هاتان الانتفاضتان بالاضافة الى إنتفاضة ديسمبر2017، قد رفعت شعار إسقاط النظام الذي صار شعارا رئيسيا للشعب الايراني، وإن نشاطات وحدات المقاومة والتي صارت دائرتها تتسع بصورة ملفتة للنظر بحيث تعطي الکثير من الانطباع بأن إيران على مفترق طرق وإن الامور صارت تسير بسرعة غير عادية، إذ أن عملية النضال والمواجهة مع هذا النظام والتي جعلت من قضية إسقاطه هدفها الاساسي والرئيسي، قد وضعت النظام أمام وضع وموقف مختلف کثيرا عن الاوضاع والمواقف السابقة، حيث إن الشعب کما يظهر واضحا قد طفح به الکيل وضاق ذرعا بظلم ومصائب هذا النظام التي لانهاية لها طالما بقي في الحکم ولذلك فإن الاصرار الشعبي على المضي قدما في المواجهة والصراع ضده يٶکد بأن الامور لم تعد کسابق عهدها بالنسبة لهذا النظام وإن ماکان يخشاه على مر ال45 عاما المنصرمة قد صار لزاما عليه أن يواجهه.