الثعلب المؤمن* – قاسم كركوكي

 

مهداة إلى العبد المؤمن الحاج رجب طيب أردوغان.
مرت منطقتنا بموسم تكاثر الثعالب
لكن موسم صيد الثعالب عندنا غائب
لاعجب ان تتفاقم في بلاد العجائب
حوادث النهب والمكر والمقالب
وتوالت قصص المكر واللؤم والمثالب
هذه واحدة منها، قصة الثعلب التائب
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
أراد الثعلب الماكر ان يقوم بمقلب
فأعلن للطيور انه أصبح نباتيا كالأرنب
لا يأكل سوى الجزر والخس والكرنب
ووضع عمامة على رأسه وغطاء مذهب.
وحمل في يده سبحة حباتها من كهرب.
زاعما انه أصبح يدعى الحاج ثعلب
وانه تاب وأصبح وديعا صوفي المذهب.
مناديا الطيور هيا إلى ظهر المركب
لأداء فريضة الحج حيث تتوجب
متظاهرا بالورع والتقوى مخافة الرب
داعيا إلى عمل الخير والى الله التقرب
ويتلو الآيات وفي ذكر الرحمن يسهب
فأقبلت الطيور عليه مطمئنة دون ريب
فنظر اليها بنهم ولعابه يسيل ويتصبب
فحمد الله كثيرا على انه خلقه ثعلب
وجعل له مخالب وانياب وسماه “رجب”
ورفع يديه شاكرا وداعيا “يا رب
اطعم كل جائع بما يشتهي ويحب”
“انت الذي جعلت الطيور لنا حلالا طيب”
ثم تعوذ بالله من شر الجوع والسغب
لكنما الصبر على الجوع أوجب
منتظرا حلول الظلام بعد صلاة المغرب
ليفترس ضيوفه بالانياب و المخلب
ويجعلها وليمة عشاء دون عناء وتعب
ولما غابت شمس الاصيل وراء السحب
وقف الثعلب على قدميه وسط المركب
واضعا يديه على أذنيه صارخا بصخب
مرطنا بكلمات ليست من لسان العرب
متصورا انه بارع في الخداع واللعب
لكن ريحا في عرض البحر بدأت تهب
والاعاصير راحت تقصف من كل صوب
فطارت عمامته وما يرتديه من ثوب فظهر حافيا عاريا كما خلقه الرب
فطارت الطيور مضطربة من الرعب
وبقي وحده وسط اليم حائرا مضطرب
وأدرك الشقي أن الموت منه قد قرب
فعصفت به الأمواج تقذف به وتلعب
وانتهى أمره، وعلى الماكر مكره انقلب.
هذا مصير من يعيش على المكر والكذب.
*  من وحي قصص الحيوانات التراثية.
قاسم كركوكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *