تشهد محافظة حمص تصاعداً مقلقاً في وتيرة الجرائم والانتهاكات، وسط حالة من الانفلات الأمني وغياب المساءلة، حيث سُجلت خلال يومي 24 و25 نيسان سلسلة حوادث خطيرة طالت مدنيين، بعضها على خلفيات طائفية، إلى جانب حالات قتل تحت التعذيب داخل سجون حكومة دمشق. هذه التطورات أثارت مخاوف متزايدة من تصاعد الفوضى الأمنية وعودة موجة العنف والانتقام في المنطقة.
جرائم القتل الطائفي والمجهولون
شهدت مدينة حمص وريفها سلسلة من الجرائم التي تشير إلى تصاعد التوترات الطائفية واستهداف مدنيين بشكل مباشر. وفيما يلي أبرز الحوادث التي وثقها المرصد السوري لحقوق الإنسان:
- جريمة كرم الزيتون:
اقتحم مسلحون مجهولون منزلاً في شارع الزير بحي كرم الزيتون بمدينة حمص بعد منتصف ليل الخميس–الجمعة، وأقدموا على قتل مواطن من أبناء الطائفة العلوية مع شقيقه، قبل أن يلقوا بجثتيهما في الشارع العام. هذه الجريمة أثارت صدمة واسعة لدى الأهالي، خاصة مع استمرار الاستهدافات المجهولة خلال الأشهر الماضية دون أي مساءلة أو تعقب للفاعلين. - مقتل مهندس في ريف حمص الجنوبي:
في بلدة كفرعايا بريف حمص الجنوبي، عُثر في 25 نيسان على جثة مهندس من قرية الشعيرات (ذات الغالبية العلوية)، مقتولاً بعد مرور 24 ساعة على فقدان الاتصال به أثناء توجهه للكشف عن بئر ماء ضمن نطاق عمله. المعلومات تشير إلى أنه تعرض لعملية تصفية قرب المنطقة التي فُقد فيها. - محاولة العبور إلى لبنان:
في 24 نيسان، عُثر على جثة مدني من قرية “حبران” في محافظة السويداء، داخل منزل مهجور قرب مطار الضبعة العسكري في ريف حمص، بعد أن أُصيب بعدة عيارات نارية أثناء محاولته العبور إلى لبنان. وتم العثور إلى جانبه على جثة شخص آخر مجهول الهوية.
تصفية المعتقلين تحت التعذيب
إلى جانب الجرائم التي وقعت في الأحياء والريف، كشفت التقارير عن حالات قتل تحت التعذيب في سجون حكومة دمشق، مما يعكس استمرار سياسات الإعدام غير القانوني والانتهاكات الممنهجة ضد المعتقلين.
- تصفية ثلاثة شبان من ريف حمص الغربي:
في 24 نيسان، قتل ثلاثة شبان من ريف حمص الغربي تحت التعذيب في سجون حكومة دمشق، بعد اعتقالهم خلال حملات أمنية مطلع العام الجاري:- الشاب الأول: اعتُقل بين 21 و23 كانون الثاني في قرية تارين، وعُثر على جثمانه مقتولاً وملقى قرب سد الحولة في ريف حمص.
- الشقيقان من قرية خربة الحمام: اعتُقلا في 22 كانون الثاني خلال حملة أمنية، وعُثر على جثمانيهما في مشفى الوعر بمدينة حمص يوم 25 نيسان.
مخاوف من تصعيد أمني خطير
هذه الجرائم، التي تزامنت في توقيتها وتنوعت في أساليبها، أثارت مخاوف متزايدة من تصعيد أمني خطير في محافظة حمص. ويشير مراقبون إلى أن غياب الرقابة القضائية والمساءلة على أوضاع المعتقلين في سجون النظام، بالإضافة إلى استمرار الاستهدافات الطائفية، قد يؤديان إلى دخول المحافظة في دوامة جديدة من الفوضى الأمنية وتصفية الحسابات.
الأهالي يعيشون حالة من القلق والترقب، ويطالبون بتدخل عاجل لوقف هذا المسار الخطير. ومع غياب أي إجراءات جدية من السلطات المحلية أو المركزية، يخشى الكثيرون أن تكون هذه الحوادث بداية لموجة جديدة من العنف والانتقام في المنطقة.
الخلاصة
الوضع الأمني في محافظة حمص يزداد تدهوراً مع تصاعد جرائم القتل والانتهاكات الطائفية وعمليات التصفية تحت التعذيب. هذه التطورات تسلط الضوء على الحاجة الملحة لمعالجة الانفلات الأمني ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وإلا فإن المحافظة قد تجد نفسها أمام موجة جديدة من الفوضى والعنف، تؤثر بشكل مباشر على استقرار المنطقة بأكملها