“واشنطن تؤكد عدم نيتها تطبيع العلاقات مع دمشق في الوقت الحالي”

 

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء (29 نيسان 2025)، أنها لا تخطط لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق في الوقت الحالي. جاء ذلك على لسان المتحدثة باسم الوزارة تامي بروس خلال مؤتمر صحفي، حيث أكدت أن واشنطن ستواصل تقييم سياستها تجاه سوريا “بعناية”، مشددة على أن الحكم على السلطات السورية المؤقتة سيكون بناءً على “أفعالها”.

تأكيد الحذر الأميركي تجاه دمشق

شددت بروس على أن الولايات المتحدة ليست مستعدة للخطوة نحو تطبيع العلاقات مع سوريا في المرحلة الحالية. وربطت هذا الموقف بتقييم الأداء والإجراءات التي تتخذها السلطات السورية المؤقتة، موضحة أن واشنطن ستحرص على مراقبة مدى التزام الحكومة السورية بالمعايير الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، الاستقرار، ومكافحة الإرهاب.

وأضافت: “سنحكم على السلطات السورية بناءً على أفعالها وليس على الوعود أو التصريحات”. وهو ما يعكس موقفاً أميركياً حذراً ومشروطاً بأجندة واضحة تتطلب خطوات عملية من دمشق قبل أي تحرك نحو تحسين العلاقات.

السياق السياسي والإقليمي

تأتي هذه التصريحات في ظل تغيرات كبيرة شهدتها سوريا بعد انهيار نظام بشار الأسد في أواخر عام 2024، وتشكيل سلطة انتقالية جديدة. ومع ذلك، لا تزال واشنطن تبدي تحفظات بشأن مستقبل سوريا، خاصة في ظل استمرار التوترات الداخلية والتدخلات الإقليمية التي قد تؤثر على استقرار البلاد.

كما أن التطبيع الكامل مع دمشق يتطلب معالجة قضايا رئيسية، مثل وضع اللاجئين السوريين، إعادة الإعمار، وضمان حقوق جميع مكونات الشعب السوري، بما في ذلك الأقليات الكردية والعلوية والمسيحية.

تأثير التصريحات على المشهد السوري

تصريحات وزارة الخارجية الأميركية تعكس استمرار السياسة الحذرة التي تتبعها واشنطن تجاه سوريا، حيث تسعى إلى تجنب أي خطوة قد تُفسر على أنها دعم مبكر لنظام جديد لم يثبت جدارته بعد. كذلك، فإن هذا الموقف يأتي في سياق الضغوط الدولية على السلطات السورية المؤقتة لتلبية الشروط اللازمة لاستعادة الشرعية على الساحة العالمية.

الخلاصة

تأكيد الولايات المتحدة بأنها لا تعتزم تطبيع العلاقات مع دمشق حالياً يشير إلى أن واشنطن تراقب عن كثب الخطوات العملية التي تقوم بها السلطات السورية المؤقتة. وفي ظل التحديات الكبيرة التي تواجه سوريا، يبقى السؤال: هل ستتمكن السلطات الجديدة من تحقيق التقدم المطلوب لإعادة بناء الثقة مع المجتمع الدولي؟ وهل ستؤدي هذه السياسة الأميركية إلى تعزيز الاستقرار في سوريا أم ستسهم في إطالة أمد التوترات؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *