ظهور خلافات بين روسيا وايران حول الكرد في سوريا

في الوقت الذي يُعاد فيه رسم خريطة الصراع في سوريا بشكل حاسم لصالح، الرئيس بشار الأسد، يريد حلفاؤه الروس تحويل المكاسب العسكرية إلى تسوية تؤدي لإرساء الاستقرار في البلاد وتأمين مصالحهم في المنطقة، بينما يمضي الأسد في حربه بسوريا هناك توقعات بظهور خلافات بين ايران وروسيا بشأن الكرد.

وقال المحلل لدى مجموعة الازمات الدولية نوح بنوسي، إن “روسيا جادة بخصوص تحقيق تقدم من خلال العملية السياسية، ولكن بشروطها”.

وبينما لم تتمكن المحادثات التي تدعمها الأمم المتحدة في جنيف من إحراز أي تقدم فإن روسيا تستعد لتدشين عملية سياسية برعايتها في 2018، وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتهاء مهمة قواته خلال زيارة لقاعدة جوية روسية في سوريا هذا الأسبوع وقال إن الظروف مواتية لحل سياسي.

وأضاف بنوسي ، انه”مع سعي موسكو لتحقيق إنجاز على المستوى السياسي، فقد يصطدم الروس بتباين للمصالح بينهم وبين حلفائهم”.

لكن محللين يجدون صعوبة في رؤية كيف ستساهم الدبلوماسية الروسية في تحقيق سلام دائم في سوريا وتشجيع ملايين اللاجئين على العودة أو تأمين مساعدات غربية لإعادة الإعمار.
ورغم عملهما المشترك عن قرب لدعم الأسد فقد تدب الآن خلافات بين روسيا وإيران وهو ما يمكن أن يعقد السياسة الروسية.

يسيطر الأسد وحلفاؤه حاليا على القسم الأكبر من سوريا تليهم الفصائل الكردية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تسيطر على جزء كبير من شمال وشرق سوريا وتركز بشكل أكبر على تعزيز حكمها الذاتي للمنطقة وليس على محاربة دمشق، وقضية كرد سوريا من بين القضايا التي أشارت فيها روسيا وإيران إلى أهداف مختلفة.

ففي الوقت الذي قال فيه مسؤول إيراني كبير في الآونة الأخيرة إن الحكومة ستنتزع مناطق تسيطر عليها القوات التي يقودها الكرد والمدعومة من الولايات المتحدة، أبرمت روسيا اتفاقات مع الكرد ومع رعاتهم الأمريكيين.

وكان مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي قد اكد في وقت سابق، إن “قوات نظام الأسد ستتقدم قريباً في مناطق شرق نهر الفرات، في إشارة منه على مدينة الرقة التي هي تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل الكرد غالبية قوتها المقاتلة.
كما واتهم  “ولايتي”، الولايات المتحدة بالسعي لتقسيم سوريا إلى جزئيين، من خلال تموضع قواتها في المناطق الشرقية في اشارة غير مباشرة الى كرد سوريا، حلفاء واشنطن الرئيسين في المنطقة.
وقالت الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية للفدرالية الديمقراطية لشمال سوريا والسياسية الكردية البارزة، انه “من بداية الأزمة يوجد اختلاف بين الروس وبين الإيرانيين والنظام، الروس يعتبرون الكرد جزءا من سوريا وإنهم عندهم قضية لازم تؤخذ بعين الاعتبار”.
وبينما تستمر دمشق في إصدار تحذيرات للكرد فقد تواصل تركهم وشأنهم مع مواصلتها حملات ضد آخر جيوب تسيطر عليها المعارضة في غرب سوريا.
وقال بونسي “لا تزال توجد قضايا كبيرة واحتمالات كثيرة بتصاعد العنف في مناطق عديدة من سوريا”.

ا.ح

nrt