العراق سفينة في بحر هائج – مهدي المولى

 

نعم العراق سفينة في بحر هائج   لا ندري الى اين الى  قاع البحر  ام الى شاطئ السلامة والأمان   لا شك ان  هذا يتوقف على ملاحي السفينة على ساسة العراق على قواه الوطنية المخلصة  الصادقة

اذا  توحدوا واجتمعوا وفكروا ووضعوا خطة واحدة وبرنامج واحد اساسها خدمة العراق والعراقيين ومنطلقها مصلحة العراق والعراقيين والتحرك وفق تلك الخطة والبرنامج بصدق واخلاص متنكرين تماما لمصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية   ولسان حالهم يقول انا عراقي وعراقي انا  والجميع تتنافس من اجل تطبيق وتنفيذ تلك الخطة وذلك البرنامج  رافضين اي تقصير اي اهمال اي عدم اهتمام  اي خطأ مهما كان نوعه وحجمه بل يعد كفرا بحق العراق والعراقيين ومثل هذا لا يصلح لان المرحلة التي نعيشها تتطلب مسئول لا يقصر ولا يهمل ولا يخطأ  يعمل في اليوم 48 ساعة وليس 24 ساعة

وخلق مثل هذا المسئول  صحيح ليس سهلا لكنه ليس مستحيلا  اذا توحد جميع المسئولين على خطة مسبقة وانطلقوا من مصلحة العراق والعراقيين من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب بكل اطيافهم واعراقهم واديانهم ومعتقداتهم وافكارهم

حيث اثبت بما لا يقبل ادنى شك  ان المسئول الذي ينطلق من مصلحة عشيرته طائفته قوميته منطقته  على حساب مصلحة العراقيين الآخرين انه لص واول من يسرق يذل يقتل عشيرته طائفته قوميته منطقته  لكنه وجدها وسيلة لتحقيق مآربه الخاصة  وستار لتغطية خبثه وسوء نيته و تضليل وخداع هؤلاء المساكين  الذين لا حول لهم ولا قوة واعتقد الصورة واضحة ولا تحتاج الى دليل وبرهان

فماذا حصل  ابناء الشيعة والكرد والسنة وغيرهم خلال  الفترة الماضية من تحرير العراق عام  2003 وحتى الان على يد دعاة الطائفية والعنصرية والعشائرية والمناطقية غير الفقر والحرمان وسوء الخدمات  والموت والجهل والمرض  في حين نراهم يعيشون حياة مرفهة منعمة  بيدهم كل شي وكل شي في خدمتهم ومن اجلهم  رواتب عالية وحمايات  وقصور ومزارع وشركات  وجعلوا من ثروة العراق مجرد كعكة خاصة بهم  مهمتهم تقسيم هذه الكعكة في ما بينهم  نعم تحدث خلافات بينهم لا من اجل مصلحة العراقيين وانما من اجل الحصة الاكبر من هذه الكعكة

وهكذا نرى هؤلاء المسئولين السياسيين الذين خدعوا الشعب وضللوه طيلة حكم الطاغية المقبور صدام سواء السنة او الشيعة او الكرد وغيرهم فهؤلاء جميعا مسئولون مسئولية كاملة وبالتساوي عن كل ما حدث ويحدث من فساد وارهاب وتخريب وسرقة للمال العام وسوء خدمات  الكثير منهم خدعونا وأضلونا وصدقناهم   بانهم فعلا كان هدفهم انقاذ العراق والعراقيين من وحشية وفساد صدام وزمرته العفلقية الطائفية والعنصرية  وانهم سيتعبون من اجل راحة الشعب وسيشقون من اجل سعادة الشعب وسيجوعون من اجل اشباع الشعب وسيتخلون عن عوائلهم  ومصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية وينشغلون بعوائل الشعب بمصلحة الشعب ومنفعة الشعب

الا ان الامر اتضح لنا خلاف ما كنا نأمل ونتمنى   حيث  اثبتوا انهم  لصوص وخلافهم مع الطاغية المقبور من اجل ان يحلوا بمحله ليسكنوا بقصوره  والاستحواذ على ثروة الشعب من خلال الاستحواذ على كرسي الحكم

لا ننكر ابدا  ان العراق  بعد تحرير العراق والعراقيين في 2003   واجه هجمة ظلامية وحشية لا مثيل لها في تاريخه كانت تستهدف أخماد اي نقطة مضيئة وذبح اي عقل نير واي دعوة انسانية حضارية  يقودها ال سعود وكلابهم الوهابية الظلامية داعش القاعدة وغيرها   ومع ذلك لا يمكن اعتباره مبرر ابدا لهذا الفساد وسوء الخدمات وسرقة اموال الشعب والفوضى   التي حدثت بالعراق

كان المفروض بالمسئولين العراقيين  الذين استلموا الحكم بعد التحرير ان يدركوا هذه الحقيقة ويتوحدوا وفق خطة واحدة ويكون هدفهم خدمة العراق والعراقيين ولا هدف غيره الا ان المؤسف والمؤلم  كان هدفهم خدمة انفسهم   مما سهل لاعداء العراق من كلاب ال سعود وصدام اختراق العملية السياسية وتمكنوا من خلق الفوضى ونشر الفساد والارهاب والنزعات والحروب الطائفية والعنصرية والعشائرية والمناطقية

متى يعي ويدرك المسئولون ولو بعض المسئولين حالة العراق والعراقيين المزرية ويتخلوا عن مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية ويتوجهوا لمصلحة العراق والعراقيين وانقاذ العراق من حالة الغرق والضياع التي يتعرض لها

متى يجلس بعض المسئولين من كل الاطياف والالوان  وتندمج هذه الالوان والاطياف  في لون واحد وطيف واحد هو الطيف واللون العراقي ويصرخوا صرخة واحدة  لبيك يا عراق

اعلموا  لا يمكن انقاذ  سفينة العراق من الغرق الا اذا توحد العراقيين في لون واحد وطيف واحد هو اللون والطيف العراقي