صيام في حوار – حاجي علو

 

طرح علينا الأخ الباحث أبو آزاد مشكوراًخمسة أسئلة عن صوم ئيزيدفكانت محوراً لحوارٍ جيد قدمنا فيه توضيحاً لأهم مفاصل الموضوعولكي لا نبخل بها على قُرائنا في موقع صوت كوردستان الموقر إرتأينا تقديم بحثٍ موجز لأهم ما جاء فيه:

ـ معنى الصوموما الغاية منهولأجل من ؟

الصوم بإختصار هو نذرقربان نفسي يقدمه العابد للمعبودبالإنقطاع عن الأكل والشرب أثناء النهاروهو نذرٌ يقدمه الفرد الئيزدي لمقدساته لغاية مهمة جداً قد تكون أُمنية يتمناها أو خوفاً يتفاداهكالأم الخائفة على ولدها المريض من وطأة المرض فتنذر على نفسها بالصوم ليوم أو عدة أيام ومثلها العاقر التي لا تنجب أو البنت لقسمة الزواج وكثيرة هي أوجه التنذير في حياة الفرد والمجتمع سواء بالصوم أو الذبائح أو الصدقات أوغيرها وهكذا صوم ئيزيد الجماعي هو نذرٌ من الشعب للشمس كي تتوقف عن النزول ويطول النهار فتم لهم ذلكوالادل على ذلك إسم الصوم المشتق من إسم الشمس (رؤزًـ رؤزًيتنسب إلى الإله ئيزي

ـ متى بدأَ الصوم ومتى نُظّم ؟

دين الشمس (الئيزديلا يعلم أحدٌ بدايتهفالشمس قد وجدت قبل المخلوقات لكن نمو الوعي الديني لابد أنه قد بدأبعد خلق البشر ونمو وعيهودواعي التنذير قد لازمت البشر مع نشوء الوعي الدينيوهكذا لا نستطيع تحديد بدايته لكن نهايته أو قل تنظيمه ربما كان على يد زرادشتفقد أفادنا الإنترنت الفارسي أن الصوم القديم كان في فصلين :شتوي وصيفي كل منهما بوجبتين جلة كبير 40 يوم وجلة صغير 20 يبدأ الشتوي في 21/ 12 , والصيفي في 21حزيرانولما دعا زرادشت إلى إمتهان الزراعة وزيادة الإنتاج الغذائي سارع إلى إعفاء الفلاحين من الصوم كي يحتفظو بنشاطهم وأُلغيَ إلاّ جزءاً يسيراً تمثّل في أقصر نهارات السنةوترك الجلة للمتديّنين وهم حتى اليوم أحرارإن شاؤوا صاموا و من لم يشأ فهو حرإلاّ زعيم القوم يصوم ممثلاً كل شعبه وهو الباباشيخ إبن ئيزدينةمير آخر ملك داسني,لكننا الآن ننسب الجلة الآن للشيخ عدي كبقية فقرات وعلوم ديننا الئيزدي الذي ظهر بإسم الشيخ عدي وهنا تبيّن أن الجلة أقدم منه بكثيروقد تبيّن أن زرادشت هو الذي ألغى الصوم وأبقى على رمزيته من أجل الشمس فهو عابد الشمس رقم واحد

3ـ كيف كان الصوم قبل التنظيم ؟

قبل التنظيم قلنا كان 60 يوماً لجلة الشتاء ومثله صيفاًفكان مستحيلاً على الفلاح إداء عمله وهو صائم وكان لابد من الإعفاء فأوصى به زرادشت ومنع القرابين من أجل إنقاذ العجول تراكتور الفلاحكان هذا في 620 ق موصوم المحابات غير محدد وليس فرضاًولابد أن ظهور الشيخ عدي وتجديد الدين الداسني الئيزدي قد أدخل تغييرات جديدة فهناك صوم للشيخ والبير وأخ الآخرة وغيرهم من الخاسين المعنيين بمواضيع معيّنة تهم الصائم

ـ توقيت الصوم ولماذا في الإنقلاب الشتوي وليس الصيفيقلنا أن زرادشت أعفى الفلاحين من الصوم من أجل الزراعة خاصة صوم الصيف فقد ألغي نهائياّ وإختصر صوم الشتاء في آخر ثلاثة أيام من فصل الخريف الكوردي الفارسي فيكون العيد في اليوم الأول من فصل الشتاء1ـ 10 من السنة الكوردية ـ وعلى الأرجح كان ثابتاً مثل نوروزـ (21 / كانون أول غربيأطول ليالي السنة ويكون فيه السهر الشفبراةالذي مسحه الإسلام لدى من أسلم وجرفه عند الئيزديين ليدور مع الشهر القمري الهجريوفيه يبدأ فصل الشتاء وجلة الشتاء الذي أيضاً إضطرب حلوله بعد أن قضى الإسلام على التاريخ الكورديفألتجأ الئيزديون للتاريخ المسيحي الرومي الأرثدوكسي المعروف بالشرقي فتأرجحت المواعيد عن مواضعها كما هو معروفٌ الآن,وهو يوم إستدارة الشمس (Roj vagarryan) أي ميلاد الشمس.خمس مناسبات كانت في نفس اليوم قبل تأرجحها وتبعثرهامتى حدث ذلك؟ على الأرجح بظهور الإسلام في 637 ميلادية

ـ آداب الصيام على من ينوي الصيام أن ينهض قبل الفجر ويغتسل ويتلو دعاءه ثم يتناول وجبة السحور الباشيفويمسك عن الأكل والشرب فور ظهور تباشير الصباحولا يجوز التكاسل في القيام والنهوض ثم إدعاء الصومفبيتا جندي يجعل النهوض والدعاء واجباً على الئيزديو عليه أن يلتزم ويأكل ولو قطعة من رغيف خبزٍالإفطار يحل لدي الئيزديين عندما يكون نصف قرص الشمس تحت الأُفق (رؤز ل زةرينا فتارا ئيزدينالكن ليس الأكلعلى الصائم أن يغتسل أولاً ثم يتوجه إلى مزار القرية فيزور عتبته ثم يعود إلى البيت فتكون الشمس قد نزلت تماماً فيقبل البراة ويفطر بالخبز بعد تقبيله,.

خير ما نختتم به مقالنا هو مقترح لئيزديي الخارج حيث يكون النهار قصيراً جداً أن يمسكو عن الاكل والشرب لمدة 12 ساعة بغض النظر عن غروب الشمس المبكرأي الإفطار بعد 12 ساعة من الإمساك من الخامسة إلى الخامسة.

حاجي علو

14/ كانون أول 2020