التظاهرات الطلابية في سليمانية الي اين؟- بقلم : مصطفى باكو

 

لليوم الثالث على التوالي المظاهرات الطلابية الاحتجاجية المستمرة على عدم دفع المستحقات الشهرية للطلبة في جامعة السليمانية وتردي الاوضاع المعيشية في الاقليم بشكل عام.

حيث الطلبة كانوا يتلقون مستحقات مالية كمنح تساعدهم على اكمال دراستهم في الجامعات والمعاهد في الاقليم وتخفف عنهم اعباء المعيشة، هذه المستحقات كانت على الشكل التالي حيث يستلم كل طالب مبلغ قدره ٦٠ الف دينار عراقي سنويا اي ٤٠ دولار شهرياً لكل من يسكن في مراكز المدن و١٠٠ الف دينار اي ٦٨ دولار شهرياً لكل طالب يسكن خارج مراكز المدن.

وهذه المستحقات او المنح قد قطعتها حكومة اقليم كردستان في عام ٢٠١٤ بقرار من مجلس وزراء الاقليم بسبب الازمة المالية.

ومنذو ذلك الوقت والى الان لم تتم دفع اية مستحقات للطلبة رغم مرور سبع سنوات عليها وكانها ماكانت ابدا.

ونتيجة لذلك قام الطلبة بتنظيم مظاهرات سلمية داخل الحرم الجامعي وامام مدخل الجامعة في سليمانية ورافعين شعارات تطالب بدفع المنح وتحسين اوضاع الاقامة في الاقسام الداخلية المخصصة لهم.

وكعادة الحكومات المستبدة بدل الاستجابة لمطالب الطلبة ادخلت بعض البلطجية ضمن صفوف المتظاهرين الذين القوا الحجارة على رجال الامن لكي يبرروا دخول قوات الامن لاخماد هذه المظاهرة ولتبرير استخدام العنف ضد الطلبة وذلك باطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والهروات لضرب الطلبة وكانهم قطيع من الماشية واطلاق الرصاص الحي في الهواء ما اوقع عشرات الاصابات بين الطلبة واغلبهم تعرض لحالات اغماء جراء استنشاق الغاز وتم احتجاز العشرات من الطلبة المتظاهرين في مراكز الامن لمحاولة انهاء التظاهرات ولكن رغم هذا العنف والاجراءات الامنية المتشددة، ان المظاهرات مازالت مستمرة لليوم الثالث على التوالي وعلى العكس من ذلك توسعت رقعة المظاهرات حيث قام الطلبة بقطع الطرق الرئيسية في مدينة سليمانية مما اضطرت الشرطة لتحويل السيارة الى طرق جانبية اخرى.

وطالب القيادي الكردي لاهور شيخ جنكي من الامن والطلبة بضبط النفس وعدم الانجرار الى الاصطدامات  ولكن المتظاهرين صرحوا بانهم لن يتوقفوا الا بعد الاستجابة لمطالبهم المحقة من قبل سلطات اقليم كردستان وذلك بصرف مخصصاتهم المتراكمة بشكل فوري وتحسين اوضاع الجامعات والاقسام الداخلية.

وتضامنا مع طلبة جامعة سليمانية قام الطلبة بتنظيم تظاهرات كبيرة في جامعات اربيل ودهوك وحلبجة تضامنا مع مطالبهم المحقة ورفضا للقمع الذي يطالهم من قبل قوات الامن في الاقليم.

وهذا ما دفع الحكومة بعد ان فشلت كل اجراءاتها القمعية ضد المتظاهرين وخوفا من ان يتوسع رقعة المظاهرات ويشمل باقي فئات الشعب والى باقي المحافظات وتتحول الى مظاهرات شعبية احتجاجية تطالب باسقاط حكومة الاقليم، لذلك شكلت لجنة برلمانية في اربيل للنظر في مطالب الطلبة.

وكلي امل بان تستجيب هذه الحكومة للمطالب المحقة وان لاتميع الامر كما هي العادة وقبل فوات الاوان وقبل ان تخرج الامور من تحت سيطرتهم.

ويدخل الاقليم في فوضى عارمة نحن بغنى عنها وتقلع كل من عائلة البرزاني والطالباني من الحكم.

لان الامور متأزمة جدا في الاقليم حيث يعاني الشباب من البطالة وعدم توفر فرص العمل وانتشار الفساد والمحسوبية والظلم والفقر المدقع.

وتوغل الاستخبارات الاقليمية والدولية في مرافق الدولة والتحكم بكل شئ وذلك لحماية حكومة الاقليم من الانهيار وعلى رأسها مخابرات الميت التركي والسي اي ايه الامريكية.