من یتحمل سبب فشل ثوراتنا – جعفر مایی

 

فشل ثوراتنا نحن نتحمل مسوٶلیتها ولیس الاعداء. من الملاحظ فی امر ثورات شعبنا الکثیرة علی مر التأریخ. انها حققت الکثیر فی بدایات إنبثاقها. و جمعت قوة شعبیة کبیرة مع ذلک اخفقت فی عملیة الوصول علی الهدف، هذا إن کان لها هدف واضح. ولدی البحث فی امر تلک الثورات  واسباب فشلها، نری انها کانت ضعیفة فی سیاساتها بالرغم من انها کانت قویة فی جانبها العسکری.

المشکلة اننا لا نتعلم من اخطاءنا. لا نستطیع التعلم، ولا نستطیع اخذ العبر من سلسلة الاخفاقات التی عشناها فی خضم ثوراتنا العدیدة و المتکررة. هنا نجد الموضوع مهما فی اکثر من جانب اوله عدم قدرتنا علی التعلم من الخطأ و اخذ العبر منه. هذا هو موضوعنا الذی نود بحثه هنا.

انا اری ان الفکر کرنا هو فکر عشائری جامد. و الفکر العشائری الجامد لیس مٶهلا لیتعلم من الخطأ. لأن الفکر فی ذلک المستوی لیس بأمکانه تحلیل الحدث. لذلک بدلا من التحلیل و التقصی یلجأ الی ایجاد التبریرات کما یفعل الطفل. الفکر الجامد یقوده المشاعر کما یقود فکر الطفل، ولیس له استقلالیة. ای ان المشاعر هی التی تسیطر علیه و علی استقلالیته.

الفکر القبلی او العشائری و نتیجة للظروف التی نشأ فیها لم یحتاج من الادوات و المعارف اکثر مما یفیده فی جعل انتماء الفرد الی الکیان الاجتماعی انتماء صمیمیا یدر بالبهجة و الامن و الامان. البیئة و الحیاة البسیطة للعائلة ضمن الکیان الاجتماعی الذی نحن بصدده منحت للکیان مفاهیم للحیاة و ادواة فکریة تکفیه الامن و الامان. هذا هو المطلوب. لذلک لم تسنح للکیان ظرف یساعده علی تطویر ما بناه من فکر و حیاة. الحاجة هی التی تتحول الی معضلة. و المعضلة تحتاج الی التفکیر لایجاد الادوات التی تحل بها المعضلة. هکذا یتطور الفکر الذی به تتطور سبل الحیاة. بما ان القبیلة او العشیرة قد حققت هدفیها المتمثلین بالامن و الامان وکونت لنفسها سیاقا امینا من الحیاة فمعنی ذلک انها بمنأی ان تواجه معضلة. لذلک لا تحتاج الی التفکیر لحلحلة المعضلة. علیه قد تکون اقفلت علی نفسها ابواب التقدم و التطور لأنها رضت بتلک الحیاة التی اتسمت بالبساطة.

کیان العشیرة یحتاج الی الامن ولیس له مصدر یمنحه ذلک الامن الا الافراد الذین یتکون منهم الکیان ذاته. فی هذه الحال علی الفرد المنتمی للکیان ان یکون مستعدا للتضحیة بحیاته من اجل المحافظة علی الکیان. هذا هو ما علیه ابن القبیلة او العشیرة او الطائفة. هذا الاستعداد العالی المستوی (التضحیة بالروح) یجعل الفرد وکأنه یعیش من اجل الکیان ولیس من اجل ذاته. تبعا لذلک تنصهر شخصیته فی الشخصیة المعنویة للکیان الذی یهب له روحه. هذا الامر یجعل شخصیة الفرد ضعیفة. و الشخصیة الضعیفة تصعب علیها التعلم من الخطأ.

المجتمع المدنی هو عکس مجتمع القبیلة. المجتمع المدنی بنی اساسا علی الطموح البشری. بینما المجتمع القبلی ولید الطبیعة. لذلک لیس من الصحیح ان ننتظر من ابن العشیرة ان یتصف بصفاة الشخص المدنی. ویجعل من الخطأ او الاخفاق مصدرا تعلیمیا یتعلم منه. طبیعی والحال هذا ان تتکرر ثوراتنا لأننا نشعر بالظلم. و طبیعی ان تفشل ثوراتنا لاننا ندیرها بفکر قبلی لا یفهم فی السیاسة. والثورة فی حقیقتها هی اداة سیاسیة عنیفة لتحقیق هدف معین. علیه یجب ان نتحمل مسوٶلیة فشل ثوراتنا.

 

4 Comments on “من یتحمل سبب فشل ثوراتنا – جعفر مایی”

  1. السيد جعفر مایی المحترم
    تحية
    “من یتحمل سبب فشل ثوراتنا”؟ نتحمله نحن الشعب الكردي، أو بالأحرى تتحملها عقليتنا الكردستانية المرتفعاتية الجبالية العشائرية المناطقية بدليل الألقاب المرفقة لأسمائنا. وتسمى (كورده واري) اجتماعيا و (كوردايه تي) سياسيا
    وبدليل الاسترشاد بالحكم والأمثال الشعبية مثل (داري كَه نده ل كرمي له خؤيه)، الشجرة المصابة بوباء، ديدانها منها وفي فيها

    محمد توفيق علي

  2. السبب الرئيسي لفشل الثورات الكردية يعود الى اعتماد قادة الثورات الكردية على القوى الإقليمية التي تتغير موقفها تبعاً لمصالحها . القيادات الكردية لم تكن مؤهلة لقيادة الثورات خاصة في العراق . الاحزاب الكردية في العراق جعلت من الثورات الكردية مصدر للرزق ووظيفة لهم . الشعب الكردي لايتحمل مسؤولية فشل الثورات اطلاقا . الشعب فقط يتحمل مسؤولية انتخاب تلك الاحزاب الفاسدة والفاشلة باستمرار وسلموا مصيرهم لهم

    1. الاخ محمد توفیق علی
      بعد خالص إحترامی. بارک الله فیکم .کلی قناعة بصواب رأیکم. دمتم سالمین.

    2. کتابی “کوردستان و الخیار ا الفدرالی” المطبوع عام ١٩٩٣ یتضمن الرأی نفسه. شکرا جزیلا علی تعلیقک القیم.

Comments are closed.