أشباح الصحراء أم الأقاليم / د.سوزان ئاميدي

 

في فترة تكوين الحشد الشعبي والذي صوت برلمان العراق عليه ذهبت الاحزاب والجماعات السنية داخل البرلمان الى دعوة تشكل قوه بالمقابل تحت مسمى الجيش الوطني ولكن الفكرة رفضت بالمطلق من الجانب الايراني واستبعدت نهائيا ، ثم جاءت الصحوات السنية بقيادة أبو ريشة لحماية مناطقهم ولكن هي الاخرى وفي عهد المالكي جرت عليهم سياسة الاقصاء ومن ثم قطع الرواتب فضلا عن مقتل الكثير منهم على يد تنظيم القاعدة الامر الذي اضعف من تواجدهم وبالتالي القضاء عليهم ، رغم ان الصحوات ساهمت كثيرا وساعدت امريكا باختراق تنظيم القاعده في العراق والقضاء على الكثير منهم  .
هذا النفس الايراني في العراق ومن خلال اغلب الاحزاب الشيعية وزعمائهم تمكنوا من نشر ثقافة الكراهية للمجتمع السني عربا و كوردا غرس فكرة إن سيطرة السنه على النظام العراقي سوف تحرم الشيعة من امل رجعتهم للحكم وعليه قامت الحكومات الشيعية المتتالية خاصة في فترة المالكي بالتغيير الديمغرافي في المناطق السنية فضلا عن تكوين حزام شيعي خلف المناطق ذات الأغلبية السنية كما هو الحال في حزام بغداد وسامراء تحت ذريعة توسيع حرم الإمامين العسكريين  .
هذه المخاوف وغيرها وبمساعدة امريكا تم تكوين قوة من ابناء المناطق الغربية من العراق وبالتحديد من المحافظات السنية تحت مسمى اشباح الصحراء ويتركز تواجدهم في عين الاسد والحبانيه تقوم مهامهم على اختراق او الانخراط مع الدواعش بهدف نقل اخبارهم والمساهمة في القضاء عليهم وكل ذلك يجري تحت اشراف التواجد الامريكى في المنطقة حيث يتم تدريبهم وتسليحهم ، الا ان الاطراف الموالية لإيران تتخوف من ذلك ويعتبرهم خطرا كبيرا عليهم وعلى تواجد الحشد الشعبي فتقوم هذه الاطراف بنشر الأكاذيب ومحاولة تحشيد الرأي العام الشيعي ضدهم ومن ثم يتم استهداف مواقع ومعسكرات تدريب اشباح الصحراء .
ومن الجدير بالذكر ان الامور تتصاعد والمخاوف تزداد بزيادة توظيف الاجندات الإقليمية في العراق وغياب الاجندة الوطنية ، وحسب رأيي الخاص ارى في تطبيق الفيدرالية بموجب الدستور العراقي من حيث انشاء الاقاليم هو المنقذ الوحيد للامن والاستقرار وتبديد المخاوف المختلفة .
ففي الحقيقة والواقع الخصائص في العراق غير موحدة ولكل منطقة ميزتها وخصائصها ( ارضا وشعبا ومناخا ) الخاصة بها التي تختلف فيها عن باقي المناطق ، لذا ارى بتكرار تجربة اقليم كوردستان ضمانا للامن والاستقرار والتقدم .