البعض من المثقفين الكورد و التطبيل للحرب الاوكرانية و التحالفات الرأسمالية.-  هشام عقراوي

 

ما نلاحظة هذه الايام هو وقوف الكثير من المثقفين الكورد و بشكل أعمى الى جانب حلف الناتو و الغرب معتقدين في ذلك أنهم يدافعون عن الشعب الاوكراني الذي يتعرض الى غزو من قبل الرأسمالية و الدكتاتورية الروسية.

و بهذا يكونوا قد أستسلموا الى الاعلام الغربي بشكل كامل و لم يعطوا لأنفهم فرصة للتفكير بما يجري و لماذا أستعرت هذه الحرب و في هذا الوقت بالذات.

هؤلاء المثقفون الكورد وقعوا في فخ كبير حفرته الرأسمالية و العسكرتارية الغربية و روسيا في صراع طويل و كبير بين هذه الدول الكبرى من أجل السيطرة على أسواق مواد الخام و المناطق الاستراتيجية في العالم.

المثقفون الكورد لم يأخذوا بنظر الاعتبار تقدم حلف الناتو في أوربا و ضمه للعديد من الدول في وقت كادت روسيا أن تموت.  أمريكا تريد الان زيادة الخناق على روسيا و توجية ضربة قاضية اليها كي تزيحها من حلبة الصراع الدولي في أوربا و الشرق الاوسط و التفرغ للهجوم على الصين.

هذا الجمع من المثقفين الكورد لم يفكروا بما يجري في العالم و من خلافات كبيرة بين الرأسمالية الغربية و الرأسمالية الروسية و لم يفكروا بالخلافات الكبيرة بين الرأسمالية الغربية و بين الصين و نسوا التدخل الغربي الواضح في الصين بحجة الديمقراطية و حقوق الانسان. الصين التي أستطاعت تحسين أحوالها من جميع النواحي الى درجة صار الغرب يرتعش منها. و نحن نرى أن الغرب صار حتى يتهم الصين ليس فقط في التجاوز على حقوق الانسان بل على حقوق البوذيين و المسلمين في الصين في اشارة واضحة للتدخل هناك و ألا لماذا لا تدافع أمريكا و الغرب عن حقوق القوميات المضطهدة في العالم؟

المثقفون الكورد يتناسون أن لا فرق بين أمريكا و روسيا الان فروسيا هي دولة رأسمالية الان و ليست شيوعية. كما أن أوكرانيا هي ليست دولة محايدة و لم يعد هناك تحالف دول عدم الانحياز كما كان في القرن الماضي برئاسة تيفو اليوغسلافي.

أوكرانيا تعرضت الى هذا الهجوم و الغزو لأنها تريد أن تتحول الى دولة ضمن تحالف عسكري يعادي روسيا و هذا يعني أن الحكومة الاوكرانية هي الاخرى تسببت في تعريض شعبها الى الهلاك و ليس فقط روسيا بنفس طريقة تعريض صدام لشعبة الى الهلاك عندما غزا الكويت.

نفس أمريكا التي يدافع عنها الكثير من المثقفين الكورد هاجمت العراق و أحتله بحجة أمتلاك صدام للاسلحة الفتاكة و أدعت بأن صدام يشكل خطرا على أمريكا.

المثقف الكوردي يستطيع أن يكون ضد الحرب بشكل عام بشقية و ليس الحديث عن طرف و التطبيل للطرف الاخر.  على المثقف الكوردي أن يكون ضد الحرب الروسية البوتينية على أوكرانيا و الشعب الاوكراني، كما أن عليهم أن يكونوا ضد فرض الحرب على أوكرانيا من قبل أمريكا و الدول الغربية من خلال صبهم للزيت على النار و دفعهم للمدنيين للهجرة و الاتجار بهم و دفهم للقتال.  كما أن على المثقف الكوردي أن يدعوا أوكرانيا بعدم الانضمام الى التحالفات العسكرية الامبريالية الميول.

هذا الدفاع الاعمى عن أوكرانيا و التصرفات الغربية يعني بأن المثقف الكوردي يدعم أمريكا و الغرب و لا يدافع عن أرواح المدنيين.

أوكرانيا دولة مستقلة و ستبقى مستقلة أذا أمتنعت عن تهديد روسيا من خلال الدخول في تحالفات عسكرية.

أوكرانيا هي أيضا دولة تريد من خلال دخولها في التحالف العسكرية الغربي الاستمرار بعدم الاعتراف بحقوق المواطنين الروس الذين يشكلون أكثر من 30% من الشعب الاوكراني.

أذن هدف الحكومة الاوكرانية للدخول في الناتو ليس أنساني بل هدفها أيضا ابقاء وضع الاقليات في أوكرانيا على ماهو علية و تهديد روسيا بذلك التحالف و منعها من مساعدة حتى الروس في أوكرانيا.  و هذا يعني أنها ليست دولة تحافظ على حقوق الانسان و لا تنوي احترام حقوق الانسان. فمن حق الاقليات في أوكرانيا تقرير مصيرها كما نحن الكورد و التحالف العسكري الاوكراني سوف يدفع الروس في أوكرانيا الى الانفصال و عدم قبول حتى الفدرالية و العيش في دولة محتلة.

أوكرانيا اليوم هي بين خيارين. أما البقاء على الحياد و عدم الانضمام الى الناتو أو روسيا و الاستمرار كدولة مستقلة و الاعتراف بحقوق الاقليات، و أما الانضمام الى الناتو و البقاء كدولة لا تعترف بحقوق الاقليات.

الحكومة الاوكرانية قد تختلف عن حكومة صدام و الاسد و لكنها بنفس طريقة صدام و الاسد عرضت شعبها الى الخطر و الحرب من خلال أصرارها الدخول في الناتو.

فهل دخول أوكرانيا في الناتو يساوي كل هذه الاضرار التي تعرضت له العالم و الشعب الاوكراني؟؟ و هل دعم أوكرانيا في الانضمام الى الناتو سيساهم في السلم العالمي؟ أم أن دعم الرئيس الاوكراني في مسعاه هذا سيؤدي الى زيادة التوتر في العالم و قتل المزيد من المدنيين الاوكرانيين و تعرض الفقراء في العالم الى المزيد من الفقر و تحويل اوكرانيا الى مقر للارهابيين و عدم الاستقرار؟

لذا يجب على المثقفين جميعا رفع أصواتهم ضد الحرب بكل أشكالها و ضد التحالفات العسكريه المحلية و العالمية من أجل عالم خال من الحروب و القتل و دفع الصراعات بشكل سلمي.

9 Comments on “البعض من المثقفين الكورد و التطبيل للحرب الاوكرانية و التحالفات الرأسمالية.-  هشام عقراوي”

  1. تحية طيبة و جميلة لكم الاستاذ هشام عقراوي

    مؤخرا وقبل بضعة ايام و نتيجة هذه الحرب العبثية بين روسيا واوكرانيا , قد سمعت عن معلومات لم اكن اعرفها ابدا, وطبعا عندما نتحدث عن الاوكرانين و الروس فنحن نتحدث عن شعب لهما نفس الاصول و اللغة المشتركة تماما كما نتحدث عن الكورد و الفرس والبلووج و الطاجاك او كما نتحدث عن الالمان و السويدين و الدنماركين و الاسكندنافين …الخ المقصد هنا, عندما بدان الثورة البلشفية 1917 في روسيا ومن ثم اجتاحت اوكرانيا في 1920 فان احدى المظاهر السلبية لها انها قامت بمنع و تجرييم اللغة الاوكرانية وفرضت اللغة الروسية, وهذا يفسر سر انضمام بعض الاوكرانين الى النازين كردة فعل, ولكن النازين عندما اجتاحوا مدينة كييف عاصمة اوكرانيا 1941 فانهم قد هدموا 40 بالمئة من المدينة, و بالتالي ان انكار الاوكرانيين اليوم لحقوق الروس الذين يشكلون 30 بالمئة من تعداد نفوس الاوكرانيين, هي من منطلق اعادة الصاع للروس من وجهة نظر الاوكرانيين اثناء فترة منع اللغة الاوكرانية.
    هي حلقة مفرغة و دائرية الى اللانهاية و سوف تبتلع كليهما الروس و الاوكران, ما دام الطرفين لا يريدان التصالح مع ماضيهما و ابدا صفحة جديدة على التكامل و الاتمام لبعضهما.

    Bimînin xweşbar
    ودمتم بخير

    1. المتابع القدير ريزان المحترم
      بداية أشكر تعقيبك و تعليقاتك على المواضيع المنشورة و مشاركتك في تبيان الحقيقة و الرأي و الراي و الاخر. ما تفضلت به هنا صحيح و أتفق معك فيما ذهبت الية و هذا السرد التأريخي للعلاقة بين الروس و الاوكرانيين و عن التواجد الروسي في أوكرانيا و اجب و مفيد.
      أما أعادة الصاع الى الروسي من قبل الاوكرانيين فهذا يعني انهم يحملون الحقد على الروس الذين تحولوا الى جزء من أوكرانيا. تماما بنفس طريقة تحول الاتراك الى جزء من الروم الشرقية ( تركيا اليوم) و لا أحد يستطيع أزاحة أو حتى يفكر بأعادة القسطنطينية الى روما. بعض الاشياء تتحول الى واقع بمرور الوقت و التواجد الروسي كما العربي في كركوك تحول الى واقع و أي محاولة كوردية لتصحيح التعريب في كركوك يقابلها أرتفاع أصوات بوصف العملية ( تكريد كركوك). و عند دخول القوميات الى هذه المعمعة السياسية القومية العنصرية المضمون يؤدي هذا الى ما أسميتة في تعليقك هذا ( بالحلقة المفرغة) و هذه تسمية جيدة لوصف الواقع الاوكراني الجديد و ما يريد العالم خلقة في أوكرانيا. و أختم ردي هذا بأخر سطر من تعليقكم الذي هو زبدة الموضوع: “سوف تبتلع كليهما الروس و الاوكران, ما دام الطرفين لا يريدان التصالح مع ماضيهما و ابدا صفحة جديدة على التكامل و الاتمام لبعضهما”.
      مع فائق أحترامي
      أخوكم
      هشام عقراوي

  2. ان الدفاع عن أطفال أوكرانيا ليس دعما للغرب.
    ان من بدأ الحرب هو الحاكم الشمولي الأوحد فلاديمير بوتن الذي يحكم روسيا لأكثر من 20 سنة
    ان من دمر المدن الأوكرانية هو جيش الروسي بأوامر فلاديمير بوتين.
    ان من احتل القرم هو فلاديمير بوتين.
    ان الروس استولوا على الأراضي في الدول التي كانت تابعة للاتحاد السوفياتي كما جرت وتجري عملية تعريب لكردستان، وبوتن يحاول فرض امر الواقع على أوكرانيا بمنح تلك المناطق التي سكنها الروس استقلالها كي تصبح جزءا من روسيا
    لست مدافعا عن ناتو ولا عن الولايات المتحدة الامريكية، ولكني استنكر قتل أطفال اوكرانيا من قبل فلاديمير بوتين كما استنكرنا قتل أطفال حلبجة والانفال على يد صدام حسين.
    ان قتل الأطفال بالصواريخ والطائرات، فهو من أكبر الجرائم ضد الإنسانية حتى ولو كان الآمر بإطلاق الصاروخ قديسا او وليا او مرجعا دينيا مدعين الإيمان بالله، فلابد ان يحاكم كمجرم حرب وينال جزائه ولا تؤخذ به رأفة.
    ان فلاديمير بوتين مجرم ضد الانسانية مثله مثل صدام حسين وكل من يقتل الاطفال

    1. الاخ العزيز أحمد المحترم
      شكرا لمرورك الكريم و أقول أن قتل الاطفال و المدنيين جريمة ايا كان الفاعل و الذي يتسبب بقتل المدنيين بكامل قواة العقلية فهي ايضا جريمة. بأختصار أستطيع القول أن ما يقوم به بوتين جريمة بحق المدنيين و ما تقوم به أمريكا و الغرب ايضا جريمة بحق المدنيين و ما يقوم به الرئيس الاوكراني هي أيضا جريمة بحق المدنيين.
      و تقبل أحترامي
      هشام عقراوي

  3. للأخ العزيز هشام عقراوي ؟
    ١: قولك {المثقف الكوردي يستطيع أن يكون ضد الحرب بشكل عام} هو عين العقل والصواب ، وكارثة البشرية اليوم أنهم لا يدافعون عن الحق لابل ويساندون الباطل رغم وضوحه ؟

    ٢: هل علمت ألان لماذا أتى النظام النظام العالمي الجديد والدولة العميقة في أمريكا بالخرف بايدن الذي لا يميز بين أخته وزوجته ، والذي قلت عنه بعد فوزه بتزوير الانتخابات بانه سيكون كارثة على أمريكا والعالم ، وهذا ما حدث والاتي أسوا ؟

    ٣: جريمة بوتين لا تقل عن جريمة شياطين الغرب والناتو إذ قام بغزو دولة جارة تدين بدينه وبمعتقد الارثدوكسي بجيش جرار وباسلحة فتاكة وتدميرها وتهجير الملايين من سكانها بعد ان سقط في فخ حماقته وغروره باكاذيب لا تنطلي حتى على صبيان السياسة {فهل غزوه لشمال جورجيا وتاسيس جمهوريات له كان يحكمها أيضا نازيون) وهو المنتقد لهم غزوهم للعراق بالاكاذيب ، وقبلها غازيا شمال جورجيا والقرم وسوريا ؟

    ٤: المؤسف أن غروره وأحلامه المريضة التي صورها له عقل معلمه المعتوه “ألكسندر دوكين ” بأنه قادر على إحياء جثة مات وتعفنت لابل وتمزقت اوصالها إلى دول وانظم بعضها لحلف الناتو من خلال الغزو والتهديد بالنووي ، حيث صرح هذا المعتوه (يجب على روسيا أن تنتصر ولو على حساب فناء العالم بالنووي ) سلام ؟

    1. أخي العزيز سرسبيندار السندي المحترم
      أشكر مرورك الكريم و الاضافات التي طرحتها. لا أختلف معك في النقاط التي طرحتها.
      أخوكم
      هشام عقراوي

  4. تحياتي الى لك يا استاذ الكريم . اول شي يجب على المثقفين كورد يدافعو عن القضية كورديا و كوردستان . ثاني شيء الشعوب يتحرر بروح الوطنية و قومية و عنصرية و للقوة و ليس مثلنا الكورد و اذا نحنا الكورد تكون قومين و طنين و عنصرين و سوف نتحرر من تحت احتلال عربي و تركيا و فارسي . و تحياتي

  5. عزيزي الاخ هشام عقراوي المخترم ، لقد ارسلت قبل يومين مقال تخت عنوان (ماذا يعني … اطاحة بوتين ببعض مستشاريه الصغار) فلا أدري هل وصلك أم لا حيث الجهاز غندي احيانا كثيرا ما يتفرزن مع الشكر الجزييل ؟
    …………………………
    الاخ سرسبيندار المحترم
    هذا هو موقعكم الشخصي و هناك تجد المواضيع المنشورة و من بينها المقالة المذكورة
    https://sotkurdistan.net/category/%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%83%d9%88%d8%b1%d8%af%d8%b3%d8%aa%d8%a7%d9%86/%d8%b3%d8%b1%d8%b3%d8%a8%d9%8a%d9%86%d8%af%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%86%d8%af%d9%8a/
    صوت كوردستان

  6. الاستاذ هشام عقراوي المحترم شكرا جزيلا لكم على كل ما تفضلتم من تحليل على موضوع الحرب الروسية على اوكرانيا وما الت اليه من حالات مؤلمة والتي هي نتاج الحروب التي تحصل … اما عن موقف المثقفين الكورد في الوقوف مع جانب ضد جانب آخر فانه امر يدعو للاسف وكان من الاجدى ان يدعوا الى وقف الحرب وليس الانحياز ، وكما هو معلوم فان المعسكرين الغربي و الشرقي طالما وقفوا موقف المتفرج من الاعتداءات التي تعرض لها الكورد خلال القرن الماضي والحالي لا بل انهم قدموا الدعم بمختلف اشكاله الى الانظمة التي تحاول طمس الهوية الكوردية … مع فائق احترامي وتقديري

Comments are closed.