المعطيات السياسية بعد الانتخابات في العراق «كأنك يا أبو زيد ما غزيت» / د.سوزان ئاميدي 

التنافس السياسي في العراق اصبح أكثر حدة وظهور بسبب كثرة الانقسامات وتوسع نفوذ إيران فضلا عن تدخل دول اقليمية أخرى كردةفعل للتدخل الايراني ومقابل ذلك المجتمع الدولي وعلى راسه امريكا التي تراقب المشهد السياسي وتطالب بالاستقرار ولكن متأملة صراعايحصل بين مكونات هذه المنطقة المذهبية مستقبلا .

الاحزاب الشيعية تعيش في وادي بعيد عن ارض الواقع المزري وان ظهر بينهم طرف او اطراف عراقية محاولين التغيير ( التحالف الثلاثينموذجا ) يسعى الاخرون دون تحقيق ذلك ليصبح المشهد السياسي مخالف لكل التصورات والتوقعات ، فانسحاب كتلة فائزة متصدرة فيالانتخابات عن تشكيل الحكومة والعملية السياسية وحل محلها اطراف غير فائزة وفاسده وفاقدة لثقة الشعب والتي كانت السبب في تقديمموعد الانتخابات بعد مناهضة شعبية امر يدعو للقلق ويهدد مستقبل العراق والنظام الديموقراطي فيه.

بامكننا القول بان مظاهرات تشرين لها دور فيما أفرزته نتائج الانتخابات وخسارة الاحزاب والميليشيات الطائفية وتحول في توجهات بعضالاطراف التي قد ادركت خطورة المرحلة ، ولكن هذا لم يلغي النفس الطائفي لدى بعض الاحزاب والمجاميع التي اتخذت من الطائفية ورقةضغط قبل الانتخابات وبعدها لإدامة تواجدها في السلطة وعدم خسارة امتيازاتها فنراها اكثر تقربا وعمالة لإيران الامر الذي يهدم اي نفساو تفكير وطني بمعنى آخر قوة سيطرة ايران على العراق بشكل عام وعلى قراراها السياسي بشكل خاص مع ضعف امكانيات العراقللردع يجعل الامر شبه مستحيل في التغيير المطلوب .

وهنا سؤال يطرح نفسه: هل هذا يبرر لتيار سياسي حاصل على اعلى نسبة مقاعد البرلمان الانسحاب من تشكيل الحكومة ؟ انا عن نفسيلا اراه مبررا لذلك بل بالعكس اراه معززا من اجل البقاء والإصرار على تشكيل الحكومة ليس فقط لتحقيق المطلب الشعبي ( الناخبين) بللتعزيز الجبهة الوطنية ضد التدخل الخارجي والخروج من مازق التبعية .

وما خلفه هذا الانسحاب هو ان الطرف الآخر ( تحالف الاطار التنسيقي ) المعطل لتشكيل الحكومة رحب بقرار سيد مقتدى الصدر فيالانسحاب وأستقبل الامر بكل اريحية واعتبر ان انسحاب التيار هو إنهاء للانسداد السياسي ومن ثم جاؤا مسرعين ليحلوا محل نواب الكتلةالمتصدرة في الانتخابات لتصبح الكتلة الاكبر في البرلمان وتتصدر المشهد السياسي وقراراته .

هنا سؤال اخر يفرض نفسه وبقوة: هل هذا ما كان يطمح له سيد مقتدى الصدر بقراره في الانسحاب ان يسلم مقدرات الحكم بيد منأعتبرهم مفسدين او تابعين؟! اذ لم تمضي ايام على قرار الانسحاب وكوادر الاطار يتحدثون عن تعديلات في القوانين لصالحهم .

يبدو لي ان الصدريين نادمين على قرارهم في الانسحاب ولهذا نسمع تصريحات منهم اقرب الى التهديد للعملية السياسية ويوحي الى انهممقدمين على امر ما “إن جرت الرياح بما لا يشتهون” والاغلب هو النزول للشارع وارى ان ذلك سيضعف الكتلة الصدرية خاصة وان المجتمعالدولي مشغول جدا باوضاع دولية اقليمية غير مستقرة وعليه لايرغب حاليا وجود عدم استقرار في العراق  .

في الواقع ارى ان الاطار التنسيقي قد يعجز عن تشكيل الحكومة دون موافقة سيد مقتدى الصدر لذا فالمرجح حل مجلس النواب واللجوءالى انتخابات مبكرة وكأنك يا ابو زيد ما غزيت .