المعطيات السياسية تدعو الى ضرورة وحدة الصف الكوردستاني  / د.سوزان ئاميدي 

العالم كله يعلم عن المدة الزمنية التي استغرقها الكورد لتحقيق هذا النوعمن الاستقلال الذاتي فضلا عن الثمن الغالي الذي دفعه من حياته من اجلذلك .

ان تنامي الوعي القومي الكوردي مع استمرار تزايد الاضطهاد القومي من الحكومات المركزية المتعاقبة ادى الى توحيد المجتمع الكوردي فجاءتالحركات الكورديه كصرخة شعبية لواقعهم المزري .

واليوم بعد ان حصل الكورد في العراق على بعض المكتسبات الشرعيةضمن حدود اقليم كوردستان اصبحوا يواجهون قوى اقليمية تهدد امنهمواستقرارهم اضافة الى الضغوطات المركزية من خلال عدم تطبيق موادالدستور التي تخص اقليم كوردستان ، فرغم ان العراق اختار النظامالفدرالي من اجل المحافظة على المصالح العامة والامن والاستقرار وهذا ماجسده الدستور  في تنظيم عملية الحكم الا ان الاحزاب المركزيه الممثلة فيالحكومة العراقية لم ولن تحترم او تراعي هذه المصالح الامر الذي أفقدهااسس العدالة الاجتماعية بين المواطنين ، والسبب يعود الى ان الدولالشرقية تفتقر الى ممارسة هذا المنهج السياسي بل أنها تفتقر الىمفاهيم السلطة المركزية او الفدرالية او تقاسم السلطة فالدارج عند هذهالدول هى السلطة المركزية القسرية ، اما بالنسبة للكورد فالفدرالية هوتعبير عن تجربة تاريخية سياسية ، حيث ركز نضالهم على اقامة علاقةسليمة مع العرب والتركمان .

وضمن هذه المعطيات ومعطيات اقليمية اخرى اذ تلتقي مصالح جميعالدول التي تعيش الكورد فيها على محاربة القضية الكوردية والحيلولةدون تحقيق الكورد لاهدافهم وان وقفت احدى الدول مع الكورد فبالتاكيدكانت لها مصلحة حتى في أحلك الضروف التي مر بها الكورد ، الامر الذييوجب على الكورد التوحد فيما بينهم ليؤمنوا القوة الكافية لردع اياعتداء ولتذليل الأزمات والتي تتمثل بالضغوط المركزية والاقليمية فضلاعن الضغوطات المحلية لاقليم كوردستان.

اما بالنسبة الى الخلافات السياسية والصراع على السلطة فهو امر واردومشروع في ظل الانظمة الديمقراطية ولكن يجب الفصل بين الخلافاتالسياسية والصراع على السلطة داخل الاقليم من جهة وبين الخلافات بينالاقليم والحكومة الاتحادية من جهة اخرى بمعنى ان لا تؤثر الخلافاتداخل الاقليم ومستحقاته مع الحكومة الاتحادية ومواجهته للتدخلالاقليمي السافر ومصالح الاقليم الدولية.

فيما سبق وجود المعارضة تعزيز لمفهوم الديمقراطية وبذلك تعتبرالمعارضة كخصم سياسي وليس عدواً وإنما بالتواصل والجلوسوالنقاش للوصول الى الحلول الوسطى المشتركة ، وبالمقابل علىالمعارضة ان تسلك الطرق السلمية القانونية بمعنى ان تعبر عن اختلافهامع السلطة بشكل مسؤول.