أوراق منثوره – عبود والهندر – رافع يونان السندى 

 

ان تراث العراق مليئ بالحكم والعبر ان كانت قصص تسرد اوامثال تقال او حوادث تحكى وبين ثنايا هذا التراث الجميل وأسفاره نتعلم دروس تقودنا عبر سنين العمر لطريق الصواب والقول الجميل

ومن هذه القصص الجميله والتى تحكى وضعنا المؤلم الان بكل حذافيرها قصه قصيره

يحكى ان كان هناك سائق سياره اجره على طريق بغداد البصره أعطاه الله من كمال الجسم وقوته ما انقصه الله من عقله بمقداره …..

يوزن امور  الحياه بمقدار قوته عضلاته وقد غيب العقل عنده تماما لا يعرف معنى للغد

ذات يوم وهو ينتظر كعادته ركاب. الى البصره تقدم رجل وقور من لباسه الاافرنجى وسدارته السوداءوحقيبه يده يدلك على مقدار وقاره ومنزلته الرفيعه والتى لم يفطن لها عبود الذى ملئ الموقف صياحا باحثًا عن زبائن

فقال له الافندى تروح للبصره

نعم بيك بالخدمه

طيب أريدك تاخذنى للبصره هسه وانا ادفع لك اجره السياره قالها بصوت يعبر عن عز  وعزم لم يفهمه عبود ولن يفهمه

صار بيك تفضل

ركب الافندى فى الخلف  وانطلق عبود وهو يثرثر بكل ما هب ودب فى البلد وبلا علم ولا منطق  والرجل قد رضى بالسكوت على مضض مطبقا مبدأ السكوت من ذهب املا ان يصل للبصره سريعا

عندما بلغوا مدينه الكوت شاهد عبود رجل واقف على قرعه الطريق العام بهيئه مسافر فهم عبود ذلك توقف على الفور بدون استأذان سائلًا

عمى وين رايح ؟

والله للبصره

اصعد عمو

بكل أدب قال الافندى بس ان مأجور السياره خصوصى هذا مو لائق

قال بيك خطيه هذا الرجال نوصله السياره فارغه

سكت الافندى على مضض مأمنا بالإحسان والكرم عسى ان ينال منه شئ

قبل ان يصل مدينه على الغربى توقف عبود  ليأخذ زوج وزوجته من فرعه الطريق وبدون سؤال او استأذان هنا اشتاط الافندى غضبا قال لا يمكن ان تعمل هذا

وانا لا اقبل انا اجرتها خصوصى

أخذ عبود الهندر بيده ولوح به وقال

تسكت لا اضربك بالهندر (اله تشغيل السيارات القديمه جدا) كيف لا وقد استلم وقبض اجرته مقدمًا

لم يتكلم الحليم ولم ينطق بكلمه

اكمل المشوار وصلوا الى گراج  البصره أعطاه الرجل الافندى اكراميه فوق اجرته وودعه على مضض

فى اليوم التالي وبينما عبود يملئ الموقف نباحا وصياحا يبحث عن ضالته تقدم شرطيان يسألون عن عبود ( الرجل الضخم صاحب السياره الحمراء اجره )

قال انا عبود

تفضل معنا انت مطلوب للحضور الى المحكمه

أخذ عبود الى المحكمه وحال دخوله الى المحكمه وهو يرتجف خوفًا من المجهول

رأى الافندى وهو حاكم البصره فقال الحاكم

تعال تقدم عرفتني واستطرد قائلا بصوت صارم انت ليش ….

فقاطعه عبود على الفور  وقال

انا غلطان وكل… ابن ١٦ كا…

الى تأمر بى انا حاضر

فقال القاضى هسه انى الى امر  لان هسه انى الى بأيدى الهندر

قال الحاكم لا تأخذ حق الناس لان بعيدن يأخذون حقهم منك مفهوم اذا مو بنفس اليوم حتى بعدين

باط الكلام

هذا حال العراق اليوم وبكل اسف وقهر يوجع

اليوم الهندر بيد المليشيات والحاقدين أسيادهم

وغدا سيكون  الهندر بيدنا حتما ولا بد ولكن لن نطردهم قبل ان يدفعوا حساب ما اقترفت اياديكم عن كل  قطره  دم سفكت بدون ذنب  عن كل دينار اهدر بدون حق  عن كل دقيقه سرقت من المستقبل بدون رحمه عن كل ثانيه تألم بها ابائنا وبكل دمعه بكت بها امهاتنا نعم هذا ما حصل لشعوب كثيره وسيحصل العراق قريبا

ان طبخه الاطاحه بنظام الملالى الهرم قد استوت والنظام لفظ من شعبه اولا قبل العالم وبوادر تحرير ايران ومن ثم شعوب اخرى قد ازف ان لم يكن فقط مجرد اشهر قلال

عند ذاك لن يلومنا احد ولن نلام بأحد بما سيكون ردنا وقرارنا كشعب مظلوم ومهمش ومنهوب

ان الظلم لا يدوم مهما طال والله يمهل ولا يهمل

ويا رب انصر من يريد خيرا للوطن والشعب وأعطه القوه والحكمه حتى يكمل مشوار وطريق الحريه امين يا رب

One Comment on “أوراق منثوره – عبود والهندر – رافع يونان السندى ”

  1. ** من ألأخر: وأضيف يلعن أبو اليرحمهم بذاك اليوم مع ملاليهم الذين تنبأ الشاه الراحل بمصيرهم حيث قال
    (سياتي اليوم الذي لن ينجو فيه رجال الدين في إيران بفروة رؤوسهم) والمسألة مسألةوقت مع كل العفن الذيفي المنطقة ، سلام ؟

Comments are closed.