أضواء على محاضرة اولدنبرك – الصوفية وعلاقتها بالئيزديين – :  – حاجي علو  

ألقت الأميرة عالية بازيد بك مشكورة محاضرة عن الصوفية وعلاقتها بالئيزديين في البيت الئيزدي في أولدنبرك 19.2,2023, وقد حضرناها بدعوة عامة وجهها لنا الأخ صالح عبدو فلبيناها شاكرين آملاً أن أُصحح بعض الإتجاهات الفكرية الخاطئة عن ديننا وتاريخنا, فرغم تراكمها الكبير لكننا لن نيأس, لم يصدمني العنوان إنما التفاسير صدمتني, لقد قالوا كلَّ شيء إلاّ الحقيقة, كلُّهم, كل الحضور بمن فيهم رأس الحربة الأميرة المحاضرة, لقد بدا لي واضحاً أن المشكلة هي في التسمية , بدايةً قالت الأميرة أن الصوفيّة كانت قبل الإسلام وهذا خطأٌ فظيع, نعم طرق التعبّد هي كثيرة ومتنوّعة وقديمة وقد تتشابه بعض الشيء لكنها ليست هي, ومنها ما سبق الإسلام بكثير لكن كل شعب أو دين بلغته وأسمائه ومصطلحاته وأٌلقابه وكنياته, ولا علاقة لمادتهم الدينية ببعضها إلاّ إذا كان دينهم مشتركاً (نفس الدين) الصوفية والتصوّف تسمية عربية إسلامية لا توجد بين غير المسلمين أبداً ولا بين العرب المسلمين, وقد أطلقها العرب المسلمون على من أسلم من الأجانب وإجتهد في التعبّد بشكل يُناقض الإسلام بشدة (كالكرامات مثلاً) لكنهم مسلمون وبعضه قد إستعربوا مثل الحسن البصري الذي ولد في الأسر في المدينة , وهكذا فوصفُ الئيزديين أهم رموزهم بالتصوّف يضعونهم في خانة الإسلام المنحرف, ولنا من الألقاب الدينية ما يُقابل التصوف لكن مُثقفينا ممنوع أو حرامٌ عليهم إستخدام الألقاب غير الواردة في الكتب الصفراء التي تفسر كل شيء لصالح الإسلام, فالحلاج عدو الإسلام يُسمونه صوفيّاً مسلماً ولشدة تديّنه خرج عن الصواب فكفر, وهو لم يتكلّم العربية ولا حفظ حديثاً ولا آيةً إنما حالما بلغ سن الرشد 19 سنة إنضم إلى الثورات ضد الإسلام والدولة الإسلامية (ثورة العبيد ثم القرامطة) حتى قبض عليه وقتل, وصاحبه جُنيد لم يكن أفضل إسلاماً منه لكنه تدبّر أمره وإنسلَّ من الإعدام وكثيرون من الزنادقة الذين تملّصوا من الإعدام بحيلٍ مختلفة إعتبرو متصوّفة مسلمين غايةً في الإيمان, الشيخ عدي الذي إنسلخ جده العاشر عن الإسلام والعروبة منذ 132 هجرية وإعترف بنفسه وتعهّد بأنّ (الطريق الشمساني هو حقيقة الأركان السماوية وقد إتبعتُه بكل إيمان …. ) يصفه الئيزديون أنفسهم بالتصوف, التصوف ولبس الصوف تعذيباً للنفس للتقرّب إلى الله عندنا معروف ونسميه بالفقير وهناك الكوجك والشكستي والجلةكًر والقوال … هي كلها أسماء للتزهّد لكنها لم ترد في الكتب الصفراء والكتبة الئيزديون لا يتعاملون إلاّ مع من ورد إسمه في تلك الكتب التي يختلف فيها المسلمون أنفسهم كثيراً جداً, وكل إعتماد على غير تلك الكتب يعني خرافات وأساطير بلا أساس أكاديمي بينما علم الصدر ليس موضع ثقة مطعونٌ فيه  وقصص الئيزديين التاريخية خرافات وأساطير من يعتمد عليها لا يفهم شيئاً , الذي جلب إنتباهي أن المحاضرة ذكرت عدة نصوص للئيزديين مثل قول الحلاج وقرةفرقان قالت أن فيها ذكرت التصوف فأقول لمن لديه تلك الأقوال أن يتفحّصها لعلني أكون أنا مخطئاً . هل وجدتم مسيحياً أو يهودياً أو هندياً يستخدم كلمة تصوف في تسمية رجال دينه أو متزهديه ؟

علاقة الذين يُسمّيهم الإسلام العربي بالصوفية أو المُتصوّفة أو إتهموا بالزندقة وقتلوا في العصر العباسي علاقتهم بالئيزديين حقيقيّة 100% لكن لا علاقة للدين بها, علاقتهم علاقة قربى علاقة قوميّة دينيّة سابقة, هم كلهم من العنصر الفارسي الكوردي بالدين الزرادشتي الداسني الشمساني, ليس فيهم عربيٌّ واحد ولا مَن هو أصله عربي , فرض عليهم الإسلام بالسبف , ولما وقفوا على تناقضاته قفزوا على الدين إلى الله مباشرةً حتى خرجوا عن الصواب , وبعضهم لم يُؤمن بالإسلام حتى وفاته ولم يُكشف, الحلاج, يوصف في قوله بأنه زركًون وهو لقب البيت الشمساني البيراني من سكان الحضر هربوا إلى مختلف الجهات في زمن المعتصم بعد هزيمة جعفر الداسني, وعاد هو من أصفهان للقتال في العراق ثائراً, أبومسلم الخراساني قتل أحد أهم أصحابه المزداسنيين  (به أفرويد) فوراً عندما نطق بإسم الإسلام وإسمه مسلم, جميع المذكورين في مسلسل تسليم الخرقة (قلائد الجواهر ص4) بمن فيهم الكيلاني, ممجدون عندنا وإسلامهم مرفوض عربياً أو مشكوك فيه, رابعة العدوية (فارسية أو كوردية من البصرة) قتل أباها وسُبيت هي وأخواتها في إحدى الغزوات العربية كالتي في كوجوـ سنجار وهي بعمر تسع سنين, نجت من الأسر بعدما قضت سنين في سوق النخاسة وتداول الأيادي , حتى فقدت قدرتها على الزواج و الإنجاب فتزهّدت وتصوّفت بحسب التعريف العربي عسى أن تجد لنفسها بعض العزاء في الآخرة …… هؤلاء كلّهم وغيرهم كثيرون هم جزء من التاريخ الداسني حفظتهم قصصنا الإخبارية في الذاكرة حتى دخلت أسماؤهم في المشورات والأقوال الئيزدية  وبعضهم لهم نياشين في لالش تشعل لهم فتائل. ؟؟؟؟؟؟

حاجي علو

  1. 2 . 2023

ـالهامش:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

زنديق: كلمة فارسية مُحوّرة من زندكًي , أي الحياة أو الحي, بمعنى أنه لم يتخلَّ عن دينه الزرادشتي رغم كونه مسلم في العلن , فالدين الزرادشتي لا يزال حياً فيه فهو كافر دين الكفر حي  فيه,وبالتعريب زندكًي, تحوّر إلى زندقي ومشتقاتها

3 Comments on “ أضواء على محاضرة اولدنبرك – الصوفية وعلاقتها بالئيزديين – :  – حاجي علو  ”

  1. ** من ألأخر { ١: مصيبة الكثيرين من أمة الكورد أنهم لازالولليوم يدافعون عن دين غزاتهم وجلاديهم رغم سطوع شمس الحقيقة والمعرفة…٢: حقيقة تقول بان معظم من يفتخر بهم الاعراب والمسلمون اليوم من المتصوفة والفلاسفة والعلماء هم ملاحدة وزنادقة كفرو بمحمد ودينه وقرانه بعد سطوع شمس الحق والحقيقة في عقولهم وضمائرهم ووجدانهم ؟..٣: هنيئا لمن ملك العقل وإستحسن إستخدمه إذ لا يقوى على قول الحق والحقيقة إلا الفرسان والابطال ، سلام ؟

  2. مرحبا .. اخواني عندما نلقي ضوءا على امر ما وجب علينا ان لانعميه بالظلام لاننا في حرج وضيق شديد داخل البلد العراقي.. علينا بصيص امل هنا وليس جنه المانيا .. التصوف قبل بالاسلام بكثير بدأ من افلاطون كان متصوفا ثم القابلاه التوراتية تعنى التصوف والرهبة المسيحية ايضا اضافة الى التاوية والهندوسية .. والرجل المتصوف لايعترف وليس له دين ما بل يصبح انسانيا 100% … وللعلم الشيخ عدى لم يعتبره المسلمين متصوفا ولاحتى عدويا صاحب طريقه بل تجنبوه لانه صاحب وتبع اهل هكار …وعند تعداد متصوفة الشرق الاوسط نجد عبدالقادر الكيلاني واحمد الرفاعي واحمد بدوى والشاذلي دون الشيخ العام عدى . وحتى عراقيا ذكر فقط المتصوفة عبدالقادر الكيلاني واحمد الرفاعي ولاداعي فرض اللوم على شيخ ادي في اي شاردة وواردة وهو نفسه لم يقل انا اداني او هكارى او غيرها بل قال انا الشيخ والمريد .. وياأخ علو نعم انتقد اي امر لكن المساس بكلمات غير ازيدية على اي انسان لاتنفعنا وغير لائقة لاعمارنا واخلاقنا بل الحكمة تقول – عاتب اخاك بالاحسان اليه . واخيرا في قه رفرقان اكثر من ذكر لاسم الدروايش الاقرب والمرادف للتصوف …..

  3. تحية طيبة
    أخي العزيز الأسماء لمسمياتها , وكل بلغته ومعانيه , فلا تخلط الأسماء , طرق العبادة كثيرة ومتعددة وقديمة ولبس الصوف كان لجميع البشر قبل أن يتعرفوا على القطن ولا يصح إلا الإسم الذي يستخدمه صاحبه ولأفكاره, نحن عندنا أسماء إستخدمها الئيزديون وليس لنا علاقة بالٍماء الغريبة عندنا درويش وكوجك وشكستي وكلها طرق عبادة مشابهة للتصوف لكن أحداً منهم لم يسبح بالتسبيحة العربية ولا ذكروا مرة واحدو كلمة (ص) ولا صلوا ركعةً واحدة وكل صوفي لا كلام يخرج من فمه غير تلك الكلمات وإن كانوا منحرفين يعترفون بكثير مما يُنافي الإسلام وشكراً

Comments are closed.