الحزب القائد وغطرسته السياسية – زيد محمود علي

محرر صحفي  –
((افترض بول ويلستون أن السياسة التي لا تراعي اهتمامات وظروف حياة الناس ، وهي سياسة لا تتحدث إلى الناس ولا تشملهم ، هي سياسة متعجرفة فكريا تستحق الفشل. وفقًا لأنشيتا أغاروال ))1، فإن الغطرسة السياسية هي الموقف الذي لا يقبل فيه الناس الآخرين أو أفكارهم ، لكنهم يعتبرون أنفسهم متفوقين إن الغطرسة ، مقترنة بمجموعة من العوامل مثل  الفضائح المالية ، وإثراء النخبة الذاتية واختيار المرشحين غير الأخلاقيين للمناصب السياسية ، تعمل على تآكل شعبية الحزب الحاكم بشكل مطرد. إذا استمر القادة (الوطنيون والإقليميون) في عدم التكيف مع التغييرات ، والتي تشمل مراعاة احتياجات وأفكار الآخرين أيضًا ، فقد يؤدي ذلك إلى استمرار سقوطهم. يعتقد الكثير من القادة أن الغطرسة تجعلهم يبدون أقوياء وأكثر ولاءً ، ولكن على المدى الطويل ، تساهم هذه الغطرسة نفسها في التصويت الخامل. ويوم بعد يوم مثل بعض الأحزاب التي تعتبر نفسها في المقدمة ، وهي أحزاب لخدمة شعبها ولكن كما نرى هذه الأحزاب لاتعطي أي قيمة لمناصرينا ومناضليها الذين ضحوا من أجل هذا الحزب بل قياس الحزب القائد مصلحته الآنية لا اكثر هو مدى الاستفادة من العناصر اما بعد ذلك لايهمها ماذا سيكون وماذا سيجري ، وخاصة أن القيادة في مثل هذه الأحزاب اعتمدت على قيادات الوسطية  البعض منها فاشلة ومصلحية ولايهمها مستقبل الحزب بقدر ما يهمها المصلحة الشخصية ، وهنالك الكثيرين سيطروا على ثروات الحزب واستغلوا بعض الاستثمارات الحكومية  التي تحت سيطرة الحزب ، وفضلا عن ذلك أن أمثال هذه الأحزاب التي تعتبر نفسها ريادية لا تعتبر شيء للمؤهلات بل القياس الحزبي فقط ، وذلك يؤثر على سمعتها الجماهيرية وكما نرى اليوم في واقعنا أن غياب جماهيرية الأحزاب وحتى الجماهير ترفضها ولكن ليس بالعلن خوفا من السلطات الأمنية وغطرسة مثل هذه الأحزاب الضالمة التي لايهمها الا مصالحها .. أما تفوق هذه الأحزاب في مجال الاعمار واستثمار المحاصيل والمبالغ الكبيرة وفي نفس الوقت دمرت الطبقات الفقيرة من خلال تهميشهم وظهرت الفروق بين الطبقة الفقيرة والغنية ، نرى راتب المسؤولين ينطلق من ستة ملايين فمافوق والطبقة المضطهدة  وهي طبقة المتقاعدين والموظفين وأصحاب الاحتياجات الخاصة من ١٢٠ الف الى ٢٢٠ الف وأصبحت فوارق شاسعة دون احساس وملاحظة المسؤولين ، وهكذا فاليفتخر أصحاب الواسطات وأصحاب السلطة والأحزاب التي تعتبر نفسها في المقدمة انتهت في مأزق أن كانوا يعرفون ذلك أو لايعرفون ، والمستقبل كفيل في ذلك ، والمسألة المهمة كلما همش الحزب الكبير لقمة عيش الفقراء والمحتاجين كلما يكون سقوطه اكيد وكلما اهتم ورفع من مستويات الطبقات الفقيرة والشغيلة في المجتمع كلما كان في ديمومة النجاح وذلك يظل أن يلاحظ ذلك مسؤولي الحزب القائد …؟
                                                  المصدر
new era live-1