ما يحدث في إسرائيل الأن من ثلاثة زوايا-   بيار روباري

 

إن ما يحدث اليوم في إسرائيل، له أسباب كثيرة منها ما هو إيدولوجي، ديني، عنصري، شخصي وغير ذلك ويطول شرحه، ولكن يمكن تلخيص جوهر الموضوع في ثلاثة نقاط أساسية هي:

الأولى:

سعي اليمين المتطرف الإسرائيلي بقيادة الفاسد “بنيامين نتنياهو” وضع يده على القضاء من خلال تحجيم صلاحيات ودور المحكمة العليا الإسرائيلية. وتحويل النظام الديمقراطي الحالي إلى نظام مستبد وفردي على الطريقة الأسدية والبرزانية.

الثانية:

إنسداد أفق السلام بين الفلسطيين والإسرائيليين، وهذا يتحمل مسؤوليته جميع القوى السياسية الإسرائيلية

الحالية والقديمة، بإستثناء الحزب الشيوعي الإسرائيلي (ركاح) وحركة ميريس.

الثالثة:

الدعم الغربي وخصوصآ الأمريكي الأعمى لإسرائيل، وصمتهم المخزي عن جرائم الدولة الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، مثلما فعلوا ويفعلون مع إجرام الدولة التركية بحق الشعب الكردي على مدى

(100) مئة عام ومعها الدولة الفارسية اللقيطة. ولهذا وصل الوضع في هذه الدول الثلاثة إلى حد الإنفجار في كل لحظة. أكبر حماقة سياسية لا بل جناية إرتكبها ويرتكبها الأنظمة الغربية عندما دعمت وتدعم أنظمة إستبدادية شريرة ومتطرفة مثل تلك التي ذكرناها مقابل فوائد إقتصادية تذهب جلها لجيوب الشركات الكبرى ولا يستفيد منها شعوب الدول الغربية.

وقبل الدخول في مضمون الموضوع، ولكي لا يخرجنا علينا أحد من المزاودين ويقول لماذا لم تتحدث عن كذا وكذا، أقول له سلفآ أعلم عن المجتمع الإسرائيلي وتعقيداته وتناقضاته والعنصرية الموجودة فيه تجاه اليهود الشرقيين الكثير وسياسات الدولة الإسرائيلية الخارجية وموقفها السلبي من القضية الكردية في شمال كردستان تحديدآ، وأعلم بكم الجرائم التي إقترفتها هذه الدولة بحق الشعب الفلسطيني، وأعلم أيضآ بأن الديمقراطية الإسرائلية عرجاء وهي خاصة فقط باليهود كما هي الديمقراطية التركية الخاصة فقط بالأتراك.

موضوع مقالتي يدور حول نقطة واحدة فقط وهي: حيوية الشعب الإسرائيلي ودفاعه عن حريته ورفضه عباداة الأفراد والمقصود الزعامات السياسية، ومن خلال ذلك أود إيصال رسالة واضحة وجلية إلى عبيد الأحزاب الكردية ومعهم محبكجية المجرم بشار الأسد، ولا أستثني حزبآ كرديآ واحدآ نهائيآ وأخص بالذكر الأحزاب الرئيسية وهي معروفة بالإسم.

الشعب الإسرائيلي إنتفضى في وجه حكومة “بنيامين نتنياهو” هذا الفاسد والحقير، لأنه يسعى إلى تحجيم دور القضاء المتمثل في المحكمة العليا الإسرائيلية، والذين إنتفضوا في وجهه القبيح من كل فئات الشعب الإسرائيلي بما فيهم العسكريين، الأمنيين، الصحفيين، المترجمين، السفراء، العلماء والمتديين، يساريين وليبراليين وغير متديين. لأن القضية تتعلق بأسس دولة إسرائيل، وفي الدول الديمقراطية لا يجوز للأحزاب والحكومات التعدي الدستور والسطات الأخرى.
بنيامين نتنياهو هذا الفاجر والفاسد، الذي يعبد السلطة يسعى وبقوة لأن يكون بشارآ أو مسعودآ ثانيآ، أي يتحكم بكل شيئ. بمعنى أن يكون هو رئيس السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية في أنٍ واحد. من هنا أدرك المواطنيين الإسرائليين خطورة الموقف، ولهذا إنتفضوا ضد هذه الحكومة العنصرية المتطرفة، التي تعشق الدماء والسلطة المطلقة على حدٍ سواء. لن أتحدث أكثر عما يحدث في إسرائيل رغم أهمية ما يحدث من أحداث وتأثيره علينا كشعب كردي عمومآ وخاصة في غرب وشرق كردستان، لأن الإعلام الإسرائلي لديه مساحة واسعة من الحرية لن تجدها في كل دول المنطقة، وثانيآ لدينا كمثقفين وكتاب كرد من يكفينا من هموم ومشاكل وقضايا نكتب ونتحدث حولها. والأن دعونا نتناول ما يحدث في إسرائيل اليوم من ثلاثة زوايا هي:

 

أولآ، الزاوية الداخلية الإسرائيلية:

الإسرائيليين في غالبيتهم يريدون الحفاظ على طبيعة إسرائيل كدولة ديمقراطية ومدنية ويرفضون بشدة مشروع “نتنياهو” الخبيث ومن خلفه اليمين الديني المتطرف والعنصري وأكثريتهم من اليهود الشرقيين، الذي يرغب في إنشاء نظام مشابه للنظام الطالباني القابع في كابول في إسرائيل، وهذه الزمرة اليمنية الحاكمة في إسرائيل الأن لا تقل إجرامآ وتطرفآ من تنظيم داعش الإرهابي وحركة طالبان.

وفي حال تنازل الحراك الحالي والمعارضة لنتنياهو والعصابة الحاكمة معه، أو التحوار معهم حول حلول وسطى سيكون نهاية الحراك الجماهيري وتشذي المعارضة الإسرائيلة، وسيكون ضربة قاسمة للنظام الديمقراطي السائد في إسرائيل منذ نشأتها، طبعآ هي ديمقراطية خاصة باليهود فقط.

المطلوب من المعارضة الوقوف بحزم خلف الحراك الجماهيري السلمي وعدم التراجع نهائيآ، حتى يتراجع نتنياهو وعصابته الإرهابية والعنصرية شر هزيمة، ويجب أن ينتهي هذا الفاسد والمتطرف “نتنياهو” ووزير ماليته خلف القضبان والمكوث هناك عشرات سنوات لكي يتعلموا كيف يحترموا القوانيين والدستور.

 

ثانيآ، الزاوية السورية:

في دولة إسرائيل لا أحد يقدس السياسي ولا الحاكم، وبدليل كم حكومة ورئيس وزراء حكموا إسرائيل، وعدد المسؤولين الذين حوكموا ودخلوا السجون بما فيهم رؤوساء دولة إسرائيل ورؤوساء الوزارات ووزراء، ومع ذلك لم يقم أي رئيس وزراء بإستخدام القوة ضد الشعب الإسرائيلي، فما بالك بإستخدام الطيران، الدبابات، المدفعية، الصواريخ، الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة على الطريقة الأسدية. نتنياهو نفسه قُدم للمحاكمة وإقصي من الحكم مرتين، ولم يلجآ إلى إستخدام الجيش والأمن ضد أبناء شعبه للبقاء في السلطة، ولم يدمر المدن الإسرائيلية، ولو تسبب بتقل يهودي واحد من أجل البقاء في السلطة سيمضي بقية حياته في السجن وستقوم القيامة في إسرائيل.

هذا بعكس المجرم بشار وأبيه الذين دمروا البلاد والعباد، ولم يتجرأ قاضي على محاكمتهم ومحاسبتهم ومسألتهم على جرائمهم المالية، الجنائية، تدمير البلد، تهجير ملايين الناس، تدمير مدن بأكملها، ومع ذلك تجد لليوم هناك قطاع واسع من العلويين يدافعون عن هذه العصابة الإجرامية كالكلاب المسعورة ورفعوا شعار: “إما الأسد أو نحرق البلد”. وفعلآ حرقوا البلد واليوم يعيشون هؤلاء نفسهم عيشة الكلاب، وباتوا يحلمون بالبصل!! هذا هو الفرق بين القطيع العلوي الطائفي وبين الشعب الإسرائيلي الحر والحي، الذي يدافع عن مؤسساته دولته وحريته، وليس عن طاغية وسارق وقاتلوأول من أذل بشار وأبوه هم العلويين الذين يدافعون عنه اليوم.

 

ثالثآ، الزاوية الكردية:

القسم الأكبر من الكرد متيمين بعبادة الزعامات الكردية حتى درجة العبودية، ولا أستثني مؤيدي حزب سياسي كردي واحد، هذا مع العلم أن الأمة الكردية، هي الإمة الوحيدة في العالم التي لم يعبد أبنائها الأصنام يومآ!!!!

لن أتحدث عن أسباب هذه الظاهرة المقية والمخزية بل سأطرح عددآ من الأسئلة عل أبناء شعبنا وتحديدآ في جنوب كردستان، الذين يعيشون في ذل وهوان منذ ثلاثين عامآ، في ظل حكم المافيتيين الطالبانية والبرزانية، وسأترك لكم أيها الكرد أن تتحدثوا عن أسباب هذه الظاهرة بأنفسكم وتجيبوا عن الأسئلة التي سأطرحها عليكم والسؤال وهي:

  • لماذا لا تنتفضون ضد القيادات الإقطاعية التي تحكمكم بالحديد والنار في جنوب كردستان، وأنتم الذين فقدتم حتى كرامتكم، وليس فقط حقوقكم سواء في مناطق الطالباني أو البرزاني؟؟؟
  • هل أنتم خائفين من بطش العصابتين، وأنتم الذين قدمتم ملايين الشهداء من أجل حريتكم على مدى (100) مئة عام في صراعكم ضد الحكومات المركزية في بغداد؟؟؟
  • أهل منطقة بهدينان، هل تحولتم إلى عبيد لعائلة البرزاني ولهذا تلتزمون صمت القبور حيال كل ما فعلته هذه الطغمة الفاسدة والمفسدة!!
  • هل نحن في جنوب كردستان أقل كرامة من الشعب الإسرائيلي وجرأة؟؟ ونحن الذين واجهنا السلاح الكيماوي وحملة الأنفال ومئات الحملات العسكرية الصدامية الإجرامية الأخرى؟؟
  • مدينة كركوك بيعت وشنگال تركت لمصيرها ومع ذلك لم تنتفضوا ضد عصابة الطالباني والبرزاني؟ إنداست كرامكتم، وسرقت أموالكم وتعيشون عيشة المذلولين، فمتى ستنتفضون لكرامتكم وتستعيدون حريتكم وأموالكم وتتخلصون من العبودية؟؟
  • وأخيرآ هل هذه الأرض ملك لعائلة الطالباني والبرزاني وأنتم مجرد عبيد فيها؟؟

 

ختامآ، أتمنى أن تصل رسالتي هذه إليكم يا شعبنا الكردي، وبهذه المناسبة لا بد من تنبيه وتحذير أبناء شعبنا الكردي في غرب كردستان، إن حزب (ب ي د) يصير في نفس الإتجاه الذي صار عليه قيادات جنوب كردستان قبلآ. أي الإستحواذ على كل شيئ، الإستفراد بالسلطة، المال، الإعلام، الجيش والأمن وبالتالي التحول إلى سلطة مستبدة على طريقة حزب البعث الشمولي في كل من سوريا والعراق. وأرى من الضروري منذ الأن تصحيح هذا المسار الخاطئ والخطير في أنٍ واحد.

 

10 – 03 – 2023

 

2 Comments on “ما يحدث في إسرائيل الأن من ثلاثة زوايا-   بيار روباري”

  1. ** من ألأخر { ١:الصورة التي رسمتتها عن إسرائيل والاحزاب الكردية صحيحة 100% ..٢: واهم من يعتقد بأن الشعب الكوردي سينتفض يوما ضد قادة الاحزاب المافوية المتخلفة ، والسبب مع الاسف لانها من الشعوب التي لم تزل رغم تعشق غزاتها ومستعمريها رغم الثورة الثقافية والمعلوماتية فما بالك بطغات منهم وبينهم ..٣: الشعوب الكوردية المحصورة في مربع الموت (إيران وتركيا والعراق وسوريا) لست فقط ساذجة في معظها بل والمصيبة مغيبة تماما عن واقعها الذي تعيش فيه بسبب طاعون الدين ، والدليل أن قادة أحد أعرق الاحزاب الكوردية (حزب الهدى) يعلن وبكل صلافة ووقاحة دعمه وتائيده للملا المجرم أردوغان في الانتخابات المقبلة ، فهل من عاقل يعتقد أن مثل هذه الاحزاب تخدم لا أقول القضية الكوردية بل الانسانية ، سلام ؟

  2. ليس من الأدب والتربية أن تنتقص من كرامة الآخرين ، وكل أناءٍ بما فيه ينضحُ ………وأما دعوتك للأنتفاضة فهي مثل دعوة محمد علي في أسبانيا للمصريين هههههههههه

Comments are closed.