اوراق منثوره- الانتماء بين الامس واليوم – رافع يونان السندى

تبقى سجلات الوطن وذكريات مفكريه ومأرخيه والأوراق الصفراء التى أخذ الزمن من جمال بياضها ًولم يقدر ان يمحى ما بداخلها من دروس وقيم نفتخر بها كماضى ونبكى من سؤ حاضرنا انه الزمن اللعين ولكن يبقى ما نتذكر وما نعرف عن الوطن هو ذخرنا الذى سيكون دائما للمستقبل القريب هو الطريق للتعديل وإصلاح ما فسد وزاغ عن الحق  ومن كتب مؤرخينا و ذكريات كتابنا دائما نستذكر الدروس والعبر وذكريات زمن العز والشموخ وألجمال …..
اول وزير ماليه ولأول وزاره عراقيه
حسقيل ساسون( ١٨٦٠-١٩٣٢)
ولد فى مدينه بغداد فى احدى بيوت شارع النهر قرب نهر دجله (من أصول عائله يهوديه متدينه ) الذى شرب من مائه واحتضن ضفافه وأحب بغداد والعراق كما احبه نهره وطينه هذا الرجل الذى اصبح أحد رموز الوفاء والإخلاص والالتزام فى تاريخ السياسه العراقيه بالقانون والدستور وكان مثالا للحرص والفداء لقد تبؤ المنصب لخمس وزارات منذ عام ١٩٠٨ ولغايه ١٩٢٥ وكان اول وزير ماليه عام ١٩٠٨ فى الحكومه المؤقتة لعبد الرحمن النقيب وكذلك فى حكومه عبد المحسن السعدون وحكومه ياسين الهاشمي
ان استمراره فى اشغال هذا المنصب الحساس فى الدوله ومع عده رؤساء وزارات مختلفون فى الاتجاهات والآراء والشخصيه و فى دوله فقيره انا ذاك بمواردها غنيه بقيمها وساستها دليل على كفائته ونزاهته فى اداء عمله وهذاما حدى بكل من شكل الوزاره ان يختاره لهذا المنصب وهذا ما أكده كل المأرخون من خلال احداث ووقائع دونت للتاريخ وبقت فى ذكريات الناس والوطن ويكفى انه من أسس اول نظام للضريبه فى العراقي وحسب المقاس الغربيه وهو الذى عمل اول موازنه ماليه للدوله فى حكومه النقيب وان فظله لا ينسى فى تبديل العملة المتداوله انا ذاك (الروبية الهنديه والليره التركيه) بعمله وطنيه وتم له ذلك عام ١٩٣٢ وهذا كان اكبر إنجازاته لوطنه الذى احبه والوطن الذى كرمه واعطى له صفحه بيضاء له فى سفر العراق الجميل……
( الإخوان فى الأوطان لا فى الأديان )
مقوله جمال الدين الافغانى الشهيره تنطبق على هذا الإنسان العراقى البار لقد خدم وطنه بأعلى مستوى من الرقى والإخلاص وفى ظروف لم تكن تساعده فى خدمته لاعتبارات خاصه ….
ومن مآثره ودروس حرصه على مال البلد والتزامه بالدستور والقانون
ومن مذكرات روفائيل بطى المأرخ والكاتب العراقى الكبير بان الملك استدعاه وطلب منه ان يصرف مبلغ معين الى لواء الديوانيه لبناء مدرسه لانه وعدهم بذلك فرد عليه ساسون ان الميزانيه قد قررت من قبل مجلس النواب وتم مصادقتها ولا مجال التلاعب فى بنود الميزانيه لان ما اقره البرلمان وبحسب الدستور قد نفذ وأنا اسف … والملك لم يرد بكلمه سوى الاعتذار
هذا رد رجال العراق المحبين والمخلصين للبلد
هكذا كان العراق قبل عده عقود فأين برلماني العراق ووزارئنا من هذه النزاهه والعفه فى اداء الواجب ان الكلام واللغط الذى يتداوله الساسه أنفسهم قبل الشعب فى هذا الكم الكبير من الفساد والمفسدين والذين عثوا فى البلد خراب ودمار وأكثر ما يؤلم ويدمى له القلب هو ان الماضي اجمل وانزه وارقى وأكثر تقدما من الحاضر ويجب ان يكون العكس وهذا هو ما يقولون عنه التقدم وتطور اما ما نحنه به الان هو التخلف والدمار والضياع بين الطائفيه البغضاء والتبعيه العمياء و المستقبل المبهم…
امنيات كل مواطن حر ومحب ان يعود العراق الى ما كان وان ينعم الشعب العراقى المظلوم بحياه كريمه وامان واطمئنان وكما قلنا و نقول لا يهم من يحكم طالما كان العدل والإخلاص من شيمته
يا رب احفظ العراق وأهل العراق امين

One Comment on “اوراق منثوره- الانتماء بين الامس واليوم – رافع يونان السندى”

  1. ** من ألأخر {هذا حال كل وطن يفرغ من حنا وجرجس وحسقيل وساسون … ٢: ألم يقل السيد المسيح عنهم أنهم ملح الارض ونورها ،فكيف إن أقصيا وحوربا ظلما أن لاتحل في ذاك الوطن الظلمة واللعنة ، والانكى أن يتمكن منه أحط وأرذل خلقه ، سلام ؟

Comments are closed.