اوراق منثوره (١٧٠) – رافع يونان السندى 

كان لنا
العقل ملئ بكل ما كان من حوادث وملاحم التى بين طيات ورق التاريخ  و اسفاره و ورقه الاصفر الذى ما عاد يغرى جلادينا ولا اصحابه ولا حتى نقدر ان نزهو به بين الناس لان احداث الحاضر مسخه خجوله مشينه لطخت جمال وعنفوان الماضى بقذاره التخلف والجهل وبين ذاك الجمال وهذا الزمن الردي تعصف بنا الافكار بعيدا عن مأسى اليوم المخزيه والدونيه حالمين بجمال الماضى وطيبه الذى طالما حلمنا به ولم نناله قط
انها مأساه وطن فقد الارث والاثر لقد فقدنا الارث يوم سرقت اثارنا ومازالت تسرق الى اليوم فكل حجر كان لبابل واشور و الخليل والمنصور ويشهد لنا طمر واختفى وكل مجد كان زال ولن يعود لاننا دائما لا نفعل بل دائما فقط نقول و لاننا فقدنا اثر الرقى والتقدم والتحضر ايظا سنبقى على الهامش الى ان تنتفض النخوه فى رجال الوطن القادمون ؟؟؟؟؟!!!!!!
قد كان لنا وطن نفتخر به و حظاره علمت الدنيا وما تعلمنا منها شئ ولا ابقينا عليها  وارث زاخر  ما حافظناه ولا حتى نريد ان نعيده
كان لنا دوله ورجال كان لنا ارث وجمال
كان لنا مدارس مشافى مكاتب كان لنا فن جميل وحقول خضراء كان لنا نسيج وطنى قل وندر فى هذه الدنيا كان لنا امهات ما انقطعت زغاريدهن ابدى كان اوليائنا  فخرهم كان يسعدنا كان لنا وطن من يطرق بابه ضيفنا كان لنا بلد يحلم من يزوره
نعم كان لنا ما لم يكن لغيرنا ولم يبقى منه شئ حتى ولو بعض رماد لذره فى  العيون
بل العكس حتى خسرنا المستقبل لان حاضرنا مزرى لا هدف لنا ولا غد لاننا اكبر امه تركض الى الوراء بعكس الدنيا كلها
فالحاضر مخزى والمستقبل مبهم فبعد ان كانت جامعات العراق قبل ٨٠ سنه عامره بمفكريها وروادها وصروحها العلميه تبث العلم والعلوم حتى لجيراننا اصبح  اليوم جرارا زراعيا مزارا يتبارك به وزياره شجره جرداء خاويه اصبح حلم الشفاء والتعافي وتقبيل عمود الكهرباء للبركه اصبح شائعا حتى اصبحت بعض مشافينا مقارنه بمراكز القمامه لبعض الدول هى انظف منها وارقى فالى متى تبقى عجله لانحدار هذه تدور والى متى يبقى المال العام منهوب والى متى يبقى ابن العراق غريبا فى وطنه والى متى يبقى الذل اسلوب وطعام العراقين
فأن كان كل هذا يجرى لنا وبقصد ولا يوغز ضمير التغير ولا الرفض فينا اذا لنقول
كان لنا وطن وفقدناه ولن يكون لنا ابدا ولن نكون بعده ابدا
ولتكن الحسره والحزن والدمع سلوان لنا وخبزنا طال ما الدون والفاسق يحكمنا وكفى
ولم يبقى لنا سوى ان ندعوا عسى ان يستجاب لنا امين
الرب يرعى العراق واهله امين يا رب m my iPhone