اوراق منثوره- الطريق- رافع يونان السندى

 

الطريق كلمه كثيرا ما نستخدمها فى احاديثنا الكثيره و اغلبها مجازى التعبير فنقول مثلا الطريق العام ،طريق النجاح ، طريق الفشل طريق الحريه وطريقنا اليوم طريق لمدينه ما فى بلد ما من هذا العالم المذطرب وهذا الطريق يقطع المدينه الى نصفين جميلين والذى راجلته وزواره كل يوم اكثر من نصف سكان المدينه نفسها

ذات يوم رمى إنسان محب لمدينته هذه حجر كبير فى منتصف الطريق حتى يعيق طريق كل عابر سبيل وعن عمد وكان يراقب الماره من صومعته كل يوم ليل نهار متأملا احد منهم يزيح الحجر عن الطريق ويسهل مرور الماره ومرت الأيام والكل يعبر ويلف حوله ويسير ولا احد حركه من مكانه او أزاحه عن الطريق وكأن هذا الحجر حجر مقدس الكل يعبر وينضر اليه ولا فعل يذكر ….كان الهدف من كل هذا يريد ان يعرف كيف يفكر أهل المدينه ومدى حبهم لمدينتهم ….استهوت هذه الحادثه الروائى والشاعر والموسيقار الإنكليزي الكبير وليم شكسبير وقال مقولته الشهيره فيها وفى احد مسرحياته (Everybody’s business is no body’s busines. )والذى ترمز الى عدم الاكتراث والاتكال على الغير لانه واجب كل واحد ولكن ليس مسؤوليه احد اى بمعنى اخر التعاون مفقود بسبب الاتكال واحد على الآخر والحجر فى موقعه هنا يرمز الى مدى اكتراث الناس بالصالح العام او بمصالح الطرف الاخر …..

إذن الحجر قد يكون حجر عثره او حجر أساس لبناء شامخ بالعز والجمال ولكن عندما يكون الحجر واقف فى طريق المستقبل والبناء والنهوض عند ذلك يكون مسؤوليه الجميع لإزاحته عن الطريق لان بقائه مضره ولا نفع فيه

عندذلك واجب كل إنسان يحب بلدته كما كان صاحب الحجر يحبها ان يمد يده مع ايادى اخوته الآخرين من (الخيره )حتى يرمى حجر العوق هذا فى البحر وبدون رجعه حتى يكون الطريق نضيفا سلسا لكل عابر سبيل ومحب لان الطريق للجميع وسلامته وإدامته هو للصالح العام

ان كل حجر دخيل على شعب يلفظه الشعب و المجتمع كما تلفض الأرض حممها

ان الحجر الذى فى طريق بلدى هو حجر بليد وسمج ومنخور إزاحته حكم مقدس ورميه بعيدا واجب كل محب للوطن لان من يقف فى طريق التقدم والازدهار والنمو حتما هو حجر عاق يجب ان يكسر ويفتت ويرمى بعيدا وكيف لا وخاصا ان كان غريبا عن أهل بلدى وقيمها

ان يبقى الحجر العاق فى وسط الطريق والأمل وبدون فعل يذكر منا هو قبول فى الواقع المظلم والمر وعندها سيكتب فى سفر الذكرى والتاريخ ما فعل الزمان بأهل العز والعزيمه فلا مكان لمن يريد قطع او سد طريق المستقبل بيننا … ان الحساب يجمع ويوم تسديده قريب …لا يمكن ان يدوم الظلم مهما طال ولابد ان ينتفض فارس صنديد ويزيح حجر الذل والهوان من الطريق ،،،

ويعود الوطن الى حظن الحريه والأمان والاطمئنان يوم ما ،،،،

الرب يرعى العراق ويحفظ ارضه واهله المبتلين وان ينصرهم على كل فاسق فاسد عاق امين يا رب

وكل عام والعراق بخير وسلام