ثورات  التحرر الوطني  تجاوزها الزمن-  مهدي المولى

 

بدا  السيد  هاشم عقراوي   مقاله مضت سنوات طوال والشعب الكردي بجميع مثقفيه  يحاول إيجاد تفسير مقنع لأسباب فشل  الثورات الكردية الواحدة تلو الأخرى وأسباب عدم قدرة  هذ الثورات على تأسيس دولته المستقلة وهذا يعني عدم قناعة الشعب الكردي ومثقفيه  بالثورات الكردية   وعدم قناعته بقدرة  هذه الثورات على تأسيس دولة كردية مستقلة وهذا يعني إن الشعب الكردي يشك  في  إخلاص وصدق هذه الثورات  وعدم قناعته  بقادتها اليس كذلك    وإن المتضرر الأول من هذه الثورات شعوب المنطقة  و الأكثر ضررا هو الأكراد في سوريا  والعراق وإيران وتركيا

لا شك  أن عدم اقتناع الشعب الكردي ومثقفيه بما تسمى بالقضية الكردية  لان الإنسان الكردي تجاوز هذه  المرحلة او كما قلت   لأن الزمن تجاوز  الحركة القومية العنصرية و  لم  تعد صالحة  بل حالة مذمومة لم يرفعها   إلا من في نفسه مرض  إلا  المأجور والعميل  والذي هدفه خدمة  أجندات  أجنبية  معادية لتطلعات شعوب المنطقة وفي المقدمة أكراد المنطقة

أنا أسأل  السيد عقراوي  إذا الشعب الكردي وكل مثقفيه  غير مقتنعين  بجدوى الثورة الكردية  وقدرتها على تأسيس دولة كردية مستقلة كيف تريد من العالم من المجتمع الدولي من شعوب  المنطقة  ان يقتنع تقتنع بنجاح الثورة الكردية وبقدرتها على  تأسيس دولة كردية

لا شك هناك أسباب عديدة هي التي جعلت الأكراد ومثقفي الأكراد بعدم قناعتهم بما تسميه بالثورات الكردية  وبعدم قدرتها أي الثورات على تأسيس  الدولة الكردية ومن هذه الأسباب

أولا  أن القضية القومية العنصرية  تجاوزها الزمن  وأصبحت حالة مذمومة  لا يمتطي ظهرها الا من كان في نفسه مرض إلا من ير يد شرا بشعوب المنطقة وفي المقدمة الأكراد   فما أصاب  الشعب الالماني من خراب ودمار وقتل ومعانات  إلا من شعارات هتلر وتصرفاته المجنونة ونازيته  وما أصاب  شعب العراق إلا من شعارات صدام وعنصريته وما أصاب شعوب المنطقة من حروب وفتن وفي المقدمة الأكراد منهم إلا من عنصرية قادة الأكراد

ثانيا  عدم وحدة قادة الكرد كما ليس لديهم خطة واحدة وبرنامج واحد  هذا من جهة ومن جهة ثانية   أنهم ينطلقون من مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية   فكل  قائد يعتمد على دولة   ومن هنا تبدأ الخلافات والصراعات الدموية  وهذا من أهم أسباب فشلهم وعدم قدرتهم على تأسيس دولة كردية خذ مثلا برزاني   الحزب البارتي نحالف مع  بدو الصحراء حزب البعث  في الإطاحة بثورة 14نموز   وذبح زعيمها الخالد  عبد الكريم قاسم  وذبح كل العراقيين الأحرار وفي المقدمة الأكراد الأحرار وأدخلوا العراق والعراقيين في نار جهنم في يوم دموي أسود  وبعد تحرير العراق  والعراقيين في 9 – 4 – 2003   استغل وضع الحكومة العراقية الضعيف وتعاون وتحالف مع  تركيا الطورانية   وقال واصفا  أردوغان  بالضمانة الوحيدة  للأكراد في العراق بعد إن كان يقول أن صدام هو الضمانة الوحيدة للأكراد  وعندما بدأت داعش الوهابية الصدامية بغزوها للعراق أيدها وناصرها   في احتلال  ثلث العراق وكادت تحتل أربيل  لولا موقف الحرس الثوري الإسلامي بقيادة   الشهيد قاسم سليماني

ثالثا  ان القضية الكردية قضية عنصرية نازية شبيهة بالصهيونية والنازية لهذا نالت التأييد والمناصرة من الصهيونية ومن النازية ومن بدو الصحراء    ومن اليمين العنصري الأمريكي والغربي ومن القومجية العربية بدو الصحراء لا حبا بالأكراد وإنما  كرها بشعوب المنطقة من أجل أن يجعلوا من الأكراد وقودا  للنيران التي  عملوا ويعملوا على إشعالها

من هذا يمكننا التأكيد على عدم نجاح أي ثورة كردية وعدم قدرة أي ثورة كردية على تأسيس دولة كردية  لهذا أصبحت القضية  تستخدم من قبل أعداء شعوب المنطقة وخاصة   الصهيونية   والقوى  المعادية  لشعوب المنطقة  بما فيهم  الأكراد  لا شك  أنها أي الثورات الكردية ينالون تأييد القوى المعادية لشعوب المنطقة مثل صدام أردوغان  إسرائيل شاه إيران  العوائل المحتلة  للخليج والجزيرة لكن هذا التأييد  والمناصرة مبني على المصالح مبني على السيطرة على الثورة الكردية   والتوجه بها وفق مصالحها الخاصة المضادة لمصالح شعوب المنطقة

لهذا عليها أولا أن تنال أي الثورة الكردية رضا وقبول شعوب المنطقة  وذلك من خلال المشاركة  في بناء دولة ديمقراطية تعددية  تضمن للجميع المساواة في الحقوق والواجبات  وتضمن لهم حرية الرأي والعقيدة   فهي الضمانة الوحيدة لكل مكونات الشعب  لا صدام ولا شاه إيران ولا تركيا  ولا إسرائيل ولا أمريكا ولا عوائل الخليج     لهذا على قادة الأكراد أن يقروا ويعترفوا بأن الضمانة الوحيدة هو الشعب العراقي  وشعوب المنطقة الشعب السوري التركي   الأيراني

فإذا تمكنت شعوب المنطقة بمساهمة الأكراد بناء الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسة  وبناء دولة الدستور والمؤسسات الدستورية  والقانونية وارتفع مستوى الشعب الى الديمقراطية  عند ذلك  يمكن أن تبدأ  أنشاء الأقاليم  وحتى حق تقرير المصير

أما في ظل القيم والأعراف العشائرية العنصرية   نسمع من يدعوا الى الانفصال  الى تأسيس دولة    مستقلة لا شك إنها دعوة لحرق  الشعب والوطن بما فيهم الأكراد

 

 

One Comment on “  ثورات  التحرر الوطني  تجاوزها الزمن-  مهدي المولى”

Comments are closed.