لـ (د. علي المؤمن)..(الشيعي العربي ان تجرد من مذهبه اصبح..جحشا)- سجاد تقي كاظم

..(وان تجرد من قوميته اصبح..ذيلا)..فلا حل الا (اقليم للعرب الشيعة)..

 

أزمة الهوية للعرب الشيعة.. تنعكس بتمردات تتلخص في أن لا يعلم الشيعي العربي يقينًا من هو..

 وما المكان الذي يجب أن يملأه في العراق وفي العالم،  فالشيعي العربي مثار البحث.. يجهد نفسه ويقضي وقتًا بالتفكير في هويته محاولًا فهم الذات من منظورات متعددة… ورغم ان الهوية تتغير وتتطور من خلال الخبرات التي يشهدها الفرد وما نتج عنها من تحديات.. لكن لم نجد ذلك باي حركة شيعية بالعراق تمردية بالعقود الاخيرة..وخاصة ان التمردات التي تظهر بين الشيعة العرب ليست جامعة بل تشق النسيج السكاني الشيعي افقيا وعاموديا.. كما حصل ببروز الصدر الثاني وشق الشيعة عاموديا الى حوزة ناطقة وحوزة صامتة .. وافقيا الى صدريين ولا صدريين.. وكذلك بروز الخميني بايران.. وتمزيق الشيعة لولائيين ولا ولائيين.. وتأجيج الشارع بشعارات سياسية معادية لدول كبرى واقليمية ليس للعراق وشيعته العرب ناقة ولا جمل فيها…. ادخلت الشيعة العرب والعراق بازمات خانقة يكون فيها العراق وشيعته العرب وقود لحروب بالنيابة عن الاخرين..

والخطورة..

 يمكن أن تؤدي بعض الاضطرابات النفسية المحددة إلى تغيير في هوية شريحة من الشيعة:

فعامة الشيعة يعانون من الاعتماد المفرط على (رجل الدين يصدر لهم كمرجع).. وهم متعددين.. لذلك  الانسان الشيعي لا يبني ذاته .. بل.. المرجع يبني وجوده واسمه ودهاليزه المالية ونفوذه على رؤس عامة الشيعة.. وانعكس ذلك بان الشيعة عامة يعانون الاكتئاب بانهم غير مرغوب بهم.. مقابل المرجع الذي يصاب باوهام العظمة وانه شخصية اسطورية مشهورة تؤطر حتى بهالة القدسية.

 مما جعل تلك التمردات كالظاهرة الصدرية والمهدوية تعاني من اضطربات الهوية الانفصالية

وهي نتائج (ازمة الهوية لدى العرب الشيعة بالعراق).. تسمى بالهويات المتعددة (البدائل)..

وتكون هذه البدائل احيانا ذات شخصيات او سلوكيات وخصائص اخرى مختلفة ومتميزة بسلبيتها ولا فيها اي ايجابية.. وساهمت بتمزيق الشيعة العرب بالعراق.. وابعدتهم عن هويتهم المذهبية (الجعفرية).. وهويتهم المركبة (العرب الشيعة)..

فالعرب الشيعة بامس الحاجة للهوية المركبة الجامعة..

فقبل 2003 كان من يحكم العراق يختزل الهوية بالقومية (العربية) ويهمش الهوية (الشيعية الجعفرية).. فيتم اضطهاد العرب الشيعة مذهبيا.. ويتسلط عليهم (السنة من تكريتي وعاني ورواوي ودليمي …الخ).. ويتم التلاعب بتركيبتهم الديمغرافية عبر اختراقهم من طوفان مليوني اجنبي مصري سني كما في السبعينات والثمانينات.. كون (الهوية القومية ذات نزعة سنية عربية) بحكم  الحركات القومية الناصرية والبعثية مستوردة ومن بيئات سنية خارجية.. من (مصر والشام)..   وبعد 2003 من يحكم السلطة بالعراق يختزل الهوية (بالمذهبية) ويهمش الهوية (القومية للشيعة العرب الجعفرية).. ليتم اختراق العراق وشيعته العرب بالاجانب من ايرانيين وباكستانيين وافغان وغيرهم.. كون الحركات المذهبية ايضا مستوردة (كالاخوانية المصرية وفرعها بالعراق حزب الدعوة).. و(الولائية للخميني الايراني)..

فالتمردات بين المكون الشيعي العربي …(لحالة الضياع لا يعرف ما يريد وماذا يتصرف)

  لماذا  حالات التمرد تظهر بين العرب الشيعة بالعراق تكون بالضد من مصلحتهم .. وتساهم بتمزيقهم واضعافهم.. وتشرذمهم.. حيث التمرد عادة يظهر بين عنصر الشباب (الفاقد للهوية).. يستغلهم فيها رجل دين او سياسي مستغلة انطلاق الشباب من الشعور بالقوة والتحدي وضرورة التغيير .. وبدل ان يكون التغيير ايجابي نجده يتوجه باتجاه سلبي  .. يضر بمصلحة العراق وشيعتهم العرب.. كون التمرد يقودها عادة من يسخر جهود الشباب العربي الشيعي بالعراق.. لخدمة مصالح (عائلية ومرجعية دون اخرى).. يؤدي لتمزيق الشيعة العرب ونسيجهم.. واخرين يستغلون جهود الشباب  العرب الشيعي لخدمة مصالح حزبية واجندة خارجية (ايران تحديدا).. كالولائيين.. ولا ننسى من استغل العنصر العربي الشيعي الشبابي بحركات بعيدة ايضا عن مصالح العرب الشيعة والعراق كالحركات القومية والاديولوجية الشيوعية وكلها كانت بالضد من مصلحة العراق وعربه الشيعة..

في وقت الهوية العربية الشيعية تولد (الثقة مقابل عدم الثقة)..

 الاستقلالية مقابل الشك.. المبادرة مقابل الشعور بالذنب.. المثابرة مقابل الشعور بالنقص.. الشعور بالهوية مقابل اضطراب الهوية.. المودة مقابل العزلة.. الانتاجية مقابل الركود.. التكامل مقابل اليأس..  وهذا لن يتحقق الا بان يكون للعرب الشيعة اقليم اكثريتهم من الفاو لسامراء مع بادية كربلاء النخيب وديالى.. يشعرهم بالاطمئنان وحماية من شرور وحدة العراق.. ويكون درعهم بوجه ايران كون شيعة العراق عرب.. ويكون درعهم بنفس الوقت بوجه المحيط العربي السني الاقليمي .. كون عرب العراق غالبيتهم شيعة..

عليه على العرب الشيعة بالعراق اخذ النموذج (الاذاري) للشيعة الاذاريين بمجمهورية اذربيجان

فتمتع الشيعة الاذاريين.. بدولة لهم (كيان سياسي).. جعل هويتهم القومية الاذارية تحميهم من مخاطر اطماع ايران تحت غطاء المذهب.. وكذلك جعلت هويتهم المذهبية الشيعية الاذارية تحميهم من ابتلاع تركيا السنية لهم تحت غطاء القومية.. فلا ننسى بان شعار (نريد وطن) التي اختزلت بوسط وجنوب بانتفاضة تشرين ذي الاكثرية العربية الشيعية تعكس (ازمة هوية دولة) فلم يرفع السني العربي الذي يعاني من تخمه (بعدد الدول السنية تصل لعشرين دولة ناطقة بالعربية وسنية المذهب) ولم يرفع شعار (نريد وطن) بكوردستان لان لديهم اقليمهم (اقليم كوردستان وقوة عسكرية لحماية  الاقليم البشمركة وقوة لحماية الاقليم داخليا الاشايس).. فماذا نفهم من ذلك؟ هل هي (ازمة هوية العربي الشيعي بوسط وجنوب.. اساسها ازمة فقدان  العرب الشيعة لكيان سياسي يوحدهم ويستقل بهم)..

ونحذر:

من محاولات لاستغلال العرب الشيعة بالعراق بشكل اخر  .. فقوى سنية اقليمية تدعي دعمها لهذا الحزب او التيار او الزعيم المحسوبين شيعة بدعوى (هم عروبيين) بوجه ايران..     بالمقابل ايران ايضا تدعي دعمها  من اجل اختراق ايران للمحيط العربي الاقليمي بالمنطقة ..  وكلنا نتذكر كيف كشفت الحقيقة التي كان هدفها تسخير شيعة لبنان لمصالح ايران القومية العليا بالثمانيات والتسعينات بدعوى (حزب الله لبنان عربي وضد اسرائيل)..  ولم يطل الوقت ليكشف تصريح حسن نصر الله اللبناني ان لبنان جزء من الجمهورية في ايران وجهر بذلك بكل صلافة.. وسام حزب الله بقمع الشعب السوري المعارض للدكتاتور بشار الاسد.. لينكشف بان حزب الله لبنان جعل من شيعة لبنان (ذيول لايران)..فاقدين للهوية الموحدة لهم لبنانيا..

عليه.. كلا من (ايران والمحيط العربي السني الاقليمي) يريدون العراق كلب حراسة لهما ..

(اجل الله العراق وابناءه وشيعته) .. فايران تريد العراق وعربه الشيعة كلاب حراسة للدفاع عن البوابة الغربية لامبراطورية ولي الفقيه الايراني من طهران للمتوسط عبر بغداد ودمشق وبيروت.. بعمق الدول الناطقة بالعربية.. والمحيط العربي السني الاقليمي بالمقابل يريد العراق وشيعته العرب (كلاب حراسة) للدفاع عن ما يسمونه (البوابة الشرقية للوطن العربي) اي للمحيط العربي السني الاقليمي..

 من ما سبق يتبين:

 السذاجة بالمحصلة ان نسمع (محمد شياع السوداني) الاطاري (الولائي) يطرح مصطلح غبي

 (التكامل العربي) الذي كلنا نعلم انه التجسيد العملي لجعل العراق سوق استهلاكية وبنك مفتوح للمحيط العربي السني الاقليمي (عمالة مليونية مصرية سنية للعراق، نفط مخفض وبدون مقابل للاردن ومصر، العراق سوق استهلاكية لبضائع مصرية واردنية وسورية وخليجية وغيرها، كهرباء مصدرة للعراق من الاردن ومصر، الخ).. وفي كلها العراق وعمالته وسوقه وصناعته وزراعته وصحته وتعليمه واقتصاده هو المتضرر الوحيد.. ليكون كحالة اليوم مع ايران التي تهيمن على العراق وترهن مصيره لمصالح ايران القومية العليا (فلا زراعة ولا صناعة ولا تعليم ولا صحة ولا غازولا كهرباء بالعراق الخ) وكلها مرهونة ايرانيا.. بكارثة لا مثيل لها.. فالعراق وشيعته العرب بين مطرقة المحيط العربي السني الاقليمي وعلى راسه مصر الطامعة بالعراق وبين سندان ايران واطماعها ايضا بارض الرافدين.

وليتبين: بان الشيعي العربي ان تجرد من هويته المذهبية لصالح القومية اصبح (جحشا)..

يتقرب للسنة بدماء الشيعة العرب انفسهم (كمحمد حمزة الزبيدي وسعدون حمادي .. الخ).. كما في قمع انتفاضة اذار 1991… وان تجرد من هويته القومية لصالح المذهبية اصبح (ذيلا لايران).. كالولائيين من بدر والكتائب والنجباء وحزب الله ..وهادي العامري وقيس الخزعلي وابو مهدي المهندس الذي تم قتله قبل فترة.. الخ… الذين يتقربون لايران وحكامها بدماء العرب الشيعة كما في قمع انتفاضة اذار 2019 وقمع اي نشاط عربي شيعي بالعراق مستقلا عن ايران والمحيط العربي السني الاقليمي معا..

.وان تجرد العرب الشيعي من هويته المركبة (العرب الشيعة) اصبح من القطيع

 لهذا المرجع او ابن مرجع او حفيد مرجع او لهذا الحزب او ذلك التنظيم او المليشيات.. او يكون شيوعي او قومي او بعثي او ناصري او اسلامي او حتى اخواني .. اي يكون كل شيعي الا ان يكون عربي شيعي..  تصل لولاءات مناطقية (محافظات) فهذا يطالب باستقلال هذه المحافظة عن باقي العراق وشيعته العرب …على حساب وحدة العرب الشيعة الجغرافية باقليم موحد لهم من الفاو لسامراء مع بادية كربلاء النخيب وديالى.. . فعليه لا حل الا اقليم للعرب الشيعة بوسط وجنوب يوحدنا رغم كل خلافتنا.. الحزبية و المرجعية.. بعد ان فشلت المرجعية بتوحيد الشيعة العرب الجعفرية بالعراق.. فتمزقنا بسبب المرجعيات المتنافرة عاموديا وافقيا.. لاحزاب وتيارات ومليشيات كل منها من وحي مرجع دون اخر.. ولا ننسى باننا كشيعة عرب ايتام القيادة والمشروع والهدف والقضية.. وهنا الطامة الكبرى.. وبغير اقليم وسط وجنوب لن يكون لنا طود انقاذ من ما نحن فيه من ضياع اليوم..