من أجل موقف دولي أشد حزما وصرامة ضد نظام طهران- محمد حسين المياحي

 

عندما يبادر شعب للتظاهر والاعتصام إحتجاجا على السياسات الخاطئة المتبعة في بلدانها، فإن حکومات البلدان تسعى من أجل إرضاء الشعب وحتى إجراء تغييرات في سياساتها بما يرضي الشعوب، لکن لايبدو إن هذه الحالة يمکن تطبيقها على النظام الايراني الذي ليس يواجه التظاهرات والاعتصامات الاحتجاجية بالحديد والنار فقط بل وحتى إنه يقوم بمواجهة إنتفاضات الشعب من أجل الحياة الحرة الکريمة وإنهاء الظلم والاستبداد بالحديد والنار.

إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي دامت لستة أشهر وجسدت للعالم کله مقدار الظلم الکبير الذي تعرض ويتعرض له الشعب الايراني منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، صار العالم کله يرى جيدا کيف إن هذا النظام البربري وبدلا من أن يقوم بمراجعة نفسه وينأى بنفسه عن سياساته القمعية الاستبدادية، فإنه يتمادى في تنفيذ أحکام الاعدام وبصورة ملفتة للنظر وکأنه يقوم بتنفيذ إنتقام دموي من الشعب الذي إنتفض بوجهه، ومن دون شك فإن هذه الرعونة والوحشية في التعامل مع الشعب الايراني قد جوبهت بموجة کبيرة من الشجب والادانات والمطالبة بإيقاف الاعدامات.

کرد فعل دولي على نهج النظام الايراني الخاص بالتمادي في تنفيذ الاعدامات وفي السياسات الظالمة الاخرى له، فقد جرى يوم الاربعاء المصادف للرابع والعشرين من شهر مايو 2023، عقد إجتماع کبير تحت عنوان(آفاق التغيير وسياسة الاتحاد الأوروبي)، حيث شارك فيه العشرات من أعضاء البرلمان الأوروبي من مجموعات سياسية مختلفة في الاجتماع وقد ترأسه خافيير زارزاليوس، عضو البرلمان الأوروبي من إسبانيا ومن أكبر كتلة في البرلمان، مجموعة حزب الشعب الأوروبي.

هذا الاجتماع قد أوصى بوضع الحرس الثوري الايراني في قائمة المنظمات الإرهابية، بما يؤدي إلى تفعيل آلية الزناد snapback المدرجة في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وبالتالي استعادة العقوبات المفروضة بموجب قرارات مجلس الأمن الستة.  دعت فيه زعيمة المعارضة الايرانية السيدة مريم رجوي، الى حملة دولية لوقف عمليات الإعدام في إيران. کما حثت على الاعتراف بحق الشعب الإيراني في إسقاط النظام، وبالحق الخاص للشباب الإيراني في القتال ضد حرس النظام.

وقد أعرب أعضاء البرلمان الأوروبي عن دعمهم للانتفاضة التي اجتاحت إيران منذ سبتمبر 2022 ودعوة الشعب الإيراني إلى الحرية وشددوا على الدور الحيوي المتنامي للمقاومة المنظمة بقيادة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومكونه الأساسي، منظمة مجاهدي خلق.  ووصفوا خطة السيدة رجوي المكونة من 10 نقاط لإيران حرة بأنها برنامج ديمقراطي عميق ينبغي على الاتحاد الأوروبي دعمه.

والملفت للنظر في هذا الاجتماع هو رفض  العديد من المتحدثين محاولات في الأشهر الأخيرة لتصوير فلول الديكتاتورية السابقة في إيران كبديل، وأكدوا أن الشعب الإيراني أظهر بوضوح أنه يرفض دكتاتوريات كل من الشاه والثيوقراطية ويتطلع إلى جمهورية ديمقراطية علمانية.

لکن ومع الاخذ بنظر الاهمية والاعتبار هکذا إجتماعات دولية وتأثيرها المعنوي على الشعب الايراني، لکن في نفس الوقت من الضروري جدا أن يکون هناك موقف دولي أشد حزما وصرامة ضد الممارسات القمعية والاعدامات بحق الشعب الايراني، لأن هذا النظام کلما وجد هناك نوعا من الصمت والتجاهل الدولي حيال مايقوم بإرتکابه من إنتهاکات وجرائم بحق الشعب الايراني فإنه يتمادى أکثر، ولذلك فقد حان الوقت من أجل أن يعيد المجتمع الدولي النظر في سياساته بهذا الصدد تجاه نظام طهران ويتبع سياسة تتفق مع مبادئ حقوق الانسان وماقامت على أساس منه منظمة الامم المتحدة.

 

One Comment on “من أجل موقف دولي أشد حزما وصرامة ضد نظام طهران- محمد حسين المياحي”

Comments are closed.