قرار أممي مشرف وموقف عربي رسمي مخزي- بيار روباري

 

 

الجمعية العمومية للأمم المتحدة أقدمت قبل يومين، على خطوة جريئة ومهمة برأي، حيث أخذت قرارآ بأغلبية الأصوات وينص القرار على إنشاء: “مؤسسة مهمتها متابعة مصير المفقودين في سوريا”، وإجلاء مصيرهم. هل هم موتى أم أحياء وأين يوجدون؟؟

إذا كانوا ميتين أين هي قبورهم وجثامينهم؟؟ وإذا كانوا أحياء فأين موجودين؟ المنظمات الحقوقية الدولية تقدر عدد هؤلاء المفقودين، ما بين (100-300) ألف شخص، أنا بحسب معلوماتي عددهم أكبر من ذلك منذ إندلاع الثورة السورية في العام 2011.

إتخذ القرار الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية (83) صوتآ، مقابل (11) صوتوا ضد القرار وإمتناع (62) دولة عن التصويت، ومن هذه الدول (10) دول عربية وهي: “عمان مصر، السعودية، الإمارات، المغرب، الأردن، البحرين، تونس، لبنان، اليمن، جيبوتي. فهل هناك وقاحة ورذالة وفجور أكثر من هذا الموقف الرسمي العربي؟؟؟ الجواب لا.

وبالمناسبة وصفت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا قرار إنشاء المؤسسة بالقرار “التاريخي”، وهو فعلآ كذلك. وقال رئيس اللجنة “باولو بينيرو” في بيان رسمي إن هذه الخطوة طال إنتظارها من قبل المجتمع الدولي، وجاءت أخيرآ لمساعدة عائلات هؤلاء المفقودين، ممن إختفوا قسرآ وخُطفوا من بيوتهم أو من الشارع أو من أعمالهم، وعُذبوا واُحتجزوا في الحبس التعسفي وهم معزولين بشكل تام عن العالم الخارجي منذ (12) أثنى عشر عامآ. وأضاف قائلآ: “أن عائلات هؤلاء الناس تُركت بمفردها في بحثها عن أحبائها لفترة طويلة جدا”، وأشار إلى أن هذه المؤسسة ضرورة إنسانية وتكمل الجهود نحو تحقيق المساءلة.

السؤال المهم هنا هو:

لماذا القادة العرب بإستثناء أمير قطر والكويت إمنتعوا عن التصويت وصفوا إلى جانب القاتل بشار الأسد؟

هناك سببين:

السبب الأول: كل هذه الأنظمة من نفس طينة ووساخة النظام الأسدي المجرم، ولربما البعض منهم كان أوسخ من بشار الأسد والمقبور أبوه.

السبب الثاني: هو خوفهم من قيام نظام ديمقراطي حقيقي في سوريا، وهذا البلد بموقعه الجغرافي المميز له تأثير على كامل المنطقة بما فيها تركيا وايران وروسيا.

هذا القرار العربي الرسمي، يدل على نوعية هذه الأنظمة الحقيرة والخطيرة، ولو لم يكونوا كذلك لما وقفوا ضد قرار إنساني، الهدف فقط كشف مصير هؤلاء الناس، سواء أكانوا أحياء أو أموات لا أكثر.

في المقابل إسرائيل دولة غير عربية، صوتت لصالح القرار، ولم تخرج عن الإجماع الدولي ونظرت للأمر من منظار إنساني بحت.

في الختام، المضحك والمبكي مازال بعض عرصات المعارضة السورية يرفعون لواء العروبة والإسلام ويعادون الإمة الكردية سواء داخل غرب كردستان أو في الأجزاء الأخرى وبالأساس تركوا النظام الأسدي وبات كل همهم محاربة الشعب الكردية ومقاتلية الشرفاء، ويقفون ضد حريتة وحق هذه في الحرية والعيش بكرامة في وطنها كبقية الأمم.

إذآ مبروك عليهم أيها المعارضين السوريين العربان، الزبالة العربية والإسلامية، وتهنوا بها وبرائحتها القذرة. ولو لم تكونوا قذرين مثلهم، لا وضعتم يدكم بيد أبناء الشعب في غرب كردستان وكنا من زمان تخلصنا من العصابة الأسدية – العلوية. ولكن التجربة أثبتت أنكم جماعة لا تستطيعون العيش من دون الزبالة ورائحتها النتنة.

 

30 – 06 – 2023