السعادة في العراق في يوم السعادة العالمي/11- عبد الرضا حمد جاسم

يتبع ما قبله لطفا

ثم أضاف البروفيسور قاسم حسين صالح حيث كتب التالي: [التساؤل هنا: أن الغضب انواع فما الذي يقصده معهد غالوب؟]انتهى

أقــــول: لم يبين لنا البروفيسور قاسم تلك الأنواع او بعضها ؟ مع ذلك ففي الارشيف الأنواع التالية: [الغضب طويل المدى المزمن…غضب النقد…الغضب المزاجي أو المتقلب…الغضب السلبي…الغضب القاهر…الغضب الانتقامي…الغضب اللفظي…غضب مذموم…غضب محمود…غضب سلبي…غضب داخلي… الى آخ] انتهى.

و على ذلك أقول: الحقيقة تعجبت و اتعجب من مثل هذه الطروحات الغريبة و اقصد موضوع أنواع الغضب، فالغضب غضب لا اعتقد ان له أنواع…انما اعتقد ان ليس هناك انواع له انما اشكال تعبير عنه وهذه الاشكال مرتبطة بالشخص و الظرف المحيط به او شدة تأثره.

معهد غالوب في استقصائه او تقريره او دراسته فقط يوجه سؤال للشخص هو: هل غَضِبْتَ أمس أوهل كنت غاضباً امس؟ و لا يسأل لماذا غضبت او كيف تصرفت او كيف عبرت عن ذلك الغضب حيث لا يعنيه “”نوع أو تأثير او نتيجته او شكل”” ذلك الغضب. و هذا يسري على كل المشاعر السلبية منها او الإيجابية، من سعادة و تعاسة و قلق و غضب و غيرها فالسائل لا يهمه لماذا قَلِقْت/ غَضِبْت/ فَرِحْتَ/سُعِدْتَ او ماذا فعلت وقتها او بعدها فربما غَضِبْ  شخص لتعطل سيارته او غَضِبَ لزحمة المواصلات او مشاهدته منظر غير لائق في الطريق أو أغضبه انقطاع التيار الكهربائي و غيرها الكثير…وفق هذا اعتقد ان طرح البروفيسور قاسم لا لزوم و لا تأثير له على التقرير ونتائجه ولا فائدة منه علمية كانت او اجتماعية او سياسية و لا علاقة له بالموضوع برمته واعتقد ان معهد غالوب لا يحتاج الى مثل هذا الطرح حتى يتمنى البروفيسور و بإصرار ترجمة ما طرح و ارساله الى معهد غالوب حيث ليس فيه ما يبرر اعتراض البروفيسور قاسم على مرتبة العراق في حفرة/ بئر الغضب لأن المطروح لا ينقض رأي المعهد انما يؤيده عليه كان من حسن حظ البروفيسور قاسم ان الموضع لم يصل الى العاملين في معهد غالوب.

ثم يذهب البروفيسور قاسم ليكتب التالي متصوراً ان له علاقة بموضوع التقرير او موضوع الغضب او اعتراضه على موقع/مرتبة العراق على/ في سُلَّمْ الغضب حيث كتب التالي: [يتخصص علماء النفس بدراسة الحاجات والحالات التي تُنَّشِطْ وتقود السلوك كالجوع والجنس.. والغضب وهنالك نظريات في دراسة الانفعالات من بينها النظرية المعرفية والنظرية الثقافية، تريان ان بعضها موجودة عند كل الشعوب لسبب بيولوجي، وبعضها موجودة عند هذا الشعب وغير موجودة عند شعب آخر لسبب ثقافي، فيما ترى النظرية المعرفية ان التفسير المعرفي للأحداث هو السبب.].

اقــــــــــــول:

هل فيما ورد أعلاه من جديد على معهد غالوب؟ او هل له علاقة بما ورد في تقرير المعهد ؟ اوهل ان العبارات التي وردت مترابطة؟.

ماهي الحاجات و الحالات التي تُنَشط الغضب تلك التي درسها علماء النفس في العراق مثلاً و في مقدمتهم استاذنا البروفيسور قاسم حسين صالح  وعلماء الجمعية النفسية العراقية التي أسسها و يترأسها منذ سنوات و أي نوع من أنواع الغضب شملته تلك الدراسات؟…نتمنى ان تُنشر او يُشار اليها ليطلع عليها القراء إن كان هناك منها؟!!.

ثم ما هي الحاجات و الحالات و الانفعالات التي تجدها النظرية المعرفية و النظرية الثقافية موجودة عند كل الشعوب لسبب بيولوجي و هل التعبير عنها او موقعها عند الانسان بنفس الدرجة لأن سببها بيولوجي؟؟ و ماهي تلك التي تكون موجودة عند هذا الشعب و غير موجودة عند شعب اخر لأسباب ثقافية؟ اعتقد ان كل الانفعالات موجودة عند كل البشر لكن الفرق هو في طريقة التعبير عنها او عكسها امام المقابل.

لنأخذ الجنس مثلاً و أسأل هل الجنس في العراق اليوم يختلف عنه في فنلندا مثلاً (ثقافياً او بيولوجياً) من حيث حاجة الفرد اليه او اشكال ممارسته او اشكال حالاته او معانيه؟

ثم ما المقصود بالشعب هنا؟ هل هو المحدد وجوده ضمن الرقعة الجغرافية لبلد ما؟  في العراق ووفق ماورد… هل طريقة تعبير الاشوري او الكوردي او الايزيدي عن انفعالاته تشبه تلك التي عند سكان الاهوار او السهل الرسوبي؟

ثم يضيف بروفيسور قاسم التالي: [ونضيف لها ان طبيعة المناخ له علاقة بالغضب، فالشعوب التي تسكن في اماكن باردة تكون اقل في سلوك الغضب من الشعوب التي تسكن في اماكن حارة كالعراق ]

أقـــــــــــول:  ولما كان العراق من الدول المتميزة بارتفاع درجة الحرارة صيفاً ووفقاً لطرح البروفيسور قاسم هذا فأن الشعب العراقي له موقع متميز في سُلَمْ مشاعر الغضب وهذا يفند اعتراض البروفيسور قاسم على نتائج معهد غالوب لأن قوله هذا يعني ان تقرير معهد غالوب عن الغضب في العراق صحيح و يدحض تبريرات البروفيسور قاسم لذلك الاعتراض و بالذات قوله: [وكلمة أخيرة لمعهد غالوب: ثابت بدراسات اجنبية ان العراقيين هم اذكى شعوب المنطقة، والذكي لا (يمتاز) بالغضب] انتهى….((لطفاً راجع “ج9”)).

ويمكن لي القول ان هذه العبارة تحتاج الى تصحيح… فصحيح القول كما أتصور هو: [ان شعوب الأماكن الباردة تختلف عن شعوب الأماكن الحارة في طريقة التعبير عن الغضب و ليس كما ورد “”اقل او اكثر “” فكل انسان يغضب لكن تعبيره عن غضبه يختلف من شخص الى اخر و ربما  من منطقة جغرافية او حضارية او اقتصادية و ربما تاريخية الى أخرى فالتعبير عن الغضب في البادية يختلف عنه في باريس او هلسنكي او أوسلو…ولنفترض ان شخص فنلندي او نرويجي أقام في العراق خلال شهري تموز و آب و تَعَّرَضَ لحالةٍ اغضبته…فهل حرارة تموز او آب في العراق تجعله يتصرف كما يتصرف العراقي في نفس الموقف؟.

و اعتقد ايضاً ان القول الصحيح  ليس “فالشعوب التي تسكن…”” انما شعوب الأماكن الباردة.

على فرض ان بدوي في زيارة الى فرنسا و رغب بزيارة العراق و تقدم بطلب للسفارة العراقية في باريس للحصول على فيزا و تم رفض طلبه فهل يتصرف كما لو انه في باديته و رفضت السفارة هناك طلبه؟؟؟

ومع ذكر فرنسا هنا… اليوم تعيش فرنسا حالة هيجان في بعض مناطقها نتيجة غضب الشباب بسبب مقتل شاب على يد شرطي …فهل كان تحرك الشارع(الغضب) هذا و تلك الحرائق التي رافقته تحت تأثير ارتفاع درجة الحرارة في فرنسا؟

و مثال اخر: في تحركات تشرين 2019 التي عمت مناطق وسط و جنوب العراق نتيجة غضب الشباب مما يجري في البلاد لماذا لم يتحرك الشارع في كوردستان و الانبار و الموصل و تكريت لأنهم شعب واحد و يعيش في رقعة جغرافية واحدة و تحت ظروف جوية واحدة(حرارة) تقريباً؟ هل درستم كعلماء نفس أسباب عدم مشاركة العراقيين من سكنة كوردستان مع اخوتهم أبناء وسط و جنوب العراق؟

ثم كتب البروفيسور قاسم : (و اضيف ان شكل نظام الحكم يؤثر في طريقة عرض الغضب…) انتهى

أقول: هنا البروفيسور قاسم لا يتكلم عن الغضب انما ذهب بالاتجاه الصحيح و تكلم عن ” طريقة عرض الغضب” و هذا يعني ان هناك غضب تحت مختلف اشكال الحُكم…و الحُكم لا يؤثر على الغضب انما يؤثر على ” طريقة عرض الغضب” و هذا القول ايضاً يُفند اعتراض البروفيسور قاسم حسين صالح على تقرير معهد غالوب.

و مع ذلك أسأل البروفيسور قاسم حسين صالح :  هناك عدة اعراق تشكل ما يسمى الشعب الأمريكي و يعيشون تحت سلطات نفس النظام فهل طريقة تعبيرهم عن غضبهم واحدة؟ و هذا الحال مع مكونات الشعب الفرنسي و غيره من الشعوب المتعددة الأعراق…اكرر السؤال: لماذا لم يشارك سكان إقليم كردستان مع اخوتهم سكان الوسط و الجنوب في تحركات تشرين 2019 و الطرفين يعيشون تحت سلطة نفس النظام الديمقراطي؟

ثم يتطرق البروفيسور قاسم حسين صالح الى الاسباب التقليدية للغضب:

حيث كتب انها تعود ل:[اوضاع عائلية واجتماعية صعبة، الشعور بالإجهاد، التزامات مالية وتعرّض للخسارة، التعرّض للإساءة والعنف، متطلبات اكثر من قدرة الشخص، ادمان على الكحول او المخدرات، شعور الفرد بانه منبوذ اجتماعيا، اسباب وراثية بيولوجية.. او انه يكون قد تعلمها في طفولته من والدين، الشجار بينهما افتتاحية الصباح وختام المساء والمشكلة ان آثار الغضب المفرط تدفع صاحبه الى التفكير السلبي بخصوص الأشخاص والأحداث، وتدهور العلاقات الاسرية والاجتماعية، والتعرض للظلم، وعدم القدرة على الصبر، وفقدان السيطرة على السلوك لحظة ذروة الغضب التي قد تدفع الى قتل الاخر او قتل النفس] انتهى

هنا أسأل البروفيسور قاسم حسين صالح : هل هناك عراقي واحد في كل جغرافية العراق و خارجها منذ (السومرية الى الديمقراطية)  ومنهم الذين عاشوا و يعيشون في بلدان المهجر لم تمر عليه يومياً واحدة من تلك التي وردت في هذا المقطع؟ ثم أقول للبروفيسور قاسم ان هذا المقطع ينفي كل اعتراضاتك على ما طرحه معهد غالوب سواء فيما يخص السعادة او ال”الغضب”.

ثم يكمل البروفيسور قاسم حسين صالح و تحت عنوان فرعي هو:(وجهة نظر عراقية). بالتالي:[ الى معهد غالوب نقول: كل مجتمع بشري فيه الجميل وفيه القبيح، وما ينفرد به العراقيون انهم اصعب خلق الله، فتاريخهم يحدّثنا بانهم اكثر الشعوب قياما بالثورات والانتفاضات، وهذا لا يتعلق فقط بظلم السلطات التي حكمتهم بل بطبيعة الشخصية العراقية التي اصدرنا عنها اربعة كتب. فهم وصفوا بأنهم كانوا حتى قبل الاسلام أعزّة كبار يمتازون بعنفوانهم ويعتقدون برفعتهم وعلّو شأنهم، ولهذا كان الخلفاء الراشدون اول الحكّام في التاريخ الاسلامي الذين فهموا سيكولوجية العراقي فكانوا يراعون العراقيين في التعامل ويأخذون اعتراضاتهم مأخذ الجد، لأنهم كانوا يعرفون ان العراقيين اذا غضبوا فأنهم لا يرحمون] انتهى.

يتبع لطفاً

عبد الرضا حمد جاسم

Envoyé à partir de Courrier pour Windows